السبت، 27 أبريل 2019

غُـيُـومٌ بـِقَـلـْبِـي // بقلم المبدع // الشاعر عارف عاصي

غُـيُـومٌ بـِقَـلـْبِـي
=========
غُـيُـومٌ بِقَـلْبِي تَـسْـتَـبِـدُّ بَـرَاحَـتِـي
وَ تُوغِلُ بِـالإِيـذَاءِ فِي طُولِ رِحْـلَـتِي
...
وَ تَقْـتَاتُ مِنْ صَبْرِي لِتُمْحَى عَزِيمَتِي
وَ مَـا أَمْـطـَرَتْ إِلا اِزْدِيَـاداً بِـعِـلَّـتِي
و َمَا تَرَكَتْ وَمْضاً مِنَ الضَّوْءِ يُشـْتَهَى
كَـأَنَّ طُـيُوفَ الـوَصْـلِ مِنْ قَاعِ ظُلْمَةِ
بَـنَـيْتُ قِـلاعَ الوَهْمِ فِي كُـلِّ وِجْـهـَةٍ
سَـكَـنْتُ أَعَـالِيهَـا فَـعَاثَتْ لِسَقْطَـتِي
فَـلا كَانَتِ الأَشْـوَاقُ إِذْ زَادَ نَـبْـحُـهَـا
وَ لا كَـانَ لِـﻷَطْـيَافِ سَعْدٌ بِـزَوْرَتِـي
مَـلَـلْتُ اِدِّكَارِ الهَـمِّ يَـأتِي كَمَا الدُّجَى
عَـلَـلْت كُـؤُوساً مِنْ قَرَاحِي لأَوْبَـتِي
فَـأَفْرَغْتُ كُلَّ الـكَـأْسِ مِنْ دُونِ رِيِّـهَا
وَ حَطَّمْتُ مَا أَبْـقَتْ كُؤُوسِي بِصَبْوَتِي
وَ يَمَمْتُ شَطْرَ الرَّوْضِ بِالزَّهْرِ أَشْتَفِي
لِكُـلِّ هُـمُومِ القَـلْبِ ؛ مَا نِلْتُ نَهْمَتِي
وَ بَـاتَ اِنْـشِطَـارِي بِـالفُـؤَادِ يَـؤُزُّنِي
فَلا الحُبُّ يـُلْهِينِي وَ يَـأَتِي بِـسَـلْوَتِي
وَ بَـاتَـتْ طُيُورُ الكَوْنِ تَشَدُو بِلَحْـنِـنَـا
وََ كَانَتْ زُهُورُ الرَّوْضِ تَـهْفُو لِلَمْسَتِي
وَ كَـانَ اِنْـبِثَـاقُ النُّورِ إِنْ لاحَ بَـرْقُـهَا
وَ كَـانَ اِفْـتِرَارُ الـثَّغْرِ مِنْ إِثْرِ طَـلَّتِي
وَ كَانَتْ رِيَاحُ الطِّيبِ فِي القَلْبِ رُكْنُهَا
وَ كَانَ صَـفَـاءُ العُـمْرِ مِنْ دُونِ لَوْعَـةِ
وَ مَا كُـنْتُ لِلْْوَاشـِينَ أُرْخِي مَسَامـِعاً
وَ لا رُمْحُـهُـمْ يَوْماً لِـيَجْـتَـازَ حَرْبَـتِي
وَ بِـتُّ مِـنَ الأَنْـوَارِ قَـلْـبـاً مُـجَـنَّـحاً
يَطُوفُ عَـلَى الآَفَاقِ فِي ظِلِّ أَيْـكَـتِي
وَ عَيْـنَايَ لَمْ تَشْـكُو اِغْتِمَاضاً بِضـَيْمِهَا
وَ كُـلُّ جَـمَالِ الـكَوْنِ يَزْهُو بِضَـمـَّتِي
وَ مَا أُشْغِلَتْ نَفْسِي بِهـَمٍ وَ لا أَسَـىً
وَ مَا كَـانَتِ الأَدْوَاءُ تَـخْطُوُ لِـدُنْـيَـتِي
وَ عِشْتُ اِبْتِهَاجَ الرُّوحِ أَخْـتَـالُ بِالرُّبَى
وَ لَمْ أَرْنُ لِلظِّـلِّ الكَئِـيبِ وَ وَحـشَتِي
وَ عَـلَّمْتُ شَدْوَ الطَّـيْرِ بَعَضَ مَلاحِـنِي
فَمَوْسَقَ كَلَّ الأُفْقِ مِنْ رَجْـعِ غِـنْوَتِي
أَهَـشُّ كَمَا الأَزْهَـارِ لِلْـغـَيْـمِ إِنْ أَتَى
وَ أَسْقِي رِياضَ الكَوْنِ مِنْ كَأْسِ نَشْوَتِي
وَ أَبْـسُمُ وَ الأَهْوَالُ تُـدْمِي أَنَـامـِلِي
وَ أَسْـخَـرُ مِـنْ شَجْوٍ تَـنَـادَى لِذِلَّـتِي
وَ لَـكِـنَّـهَـا الأَيَّـامُ تُـزْرِي عَـطَـاءَهَـا
وَ تَـأْخُـذُ فَـرْحَ القَـلْـبِ تَـأَتِي بِشِقْوَةِ
أَنَـا الجُرْحُ وَ المَجْرُوحُ وَ الجَارِحِ الذِي
أَغَـارَ بِـكُـلِّ الحَـرْبِ يَـجْـتَـاحُ جـَنَّـتِي
أُنَـادِي بِجُبِّ العُمْرِ وَ الصَّوْتُ مُـثْقَـلٌ
وَ أَشْـتَـاقُ ، يَـأْتِـيِنِي بَـأَوْجَـاعِ أَنَّـتِي
وَ أَخْرُجُ مَقْـدُودَ الرِّدَاءِ عَـلَى المَـدَى
بَـرِئٌ وَ مَا أَدْرِي مَعَ الدَّهْرِ تُـهْـمَـتِي
فَـلـَيْتَ جِبَالَ الهـَمِّ فِي غَاسِقِ الدُّجَى
تَـغُورُ بِجُـنْحِ اللـَّيْلِ تَمْضِي بِحَسْرَتِي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق