جمر وماء.. *
(قصة قصيرة)
(قصة قصيرة)
تتلألأ في سمائها نجمة الطارق.. فيشتدُّ شرود نجوى.. يخاتلها شهاب يومض
في السماء ، تتنهّدُ وترفع سبابتها اليمنى تشير بها وتنطق بالشهادتين
على الشرفة المقابلة لبيتها طالب الحقوق الذي ما برح مكانه، يعفّر الدخان من غيلونه ويلوّح بيده في إيهام.. يشير بحركات كأراجوز جفول.. يتلعثم في كلامه، ينادي أخته الصغيرة..
_أيْ أختاه هل مازال في الركوة قهوة؟
قشعريرة تصطكّ منها أسنان نجوى.. تلتحف بشالها لقد إنخسفت أزهار الأشجار وآلت إلى الشحوب، ففصل أيلول بدأ يشلح عنها لحاءها..
ارتشفت ما تبقى في قعر الفنجان من قهوة.. توصوص بعين نصف ناعسة التفث الأخير..
تلفّه بأنامل تبتهج بفأل صادم.. تقرأ الفنجان في تمعّن
في السماء ، تتنهّدُ وترفع سبابتها اليمنى تشير بها وتنطق بالشهادتين
على الشرفة المقابلة لبيتها طالب الحقوق الذي ما برح مكانه، يعفّر الدخان من غيلونه ويلوّح بيده في إيهام.. يشير بحركات كأراجوز جفول.. يتلعثم في كلامه، ينادي أخته الصغيرة..
_أيْ أختاه هل مازال في الركوة قهوة؟
قشعريرة تصطكّ منها أسنان نجوى.. تلتحف بشالها لقد إنخسفت أزهار الأشجار وآلت إلى الشحوب، ففصل أيلول بدأ يشلح عنها لحاءها..
ارتشفت ما تبقى في قعر الفنجان من قهوة.. توصوص بعين نصف ناعسة التفث الأخير..
تلفّه بأنامل تبتهج بفأل صادم.. تقرأ الفنجان في تمعّن
"حبيب قلبك سيطرق الباب.. لا تتجاهليه"
تتوزّع بياديقها.. تنشرها على الرقعة.. تبعثرها
فلا تجد غير البيادق تتراقص أمام عينيها الناعستين..ويسرح بها الخيال.
_أيّ بيدق هو؟ ما هذا الذي كنت أنتظره !!؟
عودي إلى رشدك..أيمكن للفنجان أن يكذب؟ هل يمكن للنّجم الطارق أن يعبث بمشاعري؟
وهل أنّ فأل الشهاب عابر ..؟ تتخمّر الأسئلة وتشرد في التمنّي..
تيقَّظت من حلم ما فتئ يراودها، استدارت،
تحدّرت أدراج السلالم تردّدُ أبيات شعر قد
تزيل عنها بعض الشجن
تتوزّع بياديقها.. تنشرها على الرقعة.. تبعثرها
فلا تجد غير البيادق تتراقص أمام عينيها الناعستين..ويسرح بها الخيال.
_أيّ بيدق هو؟ ما هذا الذي كنت أنتظره !!؟
عودي إلى رشدك..أيمكن للفنجان أن يكذب؟ هل يمكن للنّجم الطارق أن يعبث بمشاعري؟
وهل أنّ فأل الشهاب عابر ..؟ تتخمّر الأسئلة وتشرد في التمنّي..
تيقَّظت من حلم ما فتئ يراودها، استدارت،
تحدّرت أدراج السلالم تردّدُ أبيات شعر قد
تزيل عنها بعض الشجن
"يا غائبا قد يطول الهجر في عامنا
لو شئت قرّبتَ لي الوصل في رفْقٍ
قد ضرّني في هواك الهجر لي غالبا
هلْ ينْتهي هجرك المبطون في خافقٍ"
لو شئت قرّبتَ لي الوصل في رفْقٍ
قد ضرّني في هواك الهجر لي غالبا
هلْ ينْتهي هجرك المبطون في خافقٍ"
تستعر داخلها أحاسيس وتضطرب التخمينات هل يمكن للجار أن يعيرها أيّ إهتمام..تتَـقَـوَّسُ بحركةٍ بهلوانية متثاقلة ثمّ
تتمدد على فراشها، غرفة قد جمعت جدرانها
أنواعا مختلفة من ملصقات النجوم ، مطربون ممثلون، عارضات أزياء، شهيرات هوليود وبوليود - يغريها جمال الفتية- تنهض كمن به مسّ.. توقظ أختها الصغرى من سباتها تهمس في أذنها خفية أن تحدث ضجّة فيستفيق والدها
الذي عادة ما يعاني من جاثوم ينغّص عليه
نومه..
_أفيقي أيتها الكسولة !
_نعم ماذا تريدين منّي؟ نامي فقد ذهب ثلث
الليل..
_ ما رأيك في الحبّ؟
_سأنظر في المنجد غدا أتركيني أنام...
_عودي لنومك أيتها الهرة اللعينة..
نامت وهي تطبق جفناها على ألف سؤال ومثله تماما ألف جواب..(تنتظر استيقاظ جدتها)
تتمدد على فراشها، غرفة قد جمعت جدرانها
أنواعا مختلفة من ملصقات النجوم ، مطربون ممثلون، عارضات أزياء، شهيرات هوليود وبوليود - يغريها جمال الفتية- تنهض كمن به مسّ.. توقظ أختها الصغرى من سباتها تهمس في أذنها خفية أن تحدث ضجّة فيستفيق والدها
الذي عادة ما يعاني من جاثوم ينغّص عليه
نومه..
_أفيقي أيتها الكسولة !
_نعم ماذا تريدين منّي؟ نامي فقد ذهب ثلث
الليل..
_ ما رأيك في الحبّ؟
_سأنظر في المنجد غدا أتركيني أنام...
_عودي لنومك أيتها الهرة اللعينة..
نامت وهي تطبق جفناها على ألف سؤال ومثله تماما ألف جواب..(تنتظر استيقاظ جدتها)
تنبعث من الشرفة المطلّة لمنزلها قهقهة،
سمير ذاك الجار المتعلّم ، يتحدثّ في جواله
يردّ بضحكات بين الإنشراح والسخرية وطورا فيها بعض الرياء..
_هه هه هه نعم فهمت أنكِ تودين ملخص المحاضرات وتلك الصورة التي رسمتها
للدكتور" ذو البطن المنتفخ".. لكِ ما طلبت،
المهم أنكِ راضية تمام الرضا.. أنا من عادتي
لا أثق في كل النساء إلا اللواتي في صدورهن
حبّ لي، فأنت تعلمين.... لا عليكِ سأرسل لكِ الملخص.. (ينتهي كلامه)
كلب الجيران يحدث جلبة.. تحت سور البيت، هنالك حاوية قمامة، كان عربيدا لا يحب المساومة مع بني جنسه ولا يفقه لغة الهرر ،
تراه ينبح طول الليل.. قلّما ينهره العمّ مبارك حارس المدرسة فيستكين لبعض الوقت ثم يعود للنباح. العمّ مبارك رجل مسنّ في السبعين من
العمر أدمن على لعب الورق يسامر أمين المقهى
فهو خير سميرٍ لهُ.. يتجاذبا أطراف الحديث..
سمير ذاك الجار المتعلّم ، يتحدثّ في جواله
يردّ بضحكات بين الإنشراح والسخرية وطورا فيها بعض الرياء..
_هه هه هه نعم فهمت أنكِ تودين ملخص المحاضرات وتلك الصورة التي رسمتها
للدكتور" ذو البطن المنتفخ".. لكِ ما طلبت،
المهم أنكِ راضية تمام الرضا.. أنا من عادتي
لا أثق في كل النساء إلا اللواتي في صدورهن
حبّ لي، فأنت تعلمين.... لا عليكِ سأرسل لكِ الملخص.. (ينتهي كلامه)
كلب الجيران يحدث جلبة.. تحت سور البيت، هنالك حاوية قمامة، كان عربيدا لا يحب المساومة مع بني جنسه ولا يفقه لغة الهرر ،
تراه ينبح طول الليل.. قلّما ينهره العمّ مبارك حارس المدرسة فيستكين لبعض الوقت ثم يعود للنباح. العمّ مبارك رجل مسنّ في السبعين من
العمر أدمن على لعب الورق يسامر أمين المقهى
فهو خير سميرٍ لهُ.. يتجاذبا أطراف الحديث..
_ألاَ ترى معي أنّ نجوى إبنت الصادق البنّاء،
قد أصبحت عروسا.. وشبّ شبابها..
_نعم البنت فهي على اخلاق وخلق حميد..
_ولكن أرى أنّ الشباب قد عمّت ابصارهم، فلا ينظرون إلا للسافرات والعاريات الكاسيات..
_نعم هذا مخزي...
يقف العم مبارك متكأ على عصاه، جولة خلف صور المدرسة قبل آذان الصبح هي الآمانة التي وكّلت له.. يتعثّر في قارورة بلاستيكية فيلعن
عمّال النظافة عن تقاعسهم، يهمُّ بالجولة فيؤجل
الحديث في موضوع نجوى..
في مخدعها الملفوف بصور وملصقات،
ينبعث صهيل جواد جامح.. كان يمسك لجامه شاب في الثلاثينات من العمر.. يختطفها عنوة..
سنابك عريضة تترك خلفها علامات.. كلمّا تقترب منها تخرج ديدان زاحفة تعلق بالثياب أو الجسم فتحدث قروحا.. يتوغّل الجواد بين الأحراش..
زهر المونوفلورا القاتل يمد مياسمه للإستقبال..
يقطع الشاب تلك المياسم يواصلا الركض..
شلالات مياه تتبخر وغربان تحوم على مقربة
من أجمة.. خيزران تشابكت سيقانه.. توقف الشاب، لكنّ الجواد يشتد جموحه لا يتوقف عن الركض يحاول معه جاهدا.. على حين غفلة
تتسرب من بين الأحراش لبوة، يتوقف الجواد
ويعلو صهيله، يترّجل الشاب.. تدور المعركة، لم
يكن معه سلاح كان أعزل إلا من حبّ نجوى،
كان يدافع بكلّ ما أوتي من جهد.. نسر هائم
يهوي البرق يغرس مخالبه في قفا اللبوة ثم يطير.. (تنتهي المعركة)
بعد اللهاث.. إسترجع الشاب أنفاسه..
أَوَيَا إلى كهف في أخر الوادي.. عمد إلى لثمها..
قد أصبحت عروسا.. وشبّ شبابها..
_نعم البنت فهي على اخلاق وخلق حميد..
_ولكن أرى أنّ الشباب قد عمّت ابصارهم، فلا ينظرون إلا للسافرات والعاريات الكاسيات..
_نعم هذا مخزي...
يقف العم مبارك متكأ على عصاه، جولة خلف صور المدرسة قبل آذان الصبح هي الآمانة التي وكّلت له.. يتعثّر في قارورة بلاستيكية فيلعن
عمّال النظافة عن تقاعسهم، يهمُّ بالجولة فيؤجل
الحديث في موضوع نجوى..
في مخدعها الملفوف بصور وملصقات،
ينبعث صهيل جواد جامح.. كان يمسك لجامه شاب في الثلاثينات من العمر.. يختطفها عنوة..
سنابك عريضة تترك خلفها علامات.. كلمّا تقترب منها تخرج ديدان زاحفة تعلق بالثياب أو الجسم فتحدث قروحا.. يتوغّل الجواد بين الأحراش..
زهر المونوفلورا القاتل يمد مياسمه للإستقبال..
يقطع الشاب تلك المياسم يواصلا الركض..
شلالات مياه تتبخر وغربان تحوم على مقربة
من أجمة.. خيزران تشابكت سيقانه.. توقف الشاب، لكنّ الجواد يشتد جموحه لا يتوقف عن الركض يحاول معه جاهدا.. على حين غفلة
تتسرب من بين الأحراش لبوة، يتوقف الجواد
ويعلو صهيله، يترّجل الشاب.. تدور المعركة، لم
يكن معه سلاح كان أعزل إلا من حبّ نجوى،
كان يدافع بكلّ ما أوتي من جهد.. نسر هائم
يهوي البرق يغرس مخالبه في قفا اللبوة ثم يطير.. (تنتهي المعركة)
بعد اللهاث.. إسترجع الشاب أنفاسه..
أَوَيَا إلى كهف في أخر الوادي.. عمد إلى لثمها..
كحّة بها نحنحة تأتي من ناحية الغرفة المجاورة ، لقد حان وقت الجدّة للإستيقاظ ،
تزيح عنها العطاء بتؤدة.. تتململ في فراشها، ثم يعلو صوت مناداتها :
_نجوى.. يا نجوى.. انهضي يا ابنتي لقد أفزعتني طول الليل بشخيرك.. هل أطفأت
الجمرات بالماء كما أوصيتك؟ تطرق الباب
بعكّازها..
كان غاز ثاني أوكسيد الكربون
قد تسرّب بدماغ ورئتيْ نجوى فسبب لها تسمّما أفلج جسدها وعقّها عن الحركة فما بقي منها
غير هذيان لم يتحقق..
-نجوى.. أيتها البنت العاقة !! انهضي.. ألم
تسمعي كلامي..
ظلّ الجمر بالكانون قد ذوت شعلته
يسامر قنينة الماء..
تزيح عنها العطاء بتؤدة.. تتململ في فراشها، ثم يعلو صوت مناداتها :
_نجوى.. يا نجوى.. انهضي يا ابنتي لقد أفزعتني طول الليل بشخيرك.. هل أطفأت
الجمرات بالماء كما أوصيتك؟ تطرق الباب
بعكّازها..
كان غاز ثاني أوكسيد الكربون
قد تسرّب بدماغ ورئتيْ نجوى فسبب لها تسمّما أفلج جسدها وعقّها عن الحركة فما بقي منها
غير هذيان لم يتحقق..
-نجوى.. أيتها البنت العاقة !! انهضي.. ألم
تسمعي كلامي..
ظلّ الجمر بالكانون قد ذوت شعلته
يسامر قنينة الماء..
أنتهت..
حاتم_الإمام_غضباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق