الجمعة، 14 سبتمبر 2018

امحلت عيني // للمبدع // الشاعر..د. فواز البشير

أمحلت عيني
تبا ًلعينٍ إذا جفّت ولم تَجُدِ
ودمعُها ما روى الإحساسَ في كبدي
...
فَأَمحَلَت فكأنَّ البينَ أرهقَها
ولم يعُد أمرُها مُستمسَكاً بيدي
فما علمتُ أعينُ المرءِ صادقةٌ
إذا تلظَّت بجمرٍ غيرِ متَّقدِ
فيا لعينٍ تبيتُ الليلَ نائمة ً
ولا يؤرِّقُها الإحساسُ بالنكدِ
محبوبُها واقفٌ بالبابِ منتظر ٌ
وتدَّعي أنّها قُدَّت منَ الجَلدِ
فلا ترقُّ ولا تبدي توجُّعَها
ولا تحنُّ ولا تعطف على أحدِ
ولا تساهرُ نجمَ الليل ِفي قلقٍ
ولا يمرُّ خيالُ الإلفِ في الخلد ِ
لو أنَّها علمَت في الحبِّ مسألةً
لأَسهرَت ببكاها أعينَ البلدِ
لكنَّها كذبَت في حبِّها زمناً
فاليومَ أفضحُها قصداً وعن عَمَدِ
عينُ المحبُّ تظلُّ الدهرَ جاحظةً
في من تحبُّ ولو كلَّت من الرمدِ
تبكي لفرقتِهِ في كلِّ ثانيةٍ
وترتجي وصلَهُ في حاضرٍ وغد ِ
أوَّاهُ إن بصُرَت يوماً بطلعَتِهِ
لقبَّلَت أرضَهُ ألفا ً من العدد ِ
ياعينُ لا تقفِي كالصخرِ جامدةً
وابكي على من هواهُ دائمُ المددِ
فإن حظيتِ بهِ يوماً فمكرمةً
منهُ إليكِ فقِرّي بالهنا الأبدي
الحبُّ صيَّرنَا حشداً لعاشقِنا
وقيّدَ الحبُّ عين َالروحِ بالصفدِ
فأصبحَ العاشقُ المسكينُ مُمتحنا ً
بالعين ِوالسمعِ والإحساسِ والرشدِ
د فواز عبدالرحمن البشير
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق