ثورة الورد
في الورد ِ يُغريني إليك ِ طلا الندى
هل لي أهيم ُ بعشقه ِ أنّا بدا ؟؟
نثر َ الحلا بمجونه ِ وجنونه ِ
غَدقا ً على خديّك ِ كي يحلو المدى
وأضاء َ ديباج ً الفرات ِ دلاله ُ
قمرا ً يحف ُّ به الجمال ُ مُعبّدا
أَسَرَ النسيم ُ فتونه ُ ، فغوت ْ به
أنفاسه ُ يلثمنه ُ متورّدا
أعلى الكواكب ِ أن تبوح َ أن تُضيء َ
ألقا ً وشوقا ً إن يروح َ ويبعدا ؟!
وشَرعت َ تُشعل َ للمساء ِ طقوسه ُ
بين الظلال ِ وبين عطرك َ والصدى
فعشقته ُ مثل الفراشة ِ ظامئا ً
متزودا ما شئت َ أن تتزودا
تحني له الأضواء ُ أجفان َ الهوى
أسواه ُ فاتحة الربيع ِ مُغردّا ؟
لولا احتراق ُ الروح ِ يا ريم َ الفلا
ما هاجرت ء ألبابنا فينا سُدى
راحت ْ مُعلقة ً ، بقيس ِ حبيبها
ليلى بأنفاس ِ الحنين ِ مُجدّدا
تُثري الثرى ، وتُحيلهن َّ خميلة ً
بك أن تصوّر عبقري َ زبرجدا
وتُشابه المطر ً الندّي رصافة ً
حتى إذا صلّيت َ ناجيت َ الصدى
في حُمرة ٍ سكب َ الضياء ُ خدودها
فسرت ْ أنامله ُ تُظلُّله ُ الهُدى
وتريه ِ فردوس َ النعيم ِ لينزوي
ويَشي به الفيروز َ إن ْ يتجردا
سابقت ُ ما أبقى ، وأحداقي بها
بين الذهول ِ وبين ريق ِ موحْدّا
حيث ُ الجواهر ُ ماسها وعقيقها
من كل ِّ ابيض َ في النساء ِ وأسودا
سَجَد َ الجمال ُ لها خشوعا ً ، فارتمت ْ
مكحولة َ الأهداب ِ ناعمة َ اليدا
والوجه ُ صاف ِ جاء َ يبسم ُ سافرا ً
وأنار َ أرجاء َ العوالم ِ مًصعدا
بين المجامر ِ والبخور ِ ، ضرامه ُ
نُسكا ً من الوطر ِ الأغر ِ تهجّدا
والسحر ُ في أيِّ النساء ِ رأيته ُ
أشفقته ُ بَذخا ً يضيعَ مُشرّدا
فتح َ الربيع ُ عليه سر َّ بهاءه ِ
فكسا عناقده ُ طلول َ مُسرمدا
وتمخّضت ْ بكر ُ النجوم ِ ، بريقها
ولدان ُ حور ٍ ، أو أسيل ٌ مُوقدا
والطير ُ يفتح ُ للرياض ِ جفونه ُ
بالاشتياق ِ تعود ُ أنسام الندى
صاح َ الصباح ُ بها ، وطاف َ مُكبّرا ً
يتلو حواليها الجلال َ مُجوّدا
متذلّلا ً ، متهلّلا ً ، متمهّلا ً
متصدّعا ً ، متصعّدا ً ، متفرّدا
والنور ُ من بين العروق ِ وفوقها
وبطيفها يسري ، ومن تحت الشدى
خُتمت ْ بسطوته ِ ، فسالت ْ ريحه ُ
خَلقا ً ، بعين العاشقين َ تمجدّا
سُحب ٌ أحاطتني الغواية ُ رطبُها
فيه ، وما استمطرت ُ حتى سُدّدا
طِيبت ْ له الأوصاف ُ ، تحلي أبحرا ً
وتجلّت ِ الأشعار ُ ، ترسو عسجدا
مُزدان ُ ، والدنيا له مُزدانة ٌ
مختال َ ، مُنتصب َ العروش ِ مُمجدّا
حتى إذا فرش َ البهاء ُ طريقه ُ
أزفت ْ براعي الوصف ِ يحثو السؤددا
تروي ضفائرها لعوب حديثها
وتوهّج ُ المستقبل ُ المستوقدا
وسرى إليها النور يغبطُها ، وقد
أخذت ْ تُغازله ُ جوادا ً أجودا
عضّته ُ ، فانتفضت ْ به قسماته ُ
وشفا شفاه ُ الريح ِ تنصب ُ مَرصدا
فكأنّما جُنّت ْ به أحداقها
غرقا ً بأعماق ِ الهُيام ِ الموقدا
غَسلته ُ ، واغتسلت ْ به ، فتعبّقا
وسقى رُضابُهما المكان َ فأخلدا
واهتز َ أروع َ وجه ِ حور ٍ وجهها
وانفل َّ رونقها بُخارى زُمردا
والطعم ُ شهد ٌ حيث ُ سُقت َ ولذّة ٌ
كمزاج ِ عدن ٍ في الجنان ِ توسّدا
الشاعر / ناصر عزات نصار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق