الجمعة، 7 سبتمبر 2018

ورطة // للمبدع // الشاعر..مصطفى كردي

ورطة
مُحِيَت برَسمِ حيائِها الوسَطاءُ
والخدُّ ضاءَ فغابَتِ الأضواءُ
...
وبدا من الثّغرِ النّميرِ نمارقٌ
نامت على أزهارِها الأفناءُ
وأتى لها بالغيثِ غيمُ جلالةٍ
فكأنه من حسنِها الرُّحَضاءُ
فعرفتُ أنّ القلبَ رهنُ إشارةٍ
فتلوّنَت من قلبِها الأشياءُ
وغدا من اللطفِ اللطيفُ كأنه
كأسٌ وهذي الخمرةُ الحمراءُ
فسَكِرتُ من رِمشِ الجمالِ بنظرةٍ
وحكى لها من خمرِها استحياءُ
وتَشَعّلَت أعضاءُ صَبٍّ بالمُنى
من صَبِّها باحت لها الأعضاءُ
فإذا الزّمانُ بلحظةٍ من لحظِها
وقفت على أنحائهِ الأنحاءُ
وظننتُ أني مالكٌ في ملكِها
فأتت إليَّ تزفُّني الأشياءُ
وكتبتُ عقدًا من حروفِ حماقَتي
فالحبُّ يعمي والعماءُ غباءُ
ودخلتُ من فرحي إلى جنّاتِها
فالسّعدُ عرسٌ والنّعيمُ لقاءُ
وهمستُ من خجلٍ لهمسِ سكوتِها
فالصّمتُ منها حرقةٌ وعَناءُ
وتزلزت عند البواحِ حروفُها
وكأنّما قد رَجّتِ الأرجاءُ
خرجَ اللّسانُ بسيفِهِ يَفري الهوى
ويُقَدُّ من حَدِّ اللّسانِ هواءُ
فلطمتُ خدّي حسرةً وندامةً
والدّمعُ سيلٌ بعضهُ الأشلاءُ
ياليتني كنتُ الأصَمَّ وحلوتي
تلك التي قابلتُها الخرساءُ
مصطفى كردي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق