الاثنين، 7 أغسطس 2017

الوداع الاخير //// للمبدع //// الشاعر //// هشام باشا

(الوداع الأخير)
كنتُ قد نشرت من هذه القصيدة بعض الأبيات،ولكن تلبية لدعوة بعض الأصدقاء إلى نشرها كاملةً أعيد النشر :
قَبْل يَومٍ مِنْ احْتضارِ النّشِيدِ
و الوَاداعِ الأَخِيرِ،كان نَشيْدي
...
كان قَبْلَ انْطِفاءِ آخِر لَحْنٍ
في بِلادي،ووَجْهِ آخِرِ عِيْدِ
و ابْتَداءِ الصّباحِ فيها بِسِرْبٍ
مِنْ وَعِيْدٍ على سَماعِ الوُجُودِ
و احْتراقِ الوُرودِ في كُلِّ رَوْضِ
و احتِفالِ الحَريْقِ فَوْقَ الورُودِ
و ضَياعي فِيها أُفَتِّشُ عَنها
كُلَّ لَيْلٍ تَغْيْبُ فيهِ حُدودي
واتْخاذي مِنْ مِعْطفِ اللّيل جَيْباً
لاحْتِفاظي بفاضلٍ مِنْ وجُودي
و الْتِفاتي إليَّ،لسْتُ أَراني
غَيْرَ شَيْءٍ مِنْ وَشْوشاتِ القَصِيدِ
يا صَدِيْقي،تُريدُ أَيَّ نَشيْدٍ؟
مِنْ غِيابي و فاقتي و شُرودي!
مِنْ جراحي التي تُزِيدُ و تَنْمو
و بُكائي على الحبيبِ الوَحيدِ
و اعْتقادي أَنَّ الهُدى فاَرسِيٌّ
-حَسْبَ ما قِيْلَ-و الرشّادَ سُعُودي
و قِِتالي نَفْسي، و قَتْلي أمامي
و ادّعائي أَنّي قَتْلتُ اليَهُودي
و ذهابي بِرَوْعَتي و شَبابي
خَاسِراً تحْتَ رايةِ المُسْتَفيدِ
و اجْتِهادي في كَسْرِ ظَهْرِ وُقُوفي
و ائتِزاري بكَارهٍ و حقُودِ
و دَماري هذا الذي ليْس إلاّ
وَقَفاتٍ في مُقْلَتي و وريدي
إنَّ ما شئتَ كانَ قَبْلَ ضَياعي
و بلادي،و "رَدِّدي و أَعيدي"!
كان قَبْلَ افْتتاحِ أَولِ قَبْرٍ
لِبلادِ الشّهِيدِ قَبْلَ الشّهيدِ
ــــــــــــــــــــــ
هشام باشا.
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق