عاتبني شعري // بقلم المبدع //الشاعر خالد المحمدي

بعد فراق مع الشعر دام اكثر من عام ونصف لم اكتب خلالها قصيدة جديدة بسبب انشغالي وظرف العمل عاتبني شعري قائلاً

فارقتُ بوحيَ حتى كدت أنساهُ ...
والروح كالعالم المهجور لولاهُ ...
طال الفراقُ كثيراً وانزوى قلمي ... ...
وسرتُ وحدي بعمرٍ لستُ أحياهُ ...
اصاحبُ الليل لامصباح يؤنسني ...
ولا رفيقٌ ألاقي في ثناياهُ ...
لما مددتُ يدي نحو اليراع بدت...
خجلى وصوتي نحيلٌ حينَ ناداهُ ...
لكنه احتظن الابيات في لَهَفٍ ...
وعانق الشعرَ شوقاً حين لاقاهُ ...
وبدد الليلَ في روحي وألهمها ...
بوحاً يشتتُ صمتي وهو يغشاهُ ...
يا لوعة الشعر بثي في مخيلتي ...
مثل الذي قالهُ قيسٌ بليلاهُ ...
فألف ليلى بقلبي جئت احملها ...
وألف قيس يغني في زواياهُ ...
وفجري من حروف الشعر ملحمة ...
كشعرِ عنترَ كان السيفُ معناهُ ...
وأطلقي الشعر خيلا ملئ قافيتي ...
يذكي الصهيل بها عزمٌ وأفواهُ ...
واستحضري صور السياب واقتبسي...
نهرا من العشق في (جيكور) ١ مسراهُ ...
(بويب) ٢ يا لوعة السياب جئت معي ...
شكوى الفرات شحيحا ًصار مجراهُ ...
ودجلة الخير غطى سفحها حزنٌ ...
على الذي رغم ظرفِ البعد حياهُ ...
(جواهريٌ)٣ الهوى يفدي العراقَ دمي ...
لكن حالُ العراق اليومَ اضناهُ ...
عاث الفسادُ به وإقتات من دمه ...
وقيد الغدرُ يمناهُ ويسراهُ ...
اواهُ لو يستفيقُ اليومَ قادتهُ...
اواهُ لو يرجعُ التاريخ اواهُ...

١-(جيكور) هي قرية عراقية صغيرة جنوب شرق البصرة تابع لقضاء ابو الخصيب والتي ولد فيها السياب وترعرع فيها

٢-(بويب) هو نهر صغير في قرية جيكور كان السياب يكثر من ذكره في قصائده

٣- إشارة إلى الشاعر العراقي الكبير ( محمد مهدي الجواهري) الذي قال مخاطبا نهر دجلة ( حييت سفحك من بعد فحييني ... يا دجلة الخير يا ام البساتيني)

الفلوجة