أمي ...
ومن قال أنك تحتاجين إلى يوم في السنة لتقديسك يا سيدة نساء قلبي ...
ومن قال أن رمز العطاء يحتاج إلى تقزيم الهدية حد التلاشي ... فهي لن تناسب صرحا تتسامى قمته إلى عنان السماء ...
من قال أن حبك محصور بيوم من أيام العام ...
ومن قال أن سيدة النساء يمكن أن تحجب شمسها غيوم النكران ......
من ابتدع هذا اليوم ليكون عيدا لك ،لابد أنه إبن عاق تنازل عن واجبات البنوة عاما كاملا ليكرسه ليوم يتيم لا يقارن بهالة من نور ...
لا تعادل هدايا الارض كلها لحظة واحدة من آلام الولادة .. لأم تستحق بعد الله كل طقوس العبادة ...دعيني أقل لك يا سيدة قلبي الخالدة :
أنّى لي أن أتخيل العالم من دون وجودك إلى جانبي وأنت تتفضلين على روحي بعبق حضورك الذي تخجل منه كل حوانيت العطارين ..وأنّى للمسة يديك الحانيتين أن تُمحى من فوق جبيني المكلل بالعرق حين كنت أصاب بالحمّى ..كيف لي ألا أتوق لتقبيل تجاعيد يديك المباركتين في كل ثانية .. يامن كنت لي مستودع أفكاري وبوحي وتأوهاتي .. يامن زرعت في نفسي كل صنوف الخير والإحسان ...
أمي .. لكم أنا خجلى من دموعك حين ابتعدت عنك .. وكم احتجت لكفك مربّتاً على كتفي حين فارقني رفيق دربي .. وكم كنت اتمنى أن أصطحبك معي لتكوني لي سنداً في غربتي ووحدتي .. خمس سنين وقمرك بعيدٌ عن سمائي ...وإني والله أغبط كل أخوتي لانهم بقرب جنتي .. أود في كل لحظة أن أتبارك بطهر قدميك ..وأمرّغ خدي تحت قداسة نعليك ... أود لو أكون أرضاً تطؤها قدماك الشريفتان ..وخيطاً رفيعا في نسيج ثوبك الطاهر يرافقك في كل مكان .... أودّ التقزّم لأصير مسماراً في نعليك متشرفاً بخطواتك أينما حللت يا سيدة النساء .. أتوق للإرتماء في حضن كلماتك الغائبة ...وأتدثر بنبرات صوتك الآتي من عالم الجنان ... وألثم تجاعيد يديك اللتين لطالما هدهدتا سريري .. ومسحتا عرق جبيبني ..وضفرتا جدائلي ..ودسّتا عروسة الزعتر في حقيبتي المدرسية ... كيف لي ألا أقدسك يا تقية .. وكيف لي ألا أنسج لطهرك ألف قصيدة غزلية ..
مازال عبق فمك يحاور روحي المشتاقة لحروفك وانت تمطرينني بدعواتك التي تطرق أبواب الرحمن ... لازالت ابتسامتك الخرافية تنير دربي بكل صنوف التوفيق والإطمئنان ... وتتجمد الحروف فوق شفاهي حين تتفضل صورتك بالتربع على عرش مخيلتي التي لم ولن تخلعك عن عرشك ما حييت ...
أمي .. أعتقد جازمة أنه مبتدع وأفّاق وكذّاب .. كل من قال أن يوما واحدا يتسع للإحاطة بعظمتك يا سيدة النساء ...
مع كل رمشة عين ... وكل خفقة قلب .. وكل ثانية تمر أقول لك : أمدّ الله بعمرك يا سيدة من نور .. وطيّب الله ثرى كل أم فارقت أبناءها ... وحفظك الله لي من كل سوء ..
كل ثانية وأنت عيدي ... ومع كل خفقة في قلبي أنت تسكنين وريدي ..
فادية حسون ..
ومن قال أنك تحتاجين إلى يوم في السنة لتقديسك يا سيدة نساء قلبي ...
ومن قال أن رمز العطاء يحتاج إلى تقزيم الهدية حد التلاشي ... فهي لن تناسب صرحا تتسامى قمته إلى عنان السماء ...
من قال أن حبك محصور بيوم من أيام العام ...
ومن قال أن سيدة النساء يمكن أن تحجب شمسها غيوم النكران ......
من ابتدع هذا اليوم ليكون عيدا لك ،لابد أنه إبن عاق تنازل عن واجبات البنوة عاما كاملا ليكرسه ليوم يتيم لا يقارن بهالة من نور ...
لا تعادل هدايا الارض كلها لحظة واحدة من آلام الولادة .. لأم تستحق بعد الله كل طقوس العبادة ...دعيني أقل لك يا سيدة قلبي الخالدة :
أنّى لي أن أتخيل العالم من دون وجودك إلى جانبي وأنت تتفضلين على روحي بعبق حضورك الذي تخجل منه كل حوانيت العطارين ..وأنّى للمسة يديك الحانيتين أن تُمحى من فوق جبيني المكلل بالعرق حين كنت أصاب بالحمّى ..كيف لي ألا أتوق لتقبيل تجاعيد يديك المباركتين في كل ثانية .. يامن كنت لي مستودع أفكاري وبوحي وتأوهاتي .. يامن زرعت في نفسي كل صنوف الخير والإحسان ...
أمي .. لكم أنا خجلى من دموعك حين ابتعدت عنك .. وكم احتجت لكفك مربّتاً على كتفي حين فارقني رفيق دربي .. وكم كنت اتمنى أن أصطحبك معي لتكوني لي سنداً في غربتي ووحدتي .. خمس سنين وقمرك بعيدٌ عن سمائي ...وإني والله أغبط كل أخوتي لانهم بقرب جنتي .. أود في كل لحظة أن أتبارك بطهر قدميك ..وأمرّغ خدي تحت قداسة نعليك ... أود لو أكون أرضاً تطؤها قدماك الشريفتان ..وخيطاً رفيعا في نسيج ثوبك الطاهر يرافقك في كل مكان .... أودّ التقزّم لأصير مسماراً في نعليك متشرفاً بخطواتك أينما حللت يا سيدة النساء .. أتوق للإرتماء في حضن كلماتك الغائبة ...وأتدثر بنبرات صوتك الآتي من عالم الجنان ... وألثم تجاعيد يديك اللتين لطالما هدهدتا سريري .. ومسحتا عرق جبيبني ..وضفرتا جدائلي ..ودسّتا عروسة الزعتر في حقيبتي المدرسية ... كيف لي ألا أقدسك يا تقية .. وكيف لي ألا أنسج لطهرك ألف قصيدة غزلية ..
مازال عبق فمك يحاور روحي المشتاقة لحروفك وانت تمطرينني بدعواتك التي تطرق أبواب الرحمن ... لازالت ابتسامتك الخرافية تنير دربي بكل صنوف التوفيق والإطمئنان ... وتتجمد الحروف فوق شفاهي حين تتفضل صورتك بالتربع على عرش مخيلتي التي لم ولن تخلعك عن عرشك ما حييت ...
أمي .. أعتقد جازمة أنه مبتدع وأفّاق وكذّاب .. كل من قال أن يوما واحدا يتسع للإحاطة بعظمتك يا سيدة النساء ...
مع كل رمشة عين ... وكل خفقة قلب .. وكل ثانية تمر أقول لك : أمدّ الله بعمرك يا سيدة من نور .. وطيّب الله ثرى كل أم فارقت أبناءها ... وحفظك الله لي من كل سوء ..
كل ثانية وأنت عيدي ... ومع كل خفقة في قلبي أنت تسكنين وريدي ..
فادية حسون ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق