الجمعة، 7 سبتمبر 2018

قراءة // المبدع حميد الشمري // قصة // المبدعة عايدة حيدر

قراءة لقصة المبدعة
عايدة حيدر
ساعة انتظار
.......... حميدشغيدل الشمري
...
ان الادب العربي لم يكن جامدا بل تفاعل مع الحضارات الاخرى من خلال التواصل المعرفي وارى ان الادب العربي هو صاحب الفضل الاول في نمو وتطور الاداب الاخرى لجمال وتطويع كلمات اللغة ولا اعتقد ان اي اديب عالمي وصل برقيه دون ان يقرا من ادبنا شعرا او قصة كونها زاخرة في الصور الجميلة وخيالات تفوق التصور .
وفي مطلع الثلاثينات والاربعينات اخذ الادب ياخذ منحا اخر الا وهو التجديد من خلال ادب المهجر والبعثات الادبية وبدانا نشعر ان هناك ادب متطور فظهر لنا الشعر الحر كماظهرت لنا القصة القصيرة وتبعتها القصة القصيرة جدا...
امامي نموذجا لقصة قصيرة كتبتها الاديبة (عايدة حيدر .)..
للوهلة الاولى تصورت اني امام نص نثري جميل وذلك لترابط الجمل وتشابك الاحداث لم اجد في النص حشوا او استرسالا مملا بل كانت كل جملة عبارة عن حدث يستفز احساس المتلقي وينتقل به الى صورة اخرى مع ربطها بخيط من حرير مع ما قبلهامن الاحداث..
رفع الستار
انها مسرحية من حياتنا تقع يوميا نعيشها بكل فصولها ..البداية الغرض منها ان نستفز ولنجلس صامتين وكاننا نشاهد مسرحية الوجد والمحاورة..وصفت لنا القاصة المشهد المسرحي لتضرب ضربتها الموجعة لكل من يقرا النص..
(مئاتٌ من المتفرجينَ ذُهلوا لصمتي
كأنهم لم يروا من قبلِ إمرأةً
وضعتْها الأقدار قيّدَ الدرّسِ)
لقد شعرت بنفسي انني اتكئ على كرسي واضعا يدي على خدي وقد تسمرت عيناي لم انطق ولو بحرف واحد ..اعجب لتلك الاحداث الرومانسية تتصارع امامي محاورة بين عاشق وعاشقة عاى مسرح الحياة ..
(فشلت في توصيل ذبذبات قلبي)
اي تعبير عن الحب لاتنطلق من اللسان بل من القلب الخافق بالوجل .
ان النص مركب، مرة تجده نص مسرحي واخرى تجده قصة قصيرة
ولكني اجده نص نثري اذيب بقصة قصيرة .. استطيع ان اسميه (قصة نثرية).
استطاعت الكاتبة ان تختزل المسافات والوقت لترسم لنا لوحة رائعة اثبتت من خلاله انها متمرسة في تطويع الكلمات والسيطرة المطلقة على ذهنية المتلقي .لم تهري من يديها الاحداث فهي ممسكة بلجام الصراع القصصي بيد من حديد تهمزه بمهمز القدرة الابداعية .
نص جميل اتركه لك القارئ لتسمتع فيه..
لذا اختصرت
النص
...............
قصة قصيرة
**********
ساعةُ انتظارٍ
اشتعلت الأضواءُ
رُفعَ الستارُ
جلسَ بقُربي
بدأ السكونُ
الجمعُ يلتفتُ إلينا
بدأتُ بعرضِ قُدراتي
همسي في أُذنيهِ دعا المتفرجين للدهّشةِ
فاحت مني رائحة ضياعي
لبرهةٍ وضعتُ يديَّ على وجهي
بكيتُ معَ أنَّ هذا المشّهد ليس
من ضمنِ المشاهدِ المُتفقِ عليها
هطلت دموع سكينتي لأعتليَّ المِنّبَرَ
ما ينقصُني ....الشجاعة التي فلتَ
لجامها مني
مئاتٌ من المتفرجينَ ذُهلوا لصمتي
كأنهم لم يروا من قبلِ إمرأةً
وضعتْها الأقدار قيّدَ الدرّسِ
الحبيبُ غاضبٌ
الفكرةُ.. عندما التقينا ذهبت من ذهني
من نحنُ وما الأمرُ لا أعرفُ
ما أعرفُهُ أنهُ جلسَ بقُربي أردتُ قبلَ
مُبادلتِهِ الحديثَ أن أقولَ له
كم أُحبكْ..
فشلتُ في توصيلِ ذبذبات قلبي .!
في ابسطِ الأمورِ وأجمَلها لم أفّلحْ.!..
١٤-٥-٢٠١٨
عايدة حيدر
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق