الثلاثاء، 20 مارس 2018

و فزت بحب الإله /// للمبدع ...الشاعر /// محمد الملوحي

...........وفزتِ بحُبِّ الإلهِ........
... إهداءٌ... .. إلى كُلِّ أمهاتِ العالمِ..
.. إلى كُلِّ قلبٍ.. ينبضُ بحُبِّ..
.. ألأُمومَةِ.. والأُبوة.. ٰ
... إلى أمّي الحبيبة.. أُهدي..
... .. وَفُزتِ بحُبِّ الإلهِ..
سَقتني الحنانَ.. فَزادتْ غَراما
وريدَ فؤادي.. تفيضُ سلاما
تُدغدغُ بالشَّوقِ.. روحَ الحُبابِ
وَتَغزُوه حُبَّاً.. يَرمُّ العِظاما
بِخُلْقِ العليِّ... تُربّي صِغارا
وتُعطي بِهُنَّ الشُّعورِ ضِراما
وتحصدُ.. شمسُ الزُّهور نهاراً
وفي الليلِ بدرٌ ينيرُ الظلاما
كَنهْرِ الحياة..تُروّي قِفَاراً
تُعاني الأَمَرَّينِ.. حتَّى استداما
وتُذكي الدَّوامَ.. رياضَ الْلُحونِ
لِأُنسِ الوجود.. تذوبُ هُياماً
جَمالٌ يَلُفُّ.. صَفاءَ الْمُحَيَّا
بِهَمسِ العيونِ.. يضوغُ الوئاما
ويطوي العناءَ.. بأنفاسِ وَرْدٍ
ويُزجي البلاءَ.. ويشفي السَّقاما
كَسحْرِ الرَّوابي.. تَشُقُ السَّحابَ
وتسقي هوىً.. يرتضيها التحاما
نشرتِ الطُّيوبَ.. جِنانَ السَّلامِ
وكنتِ لِحُلْمِ الجَنانِ قِواما
حَباكِ الرَّحيمُ منازلَ خُلْدٍ
وكرَّسَ حُبَّ السَّماءِ اختتاما
وفي الذَّكْرِ آياتُها بيِّناتٌ
تُكَرِّمُ أهلَ الوفاءِ ارتساما
بِفَضلِ دُعاها.. ودعوةِ ربّي
أكونُ الشّكُورَ.. لِدينٍ.. أقاما
عُرى جُمِعَتْ.. لا اختلافَ لِحَقٍّ
تَزيدُ الترابطُ.. دونَ انقساما
شَغَلْتِ العُقولَ.. تراتيلَ صُبحٍ
وَجِئتِ رياحَ النَّسيمِ يماما
يُزَيِّنُ حِسَّ الخُزامى.. ضياءٌ
وماسٌ مِنَ الحُبِّ ِّ ظلَّ وِسَاما
نميرُ الجنانِ.. بساتينُ نجدٍ
وعطرُ الدُّروبِ يطيرُ زِحاما
فيا غِبطَةَ الرُّوحِ.. جدَّ التَّاخي
وشَدو النسَّائمِ يُحيي الغَماما
كفى أن ترى النُّبلَ فيهِ ارتضاءٌ
لِتُصبِحَ عينُ المآسي خُزامى
بلغتِ الشَّهادةَ بنتَ الأُصولِ
ودارُ الأصالةِ.. تبقى قِواما
وتحكي الثُّريَّا.. مَسيرةَ أُمٍّ
تلاقي مِنَ البؤسِ طُعماً.. طعاما
شقاءٌ تغلغلَ مِنْ غيرِ إِذنٍ
وَغَيَّبَ زَهْرَ الصِّبا المُستهاما
ورغمَ الهوانَ.. تلألأ.. كِبْرٌ
بِصَدر الكرامةِ.. يلقى اهتماما
أَفَقرٌ.. وَجُوعٌ.. وَظُلمٌ.. وشَجوٌ
وليلٌ طويلٌ.. يَصُبُّ الحِماما
إلى أينَ تمضي حنيفةُ عمري
وتترُكُني في الخِضَمِّ رِماما
إذا مَسَّ نابٌ شُعَيرَةَ جِلْدٍ
أبَتْ أَن تَذِلَّ.. وترضى اتِّهاما
هيَ النازعاتُ التي غَرِقَت.. في
ربوعِ الهُدى.. كي نعيشَ كِراما
فكَم أَتعبَتها.. نوائبُ دُنيا
وأهواءُ مِمَّن.. تبتغيهِ قَواما
فأُمّي هواءٌ.. وماءٌ فُراتٌ
وهامةُ مجدٍ.. يَؤُمُّ احْتِكاما
فَمِنْ أَيِّ نورٍ.. خُلِقتِ.. حياتي
ومِنْ أَيِّ روضٍ.. بَعَثتِ الهُماما
بِمَهدِ الطُّفولةِ.. ترقى الأماني
وتعلو المشاعرُ.. دونَ انفصاما
وَوَصَّى الخلائقَ بالْوَالدينِ
وَأَوْصى بِطيبِ الكلامِ احْتِراما
معَ العابدينَ.. تطوفُ انبهارا
وتأخذُ رُكنَ الصلاةَ.. زماما
وتَسْجدُ للّهِ دونَ امتنانٍ
تصومُ الدُّهورَ.. وتحيا استقاما
أَنَرتِ البصيرةَ أُختَ الرِّجالِ
وكُنتِ الرُّجولةَ فينا التِزاما
غَرسْتِ المكارمَ.. ميلادَ خيرٍ
وخَيرُ الهدايةِ.. قوَّى الذِّماما
فأُمّي بِدفء المبينِ مَلاكٌ
وقرانُ ربّي.. تفوق الكلاما
تُميتُ الحرامَ.. بكُلِّ حلالٍ
ومِنْ فيضِ حُبٍّ.. تُزيلُ الخِصَاما
وتحنو عَليَّ بظلٍّ رؤوفٍ
وتمسحُ دمعَ الصباحِ ابتساما
فآلآءُ ذِكْرٍ.. ملاذٌ لِصَبرٍ
وصَبْرُ الحَليمِ.. تجلَّى دواما
شَربْتِ المرارةَ.. مِنْ كأسِ ودٍّ
ودمعٌ ترقرق مِنْكِ احْتِلاما
يعيش الجَمالُ.. ويفنى بهمٍّ
ويبقى الغوى للأَقاحي.. إماما
ونَبعُ الحياءِ.. بخُلْقٍ قويمٍ
وشهدُ المروءةِ.. جلَّ المَراما
نهلتِ العفافَ.. تناهيدُ فجرٍ
وفزتِ بحُبِّ الإلهِ تماما
نعيمٌ يُكلِّلُ غارَ الزَّمانِ
وجنَّاتُ ثغرٍ.. تُريحُ المَقاما
جَعلتِ الغَياهبَ.. واحاتَ نورٍ
أَزحتِ الصِّعابَ.. وكانت جِسَاما
وتاهتْ.. لياليَ مِنْ غير عطفٍ
وضَاعَ لهيبُ الصَّدى واستهاما
علامَ ذهبتِ.. رياحينَ قلبي
وأبقيتِ وجهَ البياضِ جهاما
إلامَ رحَلتِ.. قناديلَ صوتي
وصحوةَ روحي.. وَمأوى اليتامى
أطفلٌ رضيعٌ.. يُغالبُ شوقاً
ولمْ يبلغِ الرُّشدُ منهُ الفطاما
يَهُزُّ السَّماءَ.. وِلادَةُ طِفلٍ
وصَرخةُ أُمٍّ.. تَبيدُ الطِّغاما
أَصرخةُ موتٍ.. تُضِيءُ حياةً
وتُهدي الْمُنى.. كي تكونَ نظاما
وتُرضعُ مِنْ لبنٍ.. ذاتَ رَوْحٍ
وروحُ النَّدى.. لمْ يكُن لي حَراما
وَلَدتِ شباباً.. تخيفُ.. المنايا
تَفِلُّ الحديدَ.. وتَنْفي اللئاما
فيا ويلَ مَنْ لمْ ينلْ.. بركاتِ
العلا.. يُذهِب الغيَّ دون احْتِداما
أَفَضْتِ الأُمومة جِسْرَ الودادِ
وتحتَ نعالكِ كنّا حُطاما
حَنانيكِ.. مِنْ غربةٍ..عذَبتني
بنار الهوى تسْتَظِلُّ اعْتِصاما
فيا لِلْغَريبِ.. خسَارةُ عَهدٍ
بهجرِ الشقائقِ.. يَصْلى انتقاما
أَيكفي العَنانُ.. أَحاسيسَ زرعٍ
وميلُ الحمائمِ.. يأتي انسجاما
وتلكَ الحياةُ تعجُ اضْطِراباً
وتمضي الشُّؤونُ.. بغير اغتناما
فآهٍ..مَواطِنُ.. كُلِّ إباءٍ
لغيرك ِ ما كُنتِ يوماً حساما
فأنت ِالحَرورةُ.. مِنْ كُلِّ رقٍ
رضاكِ يُصَوِّبُ فيهِ السِّهاما
دعاءُ ملائكةٍ.. رحَمةٌ..مِنْ
غَفورٍ.. نَتوقُ.. إليهِ انعداما
وبَينَ الجُفونِ.. اسْتِراحةَ فِكْرٍ
وتَفكيرُ أَهل الحِجا.. فيكِ داما
تَظَلِّينَ.. صرحَ العلومِ.. سِراجاً
وَمِشْكَاةَ عَدلٍ.. تَشيدُ الرُّكاما
نأَيتِ وذَكْرى.. تُؤَجِّجُ وَعْداً
وتَلْفَحُ شوقاً.. ودمعاً سِجاما
حناناً.. وحبّاً.. وأَمناً.. توارى
وحُزنٌ أَفاقَ.. وأَبكى الرُّخاما
وشَعَّ التُّرابِ الذي ضمَّ بعثاً
فأَيُّ ترجِّي.. يُزيحُ الرُّغاما
وأَيُّ اعْتِذارٍ.. يُوفّي حُقوفا
وأَيُّ اغْتِرابٍ.. أَصابَ الغُلاما
دعوتُ الكريمَ أَن يُلبي نِداءً
ويمحو المهالكَ.. كي لا تُضاما
وعِشتُ الغروبَ بغيرِ شروقٍ
وغرَّرَ حُسنُ الوجودِ الحَماما
فما نفعُ دنيايَ.. دونَ انْقِلابٍ
إذا غبتِ.. دانت.. وآلت قتاما
بِغُقدانِ بَيْتٍ.. غدونا ضيوفاً
وعُدنا شموعَ الفضاءِ زكاما
أَيدري الشَّتاتُ.. حُدوثَ الرَّزايا
وَرِحْلَةُ.. أَكْبادِها.. كي تُلاما
فراقٌ.. رهيب ُ الخُطا.. عابرٌ.. مِنْ
صَلاتكِ.. كي.. لا.. أَراهُ مناما
شعر محمد عيَّاد الملوحي
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق