الثلاثاء، 20 مارس 2018

قبر الغريب // للمبدع..الشاعر /// عبد السلام كنعان

قبر الغريب .
يا حاديَ الرّكْبِ خلِّ القومَ يا حادي
لم يسْقِني رائحٌ منهم و لا غادي
...
و خلِّ عنْكَ فلاةً ما تَخَلَّلَها
مرُّ السَّحابِ و لمْ يصدح بها شادي
و خلِّ واحةَ عِشْقي أسْتَظِلُّ بها
أنا السّقيمُ و كأسي بعْضُ عُوّادي
رسمْتُ صورتَها خضراءَ ساحرة
و رحتُ أسْقي بلحني رمْلها الصّادي
ِلِوَاحةِ العِشْقِ حُرّاسٌ سأقْتُلُهم
و أسْتَبيحُ حِماهُ دُونَ مِيعادِ
لِلْحُبِّ عنْديْ قناديلٌ مُعَلَّقةٌ
أوقدتُ جذْوتَها مِنْ حَرِّ أكْبادي
لمّا عشِقْتُكِ و اخْضرَّ الثّرى بيدي
و رُحتُ أعبرُ مِنْ وادٍ إلى وادِ
و رُحتُ أجتازُ آماداً لرُؤيتِها
وجدتُ رُؤيتَها مِنْ غيرِ آمادِ
لمّا عشقْتُكِ فاض َ النُّورُ مِنْ أُفُقِيْ
و كنْتُ قبلَكِ نجْماً غيرَ وقّادِ
عقدْتُ لِلدَّهْرِ ميثاقاً على شفتي
ألَّا يموتَ الصّدى في ذلكَ الوادي
حفِظْتُ قلْبِيَ مِنْ زيْفِ المتاعِ و ما
حفظْتُ أجنحتي من سهْمِ صيّادي
يا قلْبُ دعني طريحاً عندَ مرقدِهِ
أسكبْ على الأفقِ المخمورِ إنشادي
يا قلْبُ دعني و دع قيثارتي بيدي
و ادفنْ قتيلَكَ عندَ الشّاطئِ الهادي
يا قلْبُ نبضُكَ مشغولٌ بفاتنةٍ
عشِقْتُ طلْعَتَها من يومِ ميلادي
قطفْتُ طاقاتِ وردٍ مِنْ جدائلها
نثرتُهُنَّ على قبرِ ابْنِ عبَّادِ
عبد السّلام كنعان
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق