الخميس، 20 أغسطس 2020

ابتهالات زائر الليل /بقلم الشاعر السامق /أحمد الهويس

 ابتهالات زائر الليل....

هبت نسائم من أطراف ذي سلم

في ساعة الفجر والآفاق لم ترم

وبالظلال تبدى الركب مرتحلا 

في ساعة الفجر بين البان والعلم

ناديت..ناديت لم تنبس لهم شفة

ورد همس الصدى بالدمع دون فم

هم الضيوف ، ضيوف الله منزلهم

في بطن مكة في جود وفي كرم

دعاهم الله مذ قالوا لخالقهم

بعالم الذر في طور من العدم

أتوا رجالا وركبانا وما فتئت

تأتي قوافلهم من سائر الأمم

والكل يدفعهم شوق المحب إلى

زيارة البيت والتطواف بالحرم

هناك رب كريم باستضافتهم 

ناموا كراما وعين الله لم تنم

يغشاهم النور بالإحرام في ألق

كأنهم أنجم في حلكة الظلم

وكان قلبي مع الركبان يسبقهم

كحادي الروح إذ يسعى بلا قدم

هناك كان لنا في كل زاوية

ذكرى أحاديث من قول ومن كلم

زرنا الحبيب وما أحلى زيارته

مازلت أحسبها طيفا من الحلم

مضت سنون وساء الحال في وطني

في فتنة عصفت لم تخب أو تنم

هم أيقظوها وكانوا الداعمين لها

ليشبعوا رغبة في نفس منتقم

لكن ربي حمانا من قذارتهم 

لأن حقدهم غيظ من القدم

فقرروا منعنا من حج كعبتنا 

والقلب ساع لها بالعزم والهمم

فأرسل الله من عليائه رسلا 

كي يمنعوهم هم من رؤية الحرم

أرواحنا قد هفت والعشق أرقنا 

هذا الأكف لغير الله لم تقم

في صفحة الغيب أقدار لنا كتبت

وحكمة الله فوق الشك والتهم 

الحج بالروح والارواح ناظرة

لسدرة العرش بين اللوح والقلم

إن كانت امرأة بالشام قد صرخت

كي تشعل الكون فرسان لمعتصم 

ونحن قلنا أيا ربااااه فارتعدت 

فرائص القوم كالغربان والرخم 

فالحج فرض لمن يقوى بقدرته

وأفضل الحج إطعام لذي سغم 

الله أكبر يا دنيا ألا استمعي

هذي حناجرنا تحيي ذوي الرمم 

دعاؤنا نغمة الكون رددها

وزمزم دمعنا يشفي من السقم 

فكعبة الله تحيا في مشاعرنا

أجب دعانا بها يا واسع الكرم...

 أحمد الهويس حلب سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق