الأحد، 16 أغسطس 2020

ستظل دَوْمًا رَابِعَةٌ /بقلم الشاعر السامق /منصور غيضان

 ستظل دَوْمًا رَابِعَةٌ 

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . 

ضاءت قَنَادِيل الْقِيَام السّاطِعَة 

 فِى لِيْلهَا الْمَشْهُود حَتْمًا رَابِعَة

يَا قَارِئ الْقُرْآنِ قَلْبِك مُزْهِر 

نور تلألأ كالنجوم  الساطعة

يَا عَابِدًا جَاءَتْك نَعَم وَسِيلَة

لِلْقُرْب مِنْ جَنَّاتِ  عَدْنٍ رَائِعَة

فَهُم الْمَلَائِك إنْ أَرَدْت طَهَارَة 

 بِيضٌ الصَّحَائِف صافيات نَاصِعَة

وَهُم الْفَوَارِس فِى اللِّقَاء تخالهم 

فِي يَوْمِ بَدْرٍ  والصوارم قاطعة

وَهُم الْحَمْاة وَلَوْ بِغَيْرِ سِلَاحِهِم 

يَعْنُون شَوْقا لِلْحَيَاة  النَّافِعَة

وَيَرَوْن فِى أُفُقَ السَّمَاءِ مَقَامِهِم 

ودماؤهم للخلد  قَامَت شافعة

بَاعُوا الْحَيَاة وأرخصوا أَثْمَانِهَا 

بِحَرَارَة الشُّبَّان دَوْمًا  يافعة

وَالْجُنْد مِنْ كُلِّ الدُّرُوب تَقَاطَرُوا 

 فِرْعَوْن يَأْمُر وَالرَّصَاص مُقَارَعَة

وَأَرَى اختناقا واشتباكا يَأْلُه 

لَمْ يُدْرِكُوا أَنَّ  الشَّهَادَةَ دَافِعَةٌ

وَأَرَى الْجَمِيعِ عَلَى الْجَمِيعِ حَمَائِم 

وَالْمَوْت بَابًا لِلْفُنُون  الْبَارِعَة

حَتَّى الْجَرَّاح ونزفها مَا فَاتَهُمْ 

أَنْ يَجْعَلُوهَا غُصَّة  بَل فاجِعَة

وَالْمَسْجِد الْمَيْمُون كَبَّر فانبرى 

جُنْدٌ الْقَطِيعَة  يُمْنَعُون الراكعة

وَتَبَادَلُوا الأنخاب فَوْق حُطَامُه 

وتراقصوا بالأغنيات  الشَّائِعَة

فَرَحًا بِقَتْل الأبرياء وَسَحَقَهُم 

 ورصاصهم حَصَد الزُّهُور الْيَانِعَة

يَا مَنْ فَرِحْت بِذَا الْمُصَاب مُفَوِّضًا 

ستنال  مَنْ كَفَلَ الْعَذَاب مواجعه

وتحوم حَوْل الذِّكْرَيَات مَرْجِعًا 

دَمْع النَّدَامَة  فِى فلات شَاسِعَة

فَتَعُود قَهْرًا وَالدَّلِيل حصدته 

وَدِمَاء رَابِعَةٌ تَقْض  مُضَاجَعَة

فَغَدَا أَيَا أَهْلُ الْجَهَالَةِ نقتضي 

حَقًّا كَمَا الزِّلْزَال تِلْك  تَوَابِعِه

ونسبح الرَّحْمَن يَوْم رجوعنا 

لِإِشَارَة ستظل دَوْمًا  رَابِعَةٌ

الشَّاعِر المصري/منصور غيضان


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق