الثلاثاء، 29 يناير 2019

على الدرب السديد // بقلم المبدع // الشاعر حسن كمال محمد

قصيدتي (عَلَى الدَّرْبِ السَّدِيدِ):
إضاءة: يتيه أبناء أمتنا بما كان لهم من ماضٍ تليد وتاريخ مجيد، ولكن الوقوف عند الماضي وحده دون حاضر زاهٍ ومستقبل واعد مجرد عويل وبكاء على اللبن المسكوب؛ لذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه» (رواه مسلم: رقم2699)، وبناء عليه، فلزامٌ علينا أن نجمع بين الحسنيين: (الماضي المجيد، والحاضر السعيد) ونستشرف إلى المستقبل الكريم، وذلك ما تنشده هذه الأبيات:
قَطَعْنَا الْعُمْرَ فِي جِدٍّ وَكَدِّ***
نَشُدُّ إِلَى الْمَعَالِي أَيَّ شَدِّ
وَرُمْنَا مَا يَؤُودُ وَمَا وَنِينَا***
نُحَطِّمُ كُلَّ عَائِقَةٍ وَسَدِّ
خَطَبْنَا الْمَجْدَ جِيلًا بَعْدَ جِيلٍ***
وَحُزْنَا الْفَضْلَ مِنْ عَهْدٍ لِعَهْدِ
وَشَرَّقْنَا وَغَرَّبْنَا كِرَامًا***
وَأَقْدَمْنَا فَمَا أَحَدٌ بِنِدِّ
فَنَحْنُ الْمُسْلِمِينَ دُعَاةُ بِرٍّ***
وَنَحْنُ الْفَاتِحُونَ بِلادَ هِنْدِ
نَوَدُّ الأَرْضَ إِعْمَارًا وَفَتْحًا***
وَنَنْشُرُ دِينَنَا فِي كُلِّ نَجْدِ
عَلَى رِفْقٍ وَتَيْسِيرٍ مَضَيْنَا***
بِلا غَصْبٍ بِلا عَسْفٍ وَهَدِّ
جُنُوْدُ اللهِ مِنْ فَتْحٍ لِفَتْحٍ***
وَلا يُحْصِيهُمُ أَحَدٌ بِعَدِّ
فَكَمْ مِنْ ظَالِمٍ لانَتْ قَنَاهُ***
وَمَا عَادَ بِذَاكَ الْمُسْتَبِدِّ
فَذَا كِسْرَى أَصَابَ حِمَاهُ كَسْرٌ***
وَمَا أَغْنَاهُ إِيوَانٌ بِصَدِّ
وَأَقْصِرْ عَنْ قَيَاصِرَةٍ طُغَاةٍ***
غَدَوْا أَثَرًا كَيَاغُوثٍ وَوَدِّ
فَيَا إِسْلامُ فَضْلُكَ لا يُجَارَى***
فَلا عُسْرٌ بِتَشْرِيعٍ وَحَدِّ
وَذَا الْقُرْآنُ مُعْجِزَةٌ تَسَامَتْ***
وَمَا أَحْلاهُ مِنْ بُرْءٍ وَشَهْدِ
لَهُ شَهِدَ الْعَدُوُّ بِكُلِّ فَضْلٍ***
بِلا خَلَلٍ وَلا زَيْغٍ وَإِدِّ
رَسُوْلُ اللهِ عَلَّمَنَا عُلُومًا***
وَسَنَّ فَضَائِلًا بِرِضًا وَوِدِّ
وَأَيْنَعَ مَا رَوَاهُ عَلَى التَّآخِي***
فَكَانَ حَصَادُهُ التَّقْوَى بِرُشْدِ
وَصَحْبٌ فِي مُعَاوَنَةٍ أُسُودٌ***
أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ عُمَرٍ وَسَعْدِ؟
وَتَابَعَهُمْ سَرَاةٌ لَمْ يَحِيدُوا***
فَكَانُوا أَهْلَ سَابِقَةٍ وَحَمْدِ
بَنَوْا لِلدِّينِ بِالأَخْلاقِ مَجْدًا***
فَعَاشَ النَّاسُ فِي رَغَدٍ وَسَعْدِ
وَأَمْنٌ مَا رَآهُ الْكَوْنُ يَوْمًا***
وَمَا جَرَّ الشَّقَاءَ شُرُودُ وَغْدِ
أَمَا صَحِبَ الذِّئَابُ قَطِيعَ بَهْمٍ***
وَقَالَتْ مَرْأَةٌ: سَأَحُجُّ وَحْدِي؟
وَمَا كَانَ الْهَوَانُ إِلَيْنَا يَسْعَى***
وَنَحْنُ عَلَى خُطَى بَدْرٍ وَأُحْدِ
فَلَمَّا أَنْ تَنَكَّبْنَا طَرِيقًا***
تُمَكِّنُنَا مِنَ النَّهْجِ الأَسَدِّ
إِذَا بِذِئَابِ هَذِي الأَرْضِ نَهْشٌ***
وَإِذْلالٌ كَأَفْرَاخٍ لأُسْدِ
أَلا يَا قَوْمُ مِنْ عَوْدٍ حَمِيدٍ***
يَصُوْنُ الْمُسْتَبَاحَ مِنَ الأَلَدِّ
يُذَكِّرُنَا بِأَيَّامٍ خَوَالٍ***
هِيَ النِّبْرَاسُ لِلدُّنْيَا بِجِدِّ
فَهَيَّا يَا غَطَارِفَةً أُبَاةً***
نَغُذُّ السَّيْرَ نَسْبِقُ كُلَّ ضِدِّ
عَلَى الدَّرْبِ السَّدِيدِ أَلا فَجِدُّوا***
فَمَا عِزٌّ يُنَالُ بِغَيْرِ جَهْدِ
وَنُوفِي الْوَعْدَ لِلدَّيَّانِ دَوْمًا***
فَخَيْرُ النَّاسِ أَوْفَاهُمْ بِوَعْدِ
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق