سَكراتٌ هائِمَةْ
ـــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
أُمّـي أحِــنُّ إليكِ حينَ مُصـــابي
بينَ الجَحـيمِ وَ وادِقِ القَصَّــــاب
بينَ الجَحـيمِ وَ وادِقِ القَصَّــــاب
...
ضاقَتْ بِعَينيْ الأَرضُ يا أُمّي أَمَا
قَدَماكِ قالــوا لِلجَنائِنِ بَابيْ ؟!!..
قَدَماكِ قالــوا لِلجَنائِنِ بَابيْ ؟!!..
إِنِّي أَحِــنُّ إلـــى نَسائِمِهــــا الَّتي
أرنُو إِليْهـــا مِــــنْ سَعـــيرِ تُرابي
أرنُو إِليْهـــا مِــــنْ سَعـــيرِ تُرابي
ما عادَ لي في الأَرضِ رَغْبَةُ ساكِنٍ
فَبِهـــا خُلِـقتُ مُحَمَّــــلاً بِعَــذابي
فَبِهـــا خُلِـقتُ مُحَمَّــــلاً بِعَــذابي
وَ بِهـا خُلِقـــتُ مُكَــبَّلاً وَ أنا الَّذي
غَـضِبَتْ عَـلَيهِ مَشــيئَةُ الوَهــابِ
غَـضِبَتْ عَـلَيهِ مَشــيئَةُ الوَهــابِ
فَغَداً أَمُرُّ عَليكِ أَمْسَــحُ أدْمُعـــي
بإزارِكِ المَنقوشِ فــي مِحْـــرابي
بإزارِكِ المَنقوشِ فــي مِحْـــرابي
بي رَغـبَةٌ أبْكـــيْ وَ أَبكـــيْ ثُمُ إذْ
حَـلَّ المَــساءُ أَفيضُ مِن أسْلَابي
حَـلَّ المَــساءُ أَفيضُ مِن أسْلَابي
بي رَغْبَةٌ أَبْكــي بِحُضْنِكِ مِثلَمـــا
يَبْكيْ الرَّضيعُ لِضـرعِهِ الحَـــلَّابِ
يَبْكيْ الرَّضيعُ لِضـرعِهِ الحَـــلَّابِ
بي رَغْبَةٌ أَبكـــيْ على صِدرِ الَّتي
مـا أَرضَعَتْني ضِرْعَهــا المُتَصابيْ
مـا أَرضَعَتْني ضِرْعَهــا المُتَصابيْ
طِفلٌ وُ يَكبُرُ وَ الحُضـونُ تَنَصَّلَتْ
وَ وِسادَتيْ مَا هَمُّهــــا أوْصَـــابي
وَ وِسادَتيْ مَا هَمُّهــــا أوْصَـــابي
أرْجو الوِصالَ عَلى المَحامِلِ أعْضَبَا
وَ كَأنَّ عُمـــريْ قَــدْ بَدا عَضَّــابِيْ
وَ كَأنَّ عُمـــريْ قَــدْ بَدا عَضَّــابِيْ
فَلَفَظتُ أحــلامَ الطفولَةِ بَينَمــــا
شُقَّـتْ عَلــيَّ بِثَوبِهـــا الخَــــلَّابِ
شُقَّـتْ عَلــيَّ بِثَوبِهـــا الخَــــلَّابِ
مَحفوفَــةٌ بِالهَــمِّ يَحْــرُسُ عَقْبَهَا
يَأسٌ يُشـــيبُ أعالِــــــيَ الألبـابِ
يَأسٌ يُشـــيبُ أعالِــــــيَ الألبـابِ
حـتّى إذا مـــا أقبَلَــت بِتَجَمُّــــلٍ
عَـــنّيْ تَـنوءُ بَراءَةُ الإعجَـــــــابِ
عَـــنّيْ تَـنوءُ بَراءَةُ الإعجَـــــــابِ
أُمِّي .. فَمَــا وَجَعيْ وَليدَ لُحيظَةٍ
بَل نابَني و البُؤسُ مُــنذُ شَــبابي
بَل نابَني و البُؤسُ مُــنذُ شَــبابي
لا الهَــمُّ يُمْهِلُني أُبارِحُ مَخْدَعـــيْ
وَ النَّفسُ لا تَقـوَى وَ لِيْ أَسْــبَابِيْ
وَ النَّفسُ لا تَقـوَى وَ لِيْ أَسْــبَابِيْ
فالشَّمسُ إذ بَزَغَتْ أخافُ عَلى دَمِيْ
ألّا يُســـايِرَ فـــي العُـــروقِ لُبابيْ
ألّا يُســـايِرَ فـــي العُـــروقِ لُبابيْ
و اللَّيلُ إذ تاقَتْ إلــيهِ سَــواكِنيْ
سَكَنَ الحَـشا مِمّــا حَمَلتُ رِهابيْ
سَكَنَ الحَـشا مِمّــا حَمَلتُ رِهابيْ
لا الجَفْنُ يَهمَدُ إذ حَلَلــتُ و لا أنا
مِثلُ العِـبادِ تُريحُـــنيْ أعْصَـــابيْ
مِثلُ العِـبادِ تُريحُـــنيْ أعْصَـــابيْ
فَأَنا قَعيدُ الجُرحِ لا أَقـــوَى عْـلى
ألَمٍ تَوَطَّــنَ خافِقِـــيْ وَ شِعـــابيْ
ألَمٍ تَوَطَّــنَ خافِقِـــيْ وَ شِعـــابيْ
وَ أَنَا حُطــامُ الخَيرِ بَيْنَ مُخــادِعٍ
وَ مُنافِــقٍ وَ مُصاحِـــبٍ كَــــذّابِ
وَ مُنافِــقٍ وَ مُصاحِـــبٍ كَــــذّابِ
فَلَقَدْ خُدِعتُ بِكُلِّ مَنْ أَكَلُوا مَعيْ
وُ خُدِعْتُ فيمَنْ خِلْتُهُمْ أَصْحَابيْ
وُ خُدِعْتُ فيمَنْ خِلْتُهُمْ أَصْحَابيْ
و خُدِعْتُ يا أمّـي بِمَــنْ أوليتُهُـمْ
ثِقَتي ، و كانوا في الرَّفـا أحْبَابيْ
ثِقَتي ، و كانوا في الرَّفـا أحْبَابيْ
فَحَسِبـتُ أَنّي و الزَّمــانُ بِمـــأتَمٍ
وَ أَبيْ وَ أمّـيْ شَمعَــتي و كِـتابيْ
وَ أَبيْ وَ أمّـيْ شَمعَــتي و كِـتابيْ
فاضَتْ عَلَيَّ وَ كُلُّ جُـرحٍ يَنقَضيْ
يَتلـوهُ ْجُــرحٌ مُتخَــمُ الأنصـــابِ
يَتلـوهُ ْجُــرحٌ مُتخَــمُ الأنصـــابِ
فَرَويتُ نَفسِـيَ عِـزَّةً فيما انتَهتْ
بِجَفافِ جَوفيَ مَسحَـةً لِرُضابيْ
بِجَفافِ جَوفيَ مَسحَـةً لِرُضابيْ
أمّـي .. أنا مِــنْ كُــلِّ بُدٍّ مُثقَـــلٌ
و أَنا الحَديثَ أَخافُـــــهُ مِمّــا بِيْ
و أَنا الحَديثَ أَخافُـــــهُ مِمّــا بِيْ
ما قيمَتي و النّاسُ حَولـيْ دونَما
قِيَمٌ تُضافُ إذا شَكوتُ عِتابيْ ؟!
قِيَمٌ تُضافُ إذا شَكوتُ عِتابيْ ؟!
تيسير الشَّماسين / الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق