السبت، 20 فبراير 2021

تَـرْنِـيـمَـتِـي لِـلْـعَـدْلِ// بقلم الشاعر // عارف عاصي

 تَـرْنِـيـمَـتِـي لِـلْـعَـدْلِ

============

لا تَـبْـتَـئِسْ إِنْ حَـارَ فِـيكَ خِطَـابِـي

هُـوَ مَحْضُ حَرْفٍ طَـالِـبُ الأَلْـبَـابِ


أَنَا هَمْسُ شُحْرُورِ الجِبَالِ وَ غَايَـتِي

حُــبُّ الـحَــيَـاةِ مُـرَنِّــمٌ فِـي غَـابِـي


قَد عِشْتُ عُمْراً تَحْتَ هَالاتِ الضِّيَا

وَ الحُـبُّ صَحْبِـي وَ الضِّيَاءُ كِـتَابِي


لا مَا انْـثَـنَـيْـتُ إِذَا تَـجَـمَّـعَ رَعْـدُهَـا 

فَـالـرَّعْـدُ عِـنْـدِي مُـؤْذِنٌ بِـسَـحَــابِ


وَ الأَرْضُ حُبْـلَى وَ الغَـمَـامُ رِوَاؤُهَـا

يَـسْـقِـي الجُذُورَ وَ رَائِـعَ الأَعْـشَـابِ


فَـزَرَعْتُ رَوْضِي مِنْ بِدِيـعِ وُرُودِهَـا

لا مَا اعْتَدَيْتُ وَ قَدْ مَلَـكْتُ صَوَابِي


أَمَّـلْـتُ مِنْـهُ الخَـيْـرَ يَـكْسُو وَاحَـتِي

لأُظِـلَّ فِـيـهَـا جِـيرَتِـي وَ صِـحَـابِـي


وَ لَـقَـدْ شَرِبْـنَـا الشَّـهْـدَ فِي أَفْـيَائِـهَا

وَ الخَـيْـرُ ضَـافٍ فَـوْقَ كُـلِّ نِـصَـابِ


لَـمْ أُزْعِـجِ الـدُّنْـيَـا بِـرَائِـقِ عِـيشَـتِي

حَـتَّـى اِنْـقَضَضتَّ بِـكُـلِّ ظُـفْرٍ نَـابِ


فَـكَسَرْتَ أَغْصَانِي الَّـتِي قَدْ أَثْـمَرَتْ

وَ رَدَمْـتَ نَـهْـراً دَائِــمَ الــتِّـسْـكَـابِ


فَـإِذَا الـرِّيَـاضُ تَـدَمْـدَمَـتْ أَرَكَـانُـهَا

وَ إِذَا الــظَّـلامِ مُـظَـلِّـلُ الأَقْـطَــابِ


وَ إِذَا الـزُّلالُ أُجَاجُـهَـا فِي طَـعْـمِـهِ

وَ الحُلْـوُ يُـسْقَىَ مِنْ خَبِـيثِ رُضَابِ


يَاصَاحِبَ الظُّـلْمِ الوَبِيلِ أَلا اسْتَفِقْ

فَالـيَـوْمَ يَـوْمُك وَ الحِسَابِ حِسَابِي


وَ غَـداً تَـزُولُ عَـنِ الـحَـيَاةِ مُـكَـلَّـلاً

وَ الـعَـارُ ظُـلُّـكَ بَـعْـدَ عُــمْــرٍ كَـابِـي


فَـأَجَابَـنِي الظَّـلَّامُ فِي سَمْتِ الهَوَى

الـقَــوْلُ مِـنْـكَ مُـجَـانِـبـاً لِــصَـوَابِ


يَـا أَيُّـهَـا الْـغِـرُّ الـمُـثَـرْثِـرُ قَـدْ كَـفَـى

وَ افْـهَـمْ حَـيَـاتَـكَ دُونَـمَـا أَسْـبَـابِ


الـنَّـاسُ فِي تِـلْـكَ الحَـيَـاةِ مَـرَاتِـبٌ

هِـيَ لِـلْــكِـبَـارِ كَـمَـصْـنَـعِ الأَنْـصَـابِ


مَـنْ أَنْـتَ فِـيهَـا كَـيْ تُـثِـيرُ زَوَابِـعـاً

أَنْــتَ الــرَّمَـادُ إِذَا تَـــثُــورُ رِغَــابِـي


وَ أَنَـا أَرَدْتُ لَـكَ الخُـلُودَ بِصُحْـبَـتِي

فَـــوْقَ الـــزَّمَـانِ الــذَّاهِــبِ الأَوَّابِ


أَفَــلا يَـسُـرُّكَ أَنْ تَـكُـونَ بِـتُـرْبَــتِـي

تَـسْـقِـي جُـذُورِي مِـنْ دَمٍ سَـكَّــابِ


أَوْ أَنْ تَـكَـونَ بِسَاعِـدِي فِـي قُـوَّتِـي

اَوْ اَنْ تَـكُـونَ نُـعُــومَــةً بِــإِهَــابِــي


أَوْ أَنْ يَـكُـونَ لَـكَ الـبَـقَــاءُ مُــؤَكَّــدٌ

فِـي طُولِ عُـمْرِي مُـنَـعَّـماً بِـشَـبَـابِي


أَوْ أَنْ تَـكُونَ عَـزِيـمَـتِي فِي وَثْـبَـتِي

كَــيْ مَــا اَحُــوزَ تَــعَــدُّدَ الأَلْــقَــابِ


إِنِّـي أَنَـا سِـرُّ الخُـلُـودِ عَـلَى الـمَـدَى

وَ أَنَـا الإِلَــهُ تَــرَى الجَـمِـيـعِ بِـبَـابِـي


أُعْـطِي وَ أَمْـنَـعُ مَـنْ أَشَـاءُ تَـكَـرُّمـاً

بِـالجُـودِ أُغْـنِـي مَـن أَتَـى مِحْـرَابِـي


فَـنَعِـيمُـكُمْ هُـوَ مِنْ كَـرِيـمِ تَـفَضُّلِـي

وَ جَحِيمُـكُمْ فِي غَضْبَـتِي وَ عِقَابِـي


أَنَا إِنْ طَعَنْتُ فَلَسْتُ أبْغِي مَحْوَكَمْ

مَـاذَا يُـفِـيـدُ عِـدَادُكُــمْ بِــرِحَــابِـي  


اَنْـتُـمْ رَمَـادُ الـنَّـارِ بَـعْـدَ خُـمُـودِهَـا

مَـاذَا يُـخِـيفُ لَـدَى الـرَّمَادِ الخَـابِي


فَـأَجَـبْـتُـهُ وَ المَـوْتُ يَخْـنِقُ عَـبْرَتِي

لا تُــكْــثِــرِنَّ مَـلامَــتِـي وَ عِـتَـابِـي


إِنَّ الـحَـيَـاةَ جَـمِـيـلَـةٌ قَـدْ صَـاغَـهَـا 

رَبِّـي الـكَـرِيــمُ عَــطِــيَّـةَ الـوَهَــابِ


وَ أَنَـا الـمُـغَـرِّدُ فِي بَـدِيـعِ ضِـيَـائِـهَا

صَـوْتِـي الحَـنُـونُ تَـرَادُفُ الأَحْـبَابِ


فَـإِلَـيْكَ خَـالِصُ مَا عَلِـمْتُ بِرِحْلَـتِي

مِـنْ دُونِ شَـرْحٍ وَاسِـعِ الإِسْــهَــابِ


إِنَّ الــعَـدَالَــةَ دُونَ سَـيْـفٍ كِــذْبَــةٌ

وَ الحَـقُّ سَـيْـفٌ فَـوْقَ ظُـلْـمِ رِقَـابِ


مَـنْ رَامَ عَـدْلاً دُونَ سَــيْـفٍ وَاهِــمٌ

هُـوَ فِي الحَـيَاةِ مُخَـالِـفُ الأَسْـبَابِ


تَـرْنِـيمَـتِـي لِـلْـعَـدْلِ تُحْـيِـي مَوْتـنَـا

وَ تَجُـوبُ كَـوْنِي فَوْقَ كُـلِّ هِـضَابِ


وَ الـحَـقُّ فِـيــهَــا غَـايَـةٌ مَـحْـمُـودَةٌ

يُـبْـقِي الأَنَـامَ عَـلَى هَـدَىً وَ كِـتَـابِ

========

عارف عاصي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق