الأربعاء، 20 ديسمبر 2017

ما زلت احلم ان اعود /// للاديبة //// المبدعه.... فادية حسون

مازلت أحلم أن أعود...
أمنية تطرق على نافذة قلبي صباح مساء.. وكصبيّة حسناء .. ترتدي ثوب الحنين.. تغسل وجهها بحفنة صقيع منعش آتٍ من وراء تلك التلال القصية... تزيّن رأسها بشال من وقار.. تنتعل صورا تتراقص على سطح الذاكرة... تشدها بقوة الى هناك... تتأبط صرّة محاكة بخيوط الحنين... تُودِعُ فيها تراتيل حب وشوق..تقتات عليها أثناء رحلتها...ثم تنطلق ....
تقطع بعزيمتها الصلبة الشريط الشائك... تسجد سجدة لله فوق ذاك التراب الطاهر... تأخذ نفسا عمييييقاً ... ثم تنهض... تهرول مسرعة.. وبعيني...
ن تواقتين تراقب أدخنة المدافئ.. والدجاجات اللائذات تحت الدرج هربا من المطر... لم تكن ( أمنيتي ) آبهة بذاك الابتلال ... بل كانت تود الاغتسال بطهر القطرات .. علّها تغسل أدران القهر العالقة في كل جزء منها... كانت لاتزال مبهورة بمنظر الحقول المحروثة على جانبي الطريق... وترى شتلات البصل والثوم قد شقت سطح التراب واشرأبت منجذبة الى النور... كما كحّلت مقلتيها برؤية ذاك الفراش الأخضر الناعم من غراس القمح الندية التي تبسم في وجهها كطفل حديث الولادة... ثم مضت.... أحست بقشعريرة غريبة كانت تجهل منشأها.. ربما هو البرد والابتلال..... وربما الشوق لرؤية المزيد... وقد يكون صوت المؤذن الذي يرفع أذان الظهر والذي اشتاقت روحها لذلذبات صوته ....
كل تفصيل في ذاك المكان كان يحرّض روحها على لثم كل شيء هناك .. وتستنشق ماتيسر لها من عبق ذاك التراب الذي كبرت فوقه...
أفاقت أمنيتي من شرودها فجأة حين طرقت احدى الجارات على بابي الذي زقزقت حوافه بامتعاض لتذكرني انني أرقد في مخيمٍ امتص كل أمنياتي...
صباح الشوق...
بقلمي فادية حسون ..
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق