الأحد، 21 فبراير 2021

عين على كتب التراث/المتنبي و ما قال الشعراء فيه // للشاعر خالد خبازة

 عين على كتب التراث


المتنبي و ما قال الشعراء فيه 


المتنبي 

302 – 354 هـ

915-  965 م 


أحمد بن الحسن بن الحسين بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي ، أبو الطيب .   أشهر من 

   أحد مفاخر الأدب العربي ، له الأمثال السائرة و الحكم البالغة ، و المعاني المبتكرة . 

   ولد بالكوفة ، في محلة تسمى كندة ، و اليها نسبته . نشأ بالشام ، ثم تنقل في البادية يطلب الأدب و علم اللغة العربية ،  و أيام الناس .

   قال الشعر صبيا ، و تنبأ في بادية السماوة ( بين الكوفة و الشام ) . سجنه أبو لؤلؤة أمير حمص و نائب الاخشيد .

كان المتنبي من المكثرين في نقل اللغة ، و المطلعين على غربها و وحشيها ، فلا يسأل عن شيء ، الا و يستشهد فيه  بكلام العرب من الشعر و النثر . و يقال ان الشيخ أبا علي الفارسي ، صاحب كتاب " الايضاح و التكملة "  وهو استاذ لابن جني ، التقى ابا الطيب ، و هي في مجلس عضد الدولة في شيراز ، فقال له : كم لنا من الجموع على وزن " فِعْلى ".. فقال المتنبي في الحال :  " حجلى "  و  "  ظربى  " . قال أبو علي الفارسي : فطالعت كتب اللغة ثلاث ليال .. على أن أجد لهذين الجمعين ثالثا ، فلم أجد  . 

و الناس في شعره على طبقات ، فمنهم من يفضله على أبي تمام ، و منهم من يرجح أبا تمام عليه . و قد اعتنى العلماء بديوانه ، فشرحوه ، حتى قيل انه وجد له ما يزيد عن أربعين شرحا . 

وفد على سيف الدولة بن حمدان ، صاحب حلب ، فمدحه ، و حظي عنده ، و مضى الى مصر ، فمدح كافور الاخشيدي و طلب منه أن يوليه ، فلم يوله ، فغضب أبو الطيب و انصرف  يهجوه ، تاركا مصر قاصدا العراق و فارس ، فمدح عضد الدولة بن بويه الديلمي في شيراز  . 

   بعودته الى بغداد تعرض له  فاتك بن أبي جهل الأسدي ، في الطريق بجماعة من أصحابه ، و كان مع المتنبي مجوعة ، فاقتتل الطرفان ، و قتل المتنبي و ابنه " محسّد " و غلامه " مفلح " بالنعمانية ، بالقرب من دير العاقول ، ، في الجانب الغربي من سواد بغداد  . و كان المتنبي هجا ضبة بن يزيد الأسدي العيني ، ابن أخت فاتك . 

كان سيف الدولة يفضله على جميع الشعراء ، و حدث مرة أن السري الرفاء ، وهو أحد الشعراء الذين كانوا يمدحون سيف الدولة ، كان حاضرا مجلسه  ، و جرى ذكر أبي الطيب ، فبالغ سيف الدولة في الثناء عليه ، فقال له السري ، اشتهي أن الأمير ينتخب لي قصيدة من غرر قصائده لأعارضها ، و يتحقق الأمير بذلك أنه أركب المتنبي في غير سرجه ، فقال له سيف الدولة على الفور ، عارض لنا قصيدته التي مطلعها :


لعينيك ما يلقى الفؤاد و ما لقي ... و للحب ما لم يبق منه و ما بقي 


قال السري ، فكتبت القصيدة ، و اعتبرتها في تلك الليلة ، فلم أجدها من مختارات أبي الطيب ، لكن رأيت يقول في آخرها عن ممدوحه  :


اذا شاء أن يلهو بلحية أحمق ... أراه غباري ثم قال له الحقِ


فقلت و الله ماأشار سيف الدولة الا الى هذا البيت  . 


و من شعره مما ليس في ديوانه : 


أبِعَيْن مفتقر اليـــك نظرتني ... فأهنتني و قذفتني من حالق 

لست الملوم أنا الملوم لأنني ... أنزلت آمالي بغير الخـالق 


هناك عدد من الشعراء الذين رثوا المتنبي منهم  أبو القاسم المظفر بن علي الطبسي ، يقول من الخفيف و القافية من المتواتر :


لا رعى الله سرب هذا الزمان ... اذ دهانــا بسرب ذاك اللســان

ما رأى النـــاس ثاني المتنبي ... أي ثان يرى  لبكر الزمـــــان 


كان من نفسه الكبيرة في جيـــ ... ــش و في كبرياء ذي سلطان

هو في شعره نبي .. و لـــــكن ... ظهرت معجـزاته في المعاني


وممن رثوه أيضا ، محمد بن عبدالله الكاتب النصيبي ، بقصيدة يستجيش بها عضد الدولة على مريقي دمه ، و منها من البسيط و القافية من المتراكب :


قرت عيون الأعادي يوم مصرعه ... و طالما سخنت فيه من الحسد 


الى أن يقول : 


أبا شجاع فتى الهيجا و شاعرها ... و مشتري الشكر بالانفــاق و الصفد 

 هذي بنو اسد جـــــاءت بمؤسدة ... صماء نائحة هـــدت ذرى أحـــــــد


سطت على المتنبي من فـوارسها ... سبــعون جاءته في موج من الزرد

حتى أتت و هو في أمن و في دعة ... يسير في ست ان لم تحص لم تزد


كرت عليه سراعا غير وانيـــــــة ... فغادرتـــــه قرين الترب و الثـــأد

من بعــــــــد ما أعملت فيهم أسنته ... طعنـــا يفرق بين الروح و الجسد


فاطلب بثـــأر فتى ما زلت تعضده ... لله درك من كهف و من عضـــــد

أزْكِ العيون عليهم أية سلكــــــــوا ... و ضيّق الأرض و الأقطار بالرصد


شردهُمُ  بجيـــــوش لا قــــوام لها ... تأتي على سيـــد الأقوام و اللبـــــد


و رثاه أيضا ثابت بن هارون الرقي بقصيدة يستثير فيها عضد الدولة على فاتك و بني أسد ، يقول في أولها من الكامل و القافية من المتدارك :


الدهر أنكى ، و الليـــــــالي أنكد ... من أن تعيش لأهلها يا أحمــــــد 

قَصَدَتك لما أن رأتـــــــك نفيسها ... بخلا بمثلك ، و النفائس تقصـــد


ذقت الكريهـــــــــة بغتة و فقدتها ... و كريه فقدك في الـورى لا يفقد

قل لي اذا اسطعت الجواب فانني ... صب الفــؤاد الى خطابك مُكمـَد


أتركت بعــدك شاعرا .. و الله لا ... لم ببق بعدك في الزمان  مُقصّد

أما العــــلوم .. فانها يا ربـــــــها ... تبكي عليـــــــك بأدمع لا تجمد


يا ايها الملك المؤيــــــــد ، دعوة ... ممن حشاه بالأسى يتـــــــــوقد

هذي بنـــــو اسد بضيفك أوقعت ... و حوت عطاءك اذ حواه الفرقد


و له عليـــــك بقصده يا ذا العلا ... حق التــــــحرّم و الذمام الأوكد

فارع الذمام و كن لضيفك طالبا ... ان الذمــــام على الكريم مؤبـــد 


و يحكى أن المعتمد بن عباد اللخمي ، صاحب قرطبة و اشبيليا ، أنشد يوما في مجلسه بيت المتنبي الذي هو من جملة قصيدته المشهورة من  الطويل و القافية من المتدارك  :


اذا ظفرت منك العيون بنظرة ... أثاب بها معيي المكي و رازمه 


و جعل يردده استحسانا ، و في مجلسه محمد بن عبدالجليل وهبون الأندلسي ، فأنشد ارتجالا من الطويل و القافية من المتدارك  :


لئن جاد شعر ابن الحسين فانما ... تجيد العطايا و اللُها تفتح اللُها

تنبأ عجبا بالقريض و لــو درى ... بأنـــك ترويه اذن لتــــــــألها 


و اللها : بضم اللام ، العطايا ، و بالفتح ، الحلق .

وممن  تحدث عنه في شعره علي بن المقرب العيوني ( نسبة الى العيون ، موضع في البحرين )  المتوفى   1231 م  ذكره في بيت من الشعر من البسيط و القافية من المتواتر  :


قد أحسن المتنبي اذ يقول ومـا ... زالت له حكم تروى و أمثـــال 


و من شعراء العصر الحديث الذين ورد ذكر المتنبي في أشعارهم  ، الشاعر السوري الدمشقي " ميخائيل خير الله ويردي "  المتوفى سنة 1945 م  .. يقول في قصيدة طويلة من الطويل مطلعها من الطويل و القافية من المتواتر : 


سلام على ذكر العلى سالف العهد ... فان اذكار المجد يذكي هوى  المجد


و منها : 


فما للذي غنى الزمان بشعره ... أيسكته ريب المنـــــون عن الحمد 

الى المتنبي فليسر كل مـاجد ... جمال بنات الفكر يحمد لظى الوجد 


هو الشاعر الباقي بكل فريدة ... اذا ضنت الأجيال بالشاعر الفــرد

يصعد فوق المبدعين خيــاله ... فيحيا حياة النجم من شدة البــــــعد


و يضرم فيمن يقتفيـــــه حمــــــــــاسة ... و لكنــه يغري المجلين بالـــزهد

و من كان يلقى الأسد في حومة الوغى ... أيدركه في الخلد خوف من الأسد


الى المتنبي فليسر كل ظــامئ ... يشارف حياض المجد سائغة الورد

فيا شاعر الابداع و القوة الذي ... بنى هيـــكلا للشعر يعبـــق بالنــــد


و حلى تراثا للعروبة لم يكن ... من الدر بل أعلى و أحلى من  الشهد

 

الى أن يقول :


الى المتنبي فليسر كل راغب ... بنفض غبار الذل ، يقرا فيستهد

فكبر على شعر الفروسة بعده ... أما يفتديـــــه كل بيت من القود


أراه طريحا في الفيافي مضــــــرجا ... كأن لم يطاعن بالعوالي و لم يرد

و من عاش مثل النسر في قمة النهى ... أينجو من الغدار و المصرع الادّ


كان عيون الغدر كانت و لم تزل ... تمارس خنق الفضل كالطفل في المهد

الى المتنبي كان شوقــي مسيّري ... و من عــــــــــادة الأشواق تنمية الود 


و لولا اهتمامي بالبلاغة لم تجـِد ... لهندسة الألفاظ من قيمة عنــدي

أغني نشيد العــــــرب شأن متيم ... فتصغي له الدنيا و تنشده بعدي


و من أجمل ما قرأت من أشعار شعراء العرب في العصر الحديث ، قصيدة " المتنبي و الشهباء " للشاعر الكبير بشارة الخوري .. ألقاها الشاعر في مدينة حلب  مدينة سيف الدولة في عام 1965  تكريما لذكرى  شاعر العرب العظيم " المتنبي " بمناسبة مرور ألف عام على وفاته و أنشرها بكاملها نطرا لروعتها عروضها من البسيط و القافية من المتراكب :


نفيت عنك العلى و الظرف و الأدبــا ... و  ان خلقت لها ان لم تـــــزر حلبـــا

خذ الطريق الذي يرضى الفؤاد لــــه ... و لا تخف ، فقـــــديما ماتت الرقبــــا


و اسكب على راحتيها روح عاشقها ... و مص من شفتيها الشعر و العنبـــــا

أفدي الشفاه التي شاع الرحيق بهــــا ... و هــــــم بالكأس ساقيها و ما سكبــــا


كـأنها نجمة طال السفار بهــــــــــــا ...عطشى رأت وهي تمشي منهلا عذبــا

توســـدت شفتيـــه بــــــــعدما نهلت ... و فارقت صاحبيها : الليل و التعبــــا


ما للشــــــــفاه الكسالى لا تزودنــــا ... فقد حملنا على أفواهنا القربــــــــــــا

بمهجتي شــــفة مـــــنهن باخــــــلة ... جاران تحسبنا – ان تلقنا – غربـــــا


أهـــــم بالنظرة العجلى و أمســـكها ... اذا قرأت على ألحاظها الغضبــــــــا

أنــــا الــــذي اتهمت عيناه قلبهمـــا ... فرحت أخلق من نفسي لها الريبـــــا


أأمنع الشفة الدنيــا ، و لـو طمحت  ... نفسي الى شفة الفردوس ، ما انحجبا

و يمطر الضيم في أرضي وأشربها ... و كنت لا أرتضي أن أشرب السحبا


ذر الليالي تمعن في غوايتهــــــــــا ... فقد حشدت لها الأخلاق و العربــــــا

شهبـــاء لو كانت الأحلام كاس طلى ... في راحة الفجر، كنت الزهر والحببا


أو كان لليل أن يختــــار حليتـــــــه ... وقد طلعت عليه ، لازدرى الشهبــــا

أو ألف المجد سفرا عن مفـــــاخره ... لراح يكتب في عنوانه " حلبــــــــا "


لو أنصف العرب الأحرار نهضتهم ... لشيدوا لك في ساحاتها النصبــــــــــا

لكن خلقت لأمـــــــر ليس يدركـــه ... من يعشق الذل أو من يعبد الرتبــــــا


تعرى البطولة الا من عقيــــــــدتها ... و الجبن أكثر ما تلقاه منتقبـــــــــــــا

ملاعب الصيد من حمدان ما نسلوا ... الا الأهلة  و الأشبال ، و القضبـــــــا


الخالعين على الأوطان بهجتــــــها ... و الرافعين على أرماحها القصبـــــــا

حسامهم ما نبا في وجه من ضربوا ... و مهرهم ما كبا في اثر من هربـــــا


ما جرد الدهر سيفا مثل " سيـفهم "... يجري به الدم ، أو يجري به الذهبــــا 

رب القوافي على الاطلاق شاعرهم ... الخلد و المجد في آفاقه اصطحبـــــــا 


سيفان في قبضة الشهباء لا ثلمـــــا ... قد شرفــا العرب بل قد شرفا العربـــا 


.............. 


عرس من الجن في الصحراء قد نصبوا له السرادق تحت الليل و القببـــــــا

كـأنه تدمر الــزهراء مارجـــــــــة ...بمثل لسن الأفاعي تقذف اللهبـــــــــــا  


أو هضبة من خرافـــات مرقعــــة ... بأعين من لظى أو من رؤوس ظبـــى

تخاصر الجن فيها بعدما ســـكروا ... و بعدما احتدمت أوتارهم صخبــــــــا


فأفزع الرمل ما زفوا وما عزفــوا ... فطار يستنجد القيعــان و الكثبــــــــــــا 


...


تكشف الصبح عن طفل و ماردة ... له على صدرها زأر اذا غضبــــــــــــا

كأنه الزئبق الرجراج في يدهـــا ... و خفقة البرق ، اما اهتز و اضطربــــا


نادى أبوه عظيم الجن ، عترتــه ... فأقبــــــلوا ينظرون البدعة العجبــــــــا 

ماذا نسميه ؟ قال البعض : صاعقة فقال : كلا . فقــــــالوا : عاصفا . فأبــى

 

و قــام كالطـود منهم مارد لسن ... و قال لم تنصفوه اسما ، ولا لقبــــــــــــا

سنبعث الفتنة الكبرى على يده  ... فنشغل القوم ،  و الأقلام  ، و الكتبـــــــا


و نجعل الشعر ربا يسجدون لـه ... فان غووا ، فلقد نلنــــا  به  الأربـــــــــا

و اختــال غير قليل ثم قـال لهم  ... سميته " المتنبي " فانتشــــــوا طربــــا


و زلزلوا البيد حتى كان سالكهـا ... يهوي به الرحل ، لايدري له سببــــــــا

يرى السراب عبابــا هـاج زاخره ... و الرمل يلتحف الأزهــار و العشبـــــا


أيـه أخي الوفـرة السوداء كم ملك ...  أعاضك التاج منها ، لو بها اعتصبــا 

غضبت للعقل أن يشقى فثرت له ... بمثل ما اندفع البركان ، و اصطخبــــا 


هل النبـــــوة الا ثـــورة عصفت ... على التقاليــد  ، حتى تستحيل هبـــــــا 

ما ضر موقدها ، و الخـلد منزله ... اذا رمى نفسه في نــــارها حطبـــــــــا


طلبت بالشعر دون الشعر مرتبـــة ... فشـاء ربــك ، أن لا تــدرك الطلبـــــا 

اذن ، لأثكلت أم الشعر واحدهــــا ... و عطل  الوكر ، لا شدوا ولا زغبــــا  


لولا طماحك ، ما غنيت قافيــــــة ... بــوأتها الشمس ، أو قــــلدتها الحقبــــا 

قد يؤثر  الدهر انسـانا فيحرمــــه ... من يمنع الشيء أحيانا ، فقد وهبــــــــا


أبا الفتوحات ، لم تزج الخميس لها ... و لا لبســت اليها البيــض و اليلبـــــا 

تأتي التخــــــــوم فتلقـــاها مهللة  ... مثــل المريض ، أتاه بالشفاء نبـــــــــا 


ما الفتح أهدى اليك الروض و السحبا ... كالفتح جر عليك الويل ، و الحربـا

و لو فتحت بحد  السيف لانحطمت ... تيجـان قوم ، حشوها الظلم و الرهبـــأ


" ما كل ما يتمنى المرء يدركه  " ... و يدرك الغاية القصوى ، و ما طلبـــا 

" خذ ما تراه ودع شيئا حلمت به " ... فــــرب حـــلم جميــل أورث العطبــا 


....


يا ملبس الحكمة الغراء روعتها  ... حتى هتفت : أوحيــــــــــا قلت ، أم أدبـا

كأنما هي أصـــــــــداء يرددها   ...   ذا اذا بث ، أو هــــذا اذا عتبـــــــــــــا


قالوا استباح أرسطو حين أعجزهم ... و انه استل من آياتـــــــــــــه النخبـــا 

مهلا ، فما الدهر الا فيض فلسفة  .... يعود بالدر منـــــــــها ، كل من دأبـــا


من علم ابن أبي سلمى " حكيمته " ...و قس ساعــــدة الأمثال و الخطبـــــــا 


...


يا خالقا جيله ، لولاك ما عرفت ... له الأواخــــــــــــر ، لا رأسا ولا ذنبـــا

آمنت بالشعر مذ أنشاك آيتـــــه ... و كان عرشـــــــــا من الأصنــام فانقلبــا


أضرمت ثورتك الهوجـاء فالتهمت ... من القريض الهشيم الغث و الخشبـــا 

و غال شعرك شعر الكائـــدين لــه ...  لنفسسهم حفرت أيــــــــديهم التربــــا


حتى رجعت و للأقـلام هلهلـــــة  ... في كف أبلــــغ من غنى ، ومن طربــا

فوا نبي القوافي ، أي نابغــــــــة  ... لم يزرعــــــــوا حوله البهتان و الكذبــا


منعت عنهم ضيـاء الشمس فانحجبـوا ... فهل تلومهم ان مــــزقوا الحجبــــا

لم ألق كالشعر مظلومـــا ، فقد حشدوا ... لحربه ، حسد الحساد و النــــــــوبا


 يرمى بـكل قبيح  من مثالبـــــــــهم ... و يرفعون له الأنصــــــاب ان ذهبــا

مثل المسيح ، تغالـــــــــوا في أذيته ... و ألهوه ..  ولكن بعدمـــــــــا صلبــا


قالوا : الجديد ، فقلنا: أنت حجتــــه ... يا واهبــــــــا كل عصر  ، كل ما خلبا

أفكرة لم تكـــــــــــن فتقت برعمها ... و جِدةً  لم تكن أمًـــــــــــا  لها  و أبـــا 


بعض الجديد الذي يدعونه أدبـــــا ... يموت في يومه..  هذا اذا وُسبــــــــــــا

ان لم يكن لك حسن الوجــه تعرضه ... فقد ظلمت به أثوابك القشبـــــــــــــــا 


...


أتسعد الروضة الخضـــراء بلبلها ... حتى يفي الروضة ، الشهبـاء ، ما وجبا

أيقنت أن " سعيدا " آخذ بيـــدي  ... لما سما بي الى " اخوانه " النجبـــــــــا (*)


أتيتــــــــهم فكسوني  كل سابغة  ... و كنت ألبسها لا تبلـــــــــــــــغ الركبــا 

تيها " عروسة سوريا " فقد حملت ... لك القوافي على رايـــــــــاتها الغلبـــا 


.......


(*) - يقصد سعيد الزعيم أحد أركان لجنة تكريم ذكرى المتنبي 


....


خالد  . خبازة 


المراجع : عدد من كتب التراث



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق