الاثنين، 19 فبراير 2018

في زيارة بيت الله الحرام /// للمبدع... الشاعر /// عبدالعزيز بشارات

------------ في زيارة بيت الله الحرام --------------
بطيبةَ يوم حطَّ بنا الركابُ ....تلقَّانا على الرَّحب الصِّحابُ
أتيناها ودمع العينِ يهمي.....ومِن نبض الفؤادِ هوىً يذابُ
تتوقُ نفوسُنا للقاءِ نورٍ ..........من الإيمانِ يحجُبُهُ الغيابُ
وبُعدُ الّدارِ أخفَى كلَّ رسمٍ ...فما يغني النحيبُ ولا العِتابُ...

تُنادينا المآذِنُ شامِخاتٍ ........فَتَنقُلُ صَوتَها العذبَ القِبابُ
نَزَلنا روضَةً فَحَنَت علينا....كـما يحنو على القفرِ السّحابُ
وبِتنا نذرفُ الدَّمعاتِ شوقاً......ودَمع الشّوقِ فيها لا يُعابُ
ونهتِفُ حولَ ساكِنِها الوفاً .......ويجمَعُنا مع البُعدِ اقترابُ
فمِن هندٍ وَمِن يمنٍ ونجدٍ....وَأقصى الصّين أو كشميرَ آبوا
تراهُم يرفَعونَ الكفَّ جَمعاً ........لعلَّ دعاءَهُم فيها يُجابُ
ألا يا راحلين إلى ديارٍ ...........بمكّةَ حين تطلُبُكُم رحابُ
وقد لبِسوا منَ الأكفانِ ثوباً ......وعَن آثامِهِم رجعوا وتابوا
يُرَدِّدُ جمعُهُم (لبيكَ ربي)......... فتهتزُّ الحناجِرُ والرِّقابُ
دَخَلنا مسجِدَ الإحرامِ ندعو..........ومَن يدعُ الإلهَ بِهِ يثابُ
ببتِ اللهِ يحلو كلُّ ذكرٍ ............ويتَّصلُ الدُّعاءُ لِمَن أنابوا
حَمامُ الدّوح يسرَحُ لا يبالي .....وبينَ النّاس يمرحُ لا يهابُ
نطوف بكعبةِ التوحيد سبعاً..وحول الكعبة انكشَفَ الحجابُ
وتَبقى نفحةُ الإيمان فينا ......لها في النَّفسِ سحرٌ وارتيابُ
فَكُن في محفَلِ التوحيدِ رُكناً ...عظيمَ الشأن صلباً لا يُشابُ
ونَذكُرُ حينَ نسعى صوتَ طفلٍ.بوادٍ غيرِ ذي زرعٍ يُصابُ
وهاجَرُ حينَ تسمَعُهُ ينادي..........أيا أمّاهُ هل عزَّ الشرابُ
يطيرُ صوابُها خوفاً وحزناً..ومسعاها وإن حَرَصت سرابُ
أتاها الوحيُ مِن ربٍّ كريمٍ ...ففاضَ الماءُ وانكشَفَ العذابُ
تودِّعُنا الحمائِمُ باكياتٍ ...........ويُرشِدُنا إلى التّرحالِ بابُ
سلامُ الله منّا كلَّ حينٍ ............نُوَدّعُها وفي العين انتحابُ
************************************************
عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق