الاثنين، 29 أبريل 2019

علی رَصِیفِ الرّدَی // بقلم الشاعرة //سعیدة باش طبجي*تونس

صرخةُ ألم و جرعةُ عدم من وحي حادثة موت الکادحات في وطني..یَقتَتنَ الطّوَی و یرتَدِین الذُّلَّ و الجَوَی و ینتَهِین نزیفا علی أرصفةِ الرَّدَی
**علی رَصِیفِ الرّدَی**
عَلی رَصِیفِ الرّدَی دَمعُ الوَریدِ هَمَی...
و الجُرحُ مُنبَعِجٌ قَهرًا یَنِزُّ دَمَا
والنّازعاتُ رَدًی ..النّازِفَاتُ جَوًی..
الکاسِیّاتُ نوًی..جَرَّعنَنِي عَدَمَا
و النُّورُ نَامَ عَلَی أعتَابِ دَاهِیةٍ
و العَتمُ جَارَ عَلَی الأنوَارِ وَ انتَقَما
مِن کُلِّ فَجٍّ عُیُونُ الجَورِ تَرصُدُنا
مَلأی أذًی تَبتَغِي مِن وَعیِنَا صَمَمَا
و الیَأسُ.. أعلَنَ مَوتَ العَدلِ مُنتَحِرًا
و الظُّلمُ..في عُنفوانِ العُنفِ ما هَرِمَا
خَدُّ الکَرَامةِ ..کَفُّ الذُّلّ تَصفَعُهُ
و البَوحُ کَمَّمَهُ الإملَاقُ فانکَتَمَا
و السِّلمُ سِینُ سِیَاطٍ مِن سَدَا عَسَفٍ
نَسِیجِ قَهرٍ.. سَعیرٍ یُحرِقُ اللِّمَمَا
و اللَّامُ فیهِ...لهَاثُ اللّابِسَاتِ طَوًی
و المِیمُ مَوتٌ یَرُودُ النَّبعَ مُلتَثِمَا
و الحُبُّ حُرقَةُ حَاءٍ بالجَوَی احتَدَمَت
و ادَّثّرَت بَاٶُهُ فِي بَردِهَا ألَمَا
و الشِّعرُ شِینٌ کشِلوٍ نَازِفٍ مِزقًا
و العَینُ فِیه عَمًی فِي العَتمةِ احتَدَما
و الرَّاءُ فِیهِ...تَرامَت فَوقَ أرصِفةٍ
مِن الأُوَارِ الّذِي فِي رَبعِنا اضطَرَما
و الرُّوحُ في رِبقةِ الأغلَالِ راسِفَةٌ
قَد قُصَّ مِنهَا جَناحٌ و المَدَی انثَلَما
سِیزِیفُ.. یَحملُ للهَامَاتِ صَخرَتَه
مَا کَلَّ عَزمُ الأمَانِي فیهِ...مَا سَٸِمَا
وَ نَحنُ ..نَحمِلُ فِي أحشَاٸِنا شَللًا
لیُنجِبَ الذُّلُّ مِن أرحَامِنا النَّدَمَا
عَشتَارُ..تَحمِلُ فِي الأفیَاءِ سَلَّتَها
لتَجمَعَ الزّهرَ وَالأثمارَ وَ النَّغَمَا
و سَلَّتِي انثَلَمَت..وَ الَجَدبُ خَرَّقَها
و أتلَفَ النّبضَ.. و الشِّریَانَ و الرَّحِمَا
وهَذِهِ الخُطَبُ الخَرقَاءُ..تُوهِمُنا
بأنّنا وَطَنٌ قَد یَلحَقُ القِمَمَا
تَغتالُ جَذوَتَنَا..تَسرِي بِنَخوَتِنا
کَمَا جُذامٌ یَشِلُّ العَزمَ و الهِمَمَا
نِمنَا و صُمنَا ومَا صَامَت مَطامِعُهم
تَقتاتُ مِن جُبنِنا۔۔تَغتَالُنا حُلُمَا
فَلنُلهِب الجَمرَ في شِریَانِ نَخوَتِنا
و لیُمطِر الدّمُّ مِن أَورَادِنا الدِّیَمَا
و لنَمتَشِق حَرفَنَا سَیفًا لمَعرَکةٍ
ولنُسرِج النَّبضَ وَالقِرطَاسَ و القَلمَا
لَم تَبقَ إلَّا دُمُوعُ الشِّعرِ تَمهُرُنَا
حَرفا لَهِیبًا یُذِیبُ الثَّلجَ والسَّقَما
لَعلَّها ذَاتَ فَجرٍ مِن رَبیعِ مُنًی
تَهمِي عَلینَا هُطُولًا تُنعِشُ الشِّیَمَا.
(سعیدة باش طبجي*تونس)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق