(ذكريات الهجين)
تحنُ النفسُ من حينٍ لحينِ....إلى بلدي ويُشجِيني حنيني
عزيزٌ مَسقَطُ الرأسِ عزيزٌ.....ولم يعدلْهُ شيءٌ عن يقينِ
تركتُ منازلي واليومَ أمستْ ....خواليَ ما بها غيرُ السكونِ
ديارَ العزِّ كم فيها جريتُ.....وأمضيتُ عقوداً من سنيني...
وقد أمسيتُ في أرضِ النجاحِ......أبثُّ بأرضِها أسمى الفنونِ
أُثَقِّفُ أهلَها يوماً فيوماً......عسى من بعد موتي يذكروني
أزورُ بيوتنا من بعدِ خمسٍ.....من الأيامِ في شوقٍ دفينِ
فلمْ ألقَ بها ولداً وزوجاً........وألقى إخوتي نورَ العيونِ
تُمثِّلُ ذكرى أبنائي إليَّ.......مكانَ جلوسِهِم بينَ الحصونِ
أدورُ بكلِّ شبرٍ في بيوتي......فأذكرهم وتغمُرُني شُجوني
وأنظرُ في مضاجِعِهِم وآتي......أماكنَ لهوِهِم وقتَ الجُنونِ
وقد أصبحتُ مثلَ فتىً غريبٍ.......وما بالنفسِ ميلٌ للركونِ
فكم أهوى الترحُّلَ كالطيورِ........وما أرضَ بمكثٍ كالسجينِ
أُطوِّفُ في البلادِ وفي الصحاري......وما للناسِ عندي من ديونِ
وأحفظُ ماءَ وجهي بالحياءِ.....فماءُ الوجهِ ذا أغلى مَصُونِ
ولولا أنَّ نفسي نفسُ حرٍّ......جمعتُ كنوزَ عصري في حصوني
ولكنْ في مرادِ الفضلِ أسعى......فلم يذممني حيٌ ذو عيونِ
فلمْ أفرحْ بمالٍ إنْ تأتى......ولم أحزنْ إذا عبستْ سنوني
وأرعي حقَّ ذي حقٍّ وأرضى......بأن أرعى الحقوقَ إلى المنونِ
وأعلمُ أنْ طبعَ الناسِ مثلُ......سهولِ الأرضِ أومثلُ الحزونِ
وأهلُ الفضلِ أعرفُهُم جميعاً.......ولمْ أُخطيءْ ولم تخطيءْ ظنوني
إذا نطقَ الرجالُ فقطْ عرفتُ.......كريمَ النفسِ من فذٍّ خؤونِ
وإنْ أنظرْ لحيٍّ في البرايا.......لكلِّ مرادِهِ فهمتْ عيوني
ولمْ ألقَ على مرِّ السنينِ.....كنجلِ خليفةٍ ذاكي القرونِ
نبيهٌ مفردٌ ما فيهِ عيبٌ.......عزيزُ النفسِ في كلِّ الشؤونِ
فإنْ تأتِ بألفٍ لم تزنهُ......فتىً كالشمسِ لم يرضَ بدونِ
فما نادر سوى فذٍّ كريمٍ.......ومنهُ العيبُ لم ترعَ جفوني
حكيمٌ في مقالتِهِ لبيبٌ......صدوقٌ إنْ تكلَّمَ ذو شجونِ
رأتهُ العينُ أذكى كلَّ حيٍّ......وأعقلَّ كلِّ أصحابِ اليمينِ
شاعر الجوابيص
مدحت عبدالعليم الجابوصي
تحنُ النفسُ من حينٍ لحينِ....إلى بلدي ويُشجِيني حنيني
عزيزٌ مَسقَطُ الرأسِ عزيزٌ.....ولم يعدلْهُ شيءٌ عن يقينِ
تركتُ منازلي واليومَ أمستْ ....خواليَ ما بها غيرُ السكونِ
ديارَ العزِّ كم فيها جريتُ.....وأمضيتُ عقوداً من سنيني...
وقد أمسيتُ في أرضِ النجاحِ......أبثُّ بأرضِها أسمى الفنونِ
أُثَقِّفُ أهلَها يوماً فيوماً......عسى من بعد موتي يذكروني
أزورُ بيوتنا من بعدِ خمسٍ.....من الأيامِ في شوقٍ دفينِ
فلمْ ألقَ بها ولداً وزوجاً........وألقى إخوتي نورَ العيونِ
تُمثِّلُ ذكرى أبنائي إليَّ.......مكانَ جلوسِهِم بينَ الحصونِ
أدورُ بكلِّ شبرٍ في بيوتي......فأذكرهم وتغمُرُني شُجوني
وأنظرُ في مضاجِعِهِم وآتي......أماكنَ لهوِهِم وقتَ الجُنونِ
وقد أصبحتُ مثلَ فتىً غريبٍ.......وما بالنفسِ ميلٌ للركونِ
فكم أهوى الترحُّلَ كالطيورِ........وما أرضَ بمكثٍ كالسجينِ
أُطوِّفُ في البلادِ وفي الصحاري......وما للناسِ عندي من ديونِ
وأحفظُ ماءَ وجهي بالحياءِ.....فماءُ الوجهِ ذا أغلى مَصُونِ
ولولا أنَّ نفسي نفسُ حرٍّ......جمعتُ كنوزَ عصري في حصوني
ولكنْ في مرادِ الفضلِ أسعى......فلم يذممني حيٌ ذو عيونِ
فلمْ أفرحْ بمالٍ إنْ تأتى......ولم أحزنْ إذا عبستْ سنوني
وأرعي حقَّ ذي حقٍّ وأرضى......بأن أرعى الحقوقَ إلى المنونِ
وأعلمُ أنْ طبعَ الناسِ مثلُ......سهولِ الأرضِ أومثلُ الحزونِ
وأهلُ الفضلِ أعرفُهُم جميعاً.......ولمْ أُخطيءْ ولم تخطيءْ ظنوني
إذا نطقَ الرجالُ فقطْ عرفتُ.......كريمَ النفسِ من فذٍّ خؤونِ
وإنْ أنظرْ لحيٍّ في البرايا.......لكلِّ مرادِهِ فهمتْ عيوني
ولمْ ألقَ على مرِّ السنينِ.....كنجلِ خليفةٍ ذاكي القرونِ
نبيهٌ مفردٌ ما فيهِ عيبٌ.......عزيزُ النفسِ في كلِّ الشؤونِ
فإنْ تأتِ بألفٍ لم تزنهُ......فتىً كالشمسِ لم يرضَ بدونِ
فما نادر سوى فذٍّ كريمٍ.......ومنهُ العيبُ لم ترعَ جفوني
حكيمٌ في مقالتِهِ لبيبٌ......صدوقٌ إنْ تكلَّمَ ذو شجونِ
رأتهُ العينُ أذكى كلَّ حيٍّ......وأعقلَّ كلِّ أصحابِ اليمينِ
شاعر الجوابيص
مدحت عبدالعليم الجابوصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق