الجمعة، 29 ديسمبر 2017

الوفاء /// للشاعر .... المبدع //// بنان البرغوثي

هذه قصيدة سجال فارس سجال البلاغة العربية :
(الوفاء)
وهل يخفى وفاء الحرّ يوما .....على الأحرار خذها من قصيدي
فما خنت العهود وليس مني .......وفاء العهد يجري في وريدي
أنا البتّارُ يخشاني ولكن ......... لطيب القلب عندي من جدودي...

حبيبي مُلْهِمُ الافكار عندي ............ أحبُّ إليّ من حبل الوريدِ
سلوا الأوراس عني يا نشامى ....... يُخَبِّرْكمْ عن البطلِ الرشيدِ
فهذا ديدني ما خنتُ حِبّا ............ ولا نطقَ اللسانُ فذا نشيدي
وزدناكم من الأنغام بحرا ........... فزيدي للوفا أوراسُ زيدي
بريدي أوصلَ العشاقَ شوقا ......... فيا لك من مِحَجٍّ يا بريدي
دمشقيٌّ رفيع الشأن عندي .......... له في القلبِ مشكاة الوجودِ
بلاد الشامِ يحفظها إلهي ........ خصال الودِّ والإخلاص عيدي
على أهلِ الوفاء سلام ربّي ........... وهذا ما أهيب به حفيدي
كرامٌ أنتُمُ أهلي وربعي ................. وهذا ما دعاني للقصيدِ
فمنكم أنهل الأخلاق أهلي .......... وفيكم منبعُ الشِّعرِ النضيدِ
أنا الأشعارُ أنحتها بصخرٍ .......... لتبقى زهرَ بستان الورودِ
ولو أحبابُ قلبي أخبروني ........ وفاءً ما رددْتُ لهم وعودي
فلسطيني وقلبي في هواكم .......... يلين وتاه عقلي في شرودِ
وخالدُ قد وَفى بالعهد حتى .......جعلتُ له نصيبا من رصيدي
فألبسني رداء الودِّ حُبّا .............. وإخلاصا فوُدّي من حديدِ
ومن أخلاقه كرمٌ وجودٌ ......... رفيعُ الشّأنِ في الوطنِ العتيدِ
وفاتنةٌ لها في القلبِ ودٌّ ......... من الريحانِ والعبقِ استزيدي
وعائدةٌ أراها في خيالي ........ على الأخلاقِ منشؤها كعودي
وليس الحرُّ بالأموال يسمو .......... ولكنْ بالفضائلِ والسجودِ
وأهلي لو جفو قلبي وصدّوا ....... فربوني على الخلق المجيدِ
أنا منهم ولست بهم أضحّي ....... على أوتارهم دندنتُ عودي
أخالدُ أين أنت من القوافي ...... على الشُّعارِ أن تحذو قصيدي
فإنّي البحرُ يأخذ من مياهي .... وتحدوني الشّواعر في نشيدي
موافرةٌ بدأْناها صديقي .............. فأنت لها على قدرٍ وصيدِ
فنقرضُها وفاءً لا يجارى .......... وحبلُ الودِّ موصولٌ بقيدي
سأحرمكم مجاراتي بنظمي ......... ولستُ مكابرا أبدا بجيدي
أنا الشعراءُ من شعري تجلَّتْ .. لهم في القلبِ إجلالي وجودي
فمن يجرُؤْ مجاراتي لِسْألْ ... حبيبَ القلبِ في الأوراسِ غيدي
هُمُ بعدي فكنتُ النِّسْرَ فيهم .... بغاثُ الطيرِ تأكلُ من مصيدي
فإنْ أبقيتُ شيئا للقوافي ........... وفائي حضَّني فلكم ورودي
حبيبي انت يا ملك القوافي ...... لك الراياتُ تُرفعُ يا عميدي
فلا تعجبْ فأنهلُ من محيطٍ ...... إذا الشُّعّارُ تنهلُ من رعودِ
محيطي أعذبُ الأمواهِ يحوي.. وأما الرعدُ لا يروي سهودي
لك النسمات أملؤها تحايا ............ وللشُّعّارِ باقاتُ الورودِ
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق