رغيف الموت /// للمبدعة /// حولة ياسين

رغيف الموت
..............

جسد الحقيقة عارٍ
كرغيف خبز ترنخ ...
في إناء ماء ليكفي
أفواهاً جائعة
والجسد الخبيث
لعملة الكذب
يرتدي زي الشرف
ويصافح باعة
بضاعة زائفة
كبحر هاج فأغرق
الصالح والطالح
وجمع كل العظام
في رحمه
هنا وهناك أرواح
تائهة
في موكبها الأخير
في رحلة مكفوفة
البصر
دربها صخر
وجمر
في ليل شاحب
غير مقمر
ألملم حقائب تمزقي
وضياعي
أحمل أوراقا
مبللة بدم
الباكين على أرصفة
الحاجة
جمعت عناوين
المشرّدين
وتواريخ ملطخة
بآثار الموت
لأشبع غرور
ذكرياتي
كسرت الأقلام
وأغلقت أبوابا
وفارقت أصحابا
وهجرت موطني
كاذبة متصنعة
هذه الدنيا
تحمل في بطنها
الف كارثة وكارثة
التاريخ الأصلي
أحترق في ضلوعي
دُفن في مهجتي
وغرق في سيل
دموعي
أيها التائه
في خفايا السُخرية
هاتِ الخبز
لنقتسمه
في غربة باردة
تحت سماء
غاضبة
لربما هي الحقيقة
الوحيدة التي
تهمس للضمير
حتى يصحو
من الغيبوبة
المُزمنة
عساكر التسول
على أعتاب
المدينة
ينتظرون جسدها
والذئاب بارزة
أنيابها تنتظر
فريسة تلو فريسة
سقطت مهجتي
في فخ منصوب
وبقي سر الخديعة
نائماً على وسادة
النفاق الأبدي
راح رغيف الخبز
لأفواه عبدة
الدينار
توقفت القصيدة
حائرة حزينة
تبتهل في محراب
أمنيات مزعومة
حتى الرغيف
البائت سرقه
زبائن الطاغية

............
خوله ياسين