الخميس، 22 فبراير 2018

جدب الأمنيات /// للمبدع....الشاعر //// جميل العبيدي

جدب الأمنيات.
جميل العبيدي.
==========
وُلِدتْ في عبابِ اليم المسجورِ
...
بعناء ِالحياة
طاردها فيه تمساح الموج .
لم يكن لتابوت ٍكتابوتِ موسى أن
يُسعفها للولوج في كنف مُلْكٍ
ولالعصي مثل عصاه أن تصنع لها
طر يقاً يَبَسا ًلتَتَبُّع ِمسار السامري
وذَهَبِه ِفيكون حُلمهاواسعا كحلمه
ثمة مرسى كانت فيه يتيمة ًعلى
رملة ٍيتيمةٍ دون جدار يحويها.
كل أحلامها ولجت في زمن التيه
بسنين ٍعجاف .
لم تَر َسنابلها الخضر يقينا.ً
فقد داهمها ريح صرٍ عقيمٍ جعلها
كأن لم تغن َبالأمس .
تلك البذرة الطيبة تخلت عن
مكانها في حقلهم الشاسع فكفرت
بذرتها في صلد ٍلم تنبت فيهِ
مريعا ًفيأتي أكلها يانعاً.
أصبح زرعها كليلاً مصفراً وباهتاً
يتجاذبها ريحها والغبار وعوامل
مرتعها العليل .
أه ٍ... أيتها النفس التواقة لمرتعك
الخصب.
لكم تمنيت وخاب أملك...
ولكم صبرت ولم تظفري ..
ولكم عانيت ولم يؤبه لك.
وهاأنت لاتزالين طموحةً ساعيةً
في زمن ٍمن فُحْش ِالأمر.
وبهية ًفي ظلال عمى وقليل هَدْي ٍ
من رشدك في فلاة ٍمقفرة ٍ وتيهور ٍ
من الرمل تحتار فيه أمنياتك
دون أمل ٍيافع ٍأوثمرٍ يانع.
قد يطالك يأس من لاحياة له وقد
ترفلين في ديجور ظلماته.
لكني أظنك تَجحدِيه ولن تتكفني
بثوبه الرديء ولن تتكففي دمعه
ولن يظل نَفَسُكِ متهدجًا به.
لأنك نفيسة ُحياة .
لاتسترعين ذئباً ولاتَظْلَمِين
طر يقا.
ولن تكوني جدباء في نفوسنا
وإن جدُب المكان.
لإننا سنظل نتعهدأمنياتك
بالرعاية والإهتمام ولوكره
اليائسون.
__________________________
"الحَقْلٌ الشَاسِعٌ" : الأَرْضُ الْمَزْرُوعَةُ بِزَرْعٍ وَأَشْجَارٍ وَنَبَاتَاتٍ وَهِيَ فِي خُضْرَتِهَا. "حُقُولٌ خَضْرَاءُ".
مريع : كثير الخير.
العليل : المريض .
فحش الأمر. تجاوز حده بالقول والفعل.
تيهور من الرمل . المنهار
"مَنِ اسْتَرْعَى الذِّئْبَ فَقَدْ ظَلَمَ"
تَكَفَّفَ دَمْعُهُ" : تَحَجَّرَ في مُقْلَتَيْهِ.
"ظَلَمَ الطَّريقَ" : حادَ عَنْها.
جدباء : ماحلة يابسة.
جدب المكان : محل ويبس
_______________________
جميل العبيدي.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق