الأحد، 27 يناير 2019

ما ادراك ما عيناك /م بقلم المبدع // الشاعر حسن كمال محمد

قصيدتي (ما أَدْراكِ ما عَيْناكِ؟!):
عَيْناكِ وَارْتَعَشَ النَّهارُ مُوَدِّعًا***
لَمّا بَدا مِنْكِ الْمُحَيّا ساطِعا
عَيْناكِ وَانْجابَ الدُّجَى مُتَعَجِّلًا***...

لا يَلْتَقي قَمَرانِ فِي الدُّنْيا مَعا
عَيْناكِ وَانْحَسَرَ الْمَدَى مُتَضائِلًا***
زَرَعَ الْفَضاءَ بَواكِيًا وَدَوامِعا
عَيْناكِ وَانْزاحَتْ هُمُومٌ لِلْوَرَى***
أَنَّى لِهَمٍّ أَنْ يَؤُوبَ مُراجِعا!
عَيْناكِ وَانْشَغَلَ الْمُحِبُّ صَبابَةً***
رُحْماكِ ما يَأْتِيكِ إِلّا طائِعا
عَيْناكِ وَانْداحَ الْمَضِيقُ مُرَحِّبًا***
حَتَّى غَدا قَصْرًا بَدِيعًا واسِعا
عَيْناكِ وَانْسَكَبَ الْعَبِيرُ مُفَضَّضًا***
يَحْكِي حَبِيبًا بَعْدَ نَأْيٍ راجِعا
عَيْناكِ أَشْواقٌ تَمُورُ مِنَ الْجَوَى***
تَذَرُ الْمُتَيَّمَ ساجِدًا أَوْ راكِعا
عَيْناكِ تَحْتَجِبُ الْغَوانِي فِي الْخُدُو (م)
رِ فَجاءَ حُسْنُكِ لِلْمَكارِمِ جامِعا
عَيْناكِ رِيٌّ لِلْحَبِيبِ وَطُعْمَةٌ***
ما كانَ يَوْمًا ظامِئًا أَوْ جائِعا
عَيْناكِ ما عَيْناكِ غَيْرُ سَواحِرٍ***
أَسَرَتْ فُؤادًا ظَلَّ دَهْرًا ضائِعا
عَيْناكِ لَمْ تَرَ أَعْيُنٌ مِثْلَيْهِما***
وَاللَّفْظُ فِي وَصْفٍ فَلَيْسَ مُطاوِعا
عَيْناكِ ظِلٌّ فِي الْهَجِيرِ وَواحَةٌ***
حَوَتِ النَّعِيمَ مُذَلَّلًا وَرَوائِعا
عَيْناكِ لِلْعُمْيانِ عَيْنا مُبْصِرٍ***
وَهِدايَةٌ صارَتْ سِراجًا رائِعا
عَيْناكِ في الظَّلْماءِ كُلُّ مَنارَةٍ***
تَهْدِي السَّفِينَ طَرائِقًا وَمَطالِعا
عَيْناكِ ماءُ الْمُزْنِ يَنْزِلُ رَقْرَقًا***
غاثَ الْعِبادَ بِبِرِّهِ وَمَنافِعا
عَيْناكِ تَسْكُنُ فِي الْجَوانِحِ وَالْحَشا***
تَأْبَى عَلَى مَرِّ الزَّمانِ مُدافِعا
عَيْناكِ تاجٌ لِلْكَمالِ وَمَرْتَعٌ***
وَالْحُسْنُ جاءَكِ خاضِعًا وَمُبايِعا
عَيْناكِ بُرْءٌ لِلْمَشُوقِ وَبَلْسَمٌ***
فَيُرَى مِنَ الْإِشْراقِ وَرْدًا يانِعا
عَيْناكِ ما أَوْفاهُما حَقًّا فَقَدْ***
زادَ الْجَمالُ وَلَيْسَ لَفْظٌ نافِعا
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق