الأحد، 24 مارس 2019

ديوان حروف معطرة // الشاعر عبد العزيز بشارات

ديوان
حروف معطرة
الشاعر عبد العزيز بشارات
 
 
---------------------- ماذا أقولُ لَها؟-------------------------
ماذا أقولُ لها ، أم كيفَ أرويها.......تلكَ الحروفُ وقد رقَّت معانيها
هل أنسِجُ الشَّوقَ مِن أَحلامِ قافِيتي .........أم أنثرُ الوردً فَتّاناً لأهديها
هيَ الحبيبةُ لما طلَّ موكبُها ..............تبسَّمَ الثغرُ والأشجانُ أُخفيها
لمَا رَحلتِ سَحبتِ الروحَ مِن بدَني ...فبتُّ كالطَّير مَقصوصاً خوافيها...

بكَت عُيوني على أطلالِ فِرقَتِها..وانسابَ مِن لَوعتي دَمعِي ليُرضيها
كيفَ السبيل لوصلٍ كان يَجمعُنا.........كيف السبيلُ أليها كي أناجيها
يا من سَكنتِ عروقَ القلبِ مِن جَسَدي.وحبةُ العينِ في الأنداء تَرويها
ومِن رموشِ عيونٍ حينما اكتَحَلت.طارَت سهامُ الهوى وَاللحظُ يَرميها
عذّبتِ قلبي بهذا البُعدِ مُلهِمَتي ...........أم أنَّ بُعدَك عنِّي كان تمويها
هل شاطئُ النِّيلِ أبدى الحُكمَ سيدتي ......أم الكنانةُ قد سنَّت مَواضيها
رقَّت حُروفُ الأسى لمَّا هوى كَبِدي.فَصُغتُ في وَصفِها عيناً وتَشبيها
لما لمحتُكِ عن بُعدٍ كتمتُ هوىً .........أثار مِن لَوعَتي للحُزنِ تَنبيهاَ
لَكم تمنَّيتُ نفسي بَعدَ فِرقَتكُم .............شُعاعَ نورٍ تجلّى في روابيها
أو كَوكباَ في سماءِ الليلِ يُرشِدُكُم .....أو دَمعةً تحتَ جُنح الليل تَبكيها
أو كالطّبيبِ أتى ليلاً يُعالجُها ........ فلم أَجِد غيرَ روحي كي أُداويها
يا مَن علوتِ على كلِّ الوَرى أدباً......فصارَ تاجاً من الأخلاق يُنديها
سلامُ ربّي لها حُبّاً وتكرُمةً ............وأسألُ اللهَ ربَّ الـعرشِ يَحميها

----------------------------------------------------------------
----------------- شموخٌ وعزّة --------------------
بلادي حينَ يَغمُرها الوفاءُ ........يفوحُ العِطرُ منها والإباء
بلادي دُرَّةُ الدُّنيا أضاءَت ....... ..ومِن خيراتِها عَمَّ الرَّخاء
وكَم أفنيتُ عُمري في هواها......وكَم غنَّيتُ ما عَذُبَ الغِناء
تُناديني فأخشَعُ حين تَبكي ..........فتـختَلِطُ المشاعرُ والبُكاء...

فأُسرِعُ نحوَها وأشدُّ عزمي... ...لِتَرويـها على الظَّمأ الدِّماء
لها أسرى بعبدِ الله ليلاً ........... إلهُ الـعرشِ وانفَتَحَ السماء
وفي مِحرابِها صلى إماماً ............ وَعِندَ الأنبياء لَه الولاءُ
وقبلتُنا ومسجدُنا قديماً ............. لها نَهفو إذا انعدمَ الرَّجاء
طهارتُها سَمت فوقَ الرّوابي ....... وفي أكنافِها نفذَ القضاء
سنبقى شامخين على رُباها .........أُسوداً ليس يُرهِبُنا الهُذاء
ونحتمِل الصِّعابَ إذا ابتُلينا ............. فعـزتُنا وميتتُنا سواء
ولا نخشى السُّجونَ إذا سُجنّا ........فإنَّ السَّجن والقيدَ ابتلاء
تُنادينا البيارقُ خافقاتٍ..................لها في كلِّ زاويةٍ أداءُ
عَلت فوقَ المآذن في شُموخٍ ..... تُرفرِفُ إذ يُغازلُها الفَضاء
و للأبطالِ نَعزِف كلَّ لَحنٍ.......... وللشهداءِ من دمِنا الفداءُ
وتِلكَ الدارُ صرحٌ سوفَ يبقى ..(ويبقى العودُ ما بقيَ اللحاء)
وتبقى التينةُ الخَضراءُ رَمزاً ........ وللزيتونِ والنَّخلِ الوفاءُ
سيندحِرُ العدوُّ ولوْ تَمادى ...........ويُرفَع فوقَ أقصانا اللواء
وننعمُ بالسِّلام كما وعُدنا ...........ويومَ النّصرِينكشفُ البَلاء
-------------------------------------------------------
--------- مجاراة لأبيات الشافعي في الفضيلة ---------
-------------------------------------------------------
رجالٌ من بلاد القدس جاؤوا ...وشيمتهم من الدينِ الوفاءُ
أراهم قد تعالوا في صفاتٍ ........بها الأخلاق تثمرُ والثناءُ
فهذا الشافعيُّ لهم أميرٌ .............بنهج الدين أفكارٌ تضاءُ...

بناةُ المجد قد صالوا وجالوا ......ترافقهم بمجدهمُ النساءُ
هي الدُّنيا تقول ولا تبالي ........ألا يا ساكني عمَّ البلاءُ
فعش في جوّها إن شئت حراً ......وغايتك الترفُّعُ والإباءُ .
وإن شئت الضلال فذاك فيها ......تغلِّفه السخافةُ والغباءُ
طريقٌ للهداية مستنيرٌ ..........:ونورُ الفجر يرفدهُ السناءُ
وآخرُ مظلِمٌ كالليل يبدو .........لهُ في كلِّ جارحةٍ شقاءُ
هداك الله للنجدين حتّى ......يكون لحكمة القدر انقضاء
(فلا تجزع لحادثة الليالي ).......فإن العمر ليس له بقاءُ
يقولُ الشافعيُّ وقد علمنا ....(دع الأيامَ تفعلُ ما تشاءُ)
ويرسم في معالمنا طريقاً ...به العلماءُ نحو الحقِّ جاؤوا
أمامٌ شاعرٌ بالحقّ يشدو .......كتابُ الأمّ منهجهُ الضياءُ
دليلُ الحقّ للتعليمِ صرحٌ ....ونهج الفقه ليس به انحناءُ
فلسطينُ الحبيبة كيف أشدو ...وقد مكروا وزاد لنا العداءُ
وجافانا العدوُّ بكلِّ حقدٍ ...........وأصحابٌ لنا خانوا وساؤوا
أصابَ الوهنُ منّأ كلَّ حيٍّ...........ونادّينا فلم يصلِ النِّداءُ
(لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيّاً).... ومن تدعو أصابهم الفناءُ
تشتِّتُنا الأعادي والمنايا ......وفي الأرجاءِ قد هُدمَ البناءُ
شهيدٌ قد بدا يتلو شهيداً .......وقد غطَّت مرابعنا الدّماءُ
وقد رخصت دماءٌ غالياتٌ ......يغسّلها عن التُّرب الشتاءُ
ويكتبها من التاريخِ سفرٌ ...........بلون الدمّ أثقلَهُ العناءُ
ونحن حماةُ أقصانا ثبتنا ............وغايتنا التحرُّرُ والبقاءُ

-------------------------------------------------------
شـبـح فــي ضـبـاب الـشّـوق -----------------
****************************
تُسائِلني الهَوى والرّأْسُ شابا ............وتُسمِعُني الملامةَ والعِتابا
وتـنتظرُ الـلقاءَ بِـكلِّ شـوقٍ .............ودمـعُ الـعين بالأجْفانِ ذابا
لـقد وهَنَت شِغافُ القَلبِ لمّا ...............أتاها من مُحيّاكم جوابا...

وسـهمُ الـلَّحظِ لـمّا طارَ يوماً ..........لنبضِ القلب في وَلَهٍ أصابا
وخُـضتُم فـي رحاب القُربِ حيناً.........وحيناً بُعدُكم أرخَى حجابا
أغـارُ عـلى نَـسيم الفجر لمّا ..............دنا قربَ الديار ودقَّ بابا
ومِـن ضَـوْء الـصباح إذا تَـجَلّى ........ومـن شَبَحٍ أناخ لها الرِّكابا
بـماءِ الـحَوضِ تَـغمِسُ أَخمَصيْها ...........فيأبى عن مفاتنها غيابا
وذاك الـوردُ لـوّنَ وجـنَتَيها ................وقدّم من لَماهُ لها شرابا
وألبَسَها بجيد الحُسن عِقداً ...............كلِفتُ به فأفقَدَني الصَّوابا
فَـرُحتُ أُسـائِل الاطـيارَ عـنها ..........ونجمُ الليلِ يلتحِفُ السَّحابا
كـتبتُ لـها الـحروفَ فـزِدتُ وجـداً.أُناجي الأرضَ أوأَصِـفُ التُّرابا
وأَرسـمُ بَـينَ أبـياتي بـياناً ..............يُـزَخرفُ نـاصِعاً ذاك الكتابا
يـتيهُ بـها الـبديعُ بـكلِّ لونٍ ...............ويلمَعُ من مفاتنها اجتذاباً
أرى بُـعدَ الـمحبِّ كـمثل قُـربٍ..كلا الـحالين يـضطرب اضـطرابا
فـهذا الـبعد يُشعِل نار وجدٍ ............وهذا القربُ يوشكُ أن يُعابا
فـكُن وسَـطاً وَلا تـفرَح لِـقُربٍ ..... ولا تَـجزَع إذا الـمَحبوبُ غابا
إذا هَـبّت ريـاحُ الشَّوقِ مِنِّي ....... أرى الاشياءَ من حولي ضباباً
أرى الأشـجارَ مـورقةً فـتبدو ...........لـعينِي بـعد روعتها سرابا
وألـمَحُ طـيفَها فـيزيدُ شـوقي ..........وأقـرَأ نـثرها فـأرى العُجابا
--------------------------------------------------------
الى أعز وأغلى من أحببت
يا أٌم يا أحلى كلام قُلتُه .... ....... ساءلتُ ربّي في العلا ألقاها
تحت الثّرى بين التّراب فقدتُها ............لكنّها والله أعظمُ جاها
إنّي أحبُّك والشهيدُ إلهنا ............وسكبت دمعي بكرةً وعشاها
أدعو الإله لها بيوم لقائه ................غفرانَه والحقُّ لا ينساها ...

إنّي أرى الأزهار ترفل ها هنا ........فلمَن أقدّم زهرةً أرعاها
جرت الدموعُ فعانقت حدقاتِها ..........لولا الحياءُ بدمعها أتَباهى
(أجميلتي) والوشمُ يرسُمُ صورةً .......فوق الجبين مخلّداً ذكراها
وجلستُ قربَ ضريحها متذلّلاً .....أتلو من الأذكار بعض هداها
يا رب! فاغفر ذنبَها إن أذنبت ...واجعل صلاح الدينِ في تقواها
وارحم الهي كلَّ أٌمٍّ مثلَها ............أنت العظيم وأنت من زكّاها

--------------------------------------------------------------
------------------ متاهات في بيداء الألم ------------------------
****************************************************
أروعَة أحلامي ورَسْمُ بناني .............مزجت حروفي عندها ببياني
ورحت أخطُّ الحرف والشعرَ من دمي ...أنادمُ من في الشِّعرِ يَرتَجلان...
لنا من بديعِ القول كلّ روائعٍ ..................أنرنا مناراتٍ بها ومباني
أجوعُ لتحيا في البوادي قصائدي ...............وقلبي إليها دائمُ الخفقان
وأحلمُ في ملقى الأحبَّةِ عندها ..........ولو في وهادِ البؤسِ باتَ مكاني
فما راعني إلّا المنابتُ أقفَرَت ..............وغارت مياهُ النبع بعد تدانِ
وغادرَ أصحابي وناخت رَكائبي.....وأَجفل مِن هولِ المُصابِ حِصاني
وأُفلتَ من رافقتُ حين تَعذّرَت ...........عليّ دروبُ اليُسر قبلَ أواني
فَرُحت أحثُّ الخَطو نحو ديارِهم ...........وظِلّي رفيقي ساعةً وسِناني
أتيتُ بلاداً لا أضيقُ بأهلِها ................لهم تستريحُ النفسُ دون توانٍ
تَفانَوْا على مرِّ العصور بخَيرِهم ...........محاسنِ أخلاقٍ وحسنِ مَعان
يتيهونَ بين النّاس في العِلم والتّقى .......... وظلُّ الهُدى والنّور يلتَقيان
نقلتُ لهم همّي وأسرارُ رِحلتي ....وما ضاع من عُمري وجورِ زماني
فما راق لي إلا قبولَ ضِيافَتي ..................كأني صديقٌ بينهم متفان
نراقبُ أفياءَ الزمان بريبةٍ .................ونخطِفُ من سرّ الحياة ثواني
وننعُم حيناً بالمسرّات حولَنا ............ولو أنّها سِحرٌ و محضُ أمان
وحيناً نُداري مِسحةَ الحزن خلسةً .....ونعزِفُ من نبض الهمومِ أغاني
تُحاوِرُنا الأطيار في الجوّ تَعتلي .........نراها وصوتُ الرّيحِ يستَبِقان
وتبكي الثُّريّا في دُجى الليل تارةً.......... .وطوراً تُباهي البدر باللمعان
وتشتاقُني تلكَ الكواكبُ في الدّجى.......فيهتزُّ من روحي هوىً وكياني
تساءلتُ في نفسي وأخفيتُ لوعتي ...........وكل عزيزٍ لا محالة فان
فأين يَسيرُ الخلقُ تبّاً لحالِهم ..............وقد شطّ حالُ الناس بالدوران
يَدورونَ لا يدرون أينَ مصيرَهُم ........كما دارت الصحراءُ بعدَ توان
وحوشُ الفلا كادت تُفرّقُ جَمعَهم ...........وإحساسُهم بالتّيه دونَ أمان
يقودهمو نحو السَّرابِ غُرابُهم ................وتفتُك فيهم ظُلمةُ الحدَثانِ
وقد أُفلِتَت منهم زمامُ أعنّةٍ .............. زمام النّوى قد ضاق بعد تدان
متاهاتُ قَومي كم أراها ذميمةً ...........غرابيبُ شؤمٍ صِبغَةَ المُتواني
----------------------------------------------------------------
------------- فلسفةُ الروحِ والأخلاق ----------------
رّوتكَ كما الغيثِ لمّا هطل ..دموعُ الحيارى بِتلكَ المُقل
تُناديكَ والصبحُ لاحَ بَهيّاً ........ونَـجمُ السَّماء حياءً أفل
تُراكَ أخي قد مللتً السكونَ..ونَبـضُ الفؤاد لديك اشتعل
فذا العمر يَجري على رحلنا ..سنفنى وتَبلى علينا الحلل...

سنصبحُ مثلُ التراب رُفاتاً ...ويُضربُ فيما جَنَينا المثل
أخي إنَّ في الكون سرَّالحيــاةِ فهل فيهِ مِن ثغرةٍ أو خلل
وما الكونُ إلا نعيمٌ يزول ....وتـحلو الحياةُ بطول الأمل
هي النفسُ إن شئتَ طاوعتَها ......فبتّ شقياَ قليلَ الحِيل
وإن شئتَ زكّيتَها بالفلاح........وجمّلتها بصـلاحِ العَمل
أخي إن أردت صلاح الوجودِ .....فبادر لدينك دون كلل
ورتل إذا شئتَ قرآنَه ....... لك الأجر والفوزُ فيه اتّصل
وبادرلخير تنل أجرَه ..........ودع ما يُريبُ ففيهِ الخلل
أخي دمت لي بين تلك الجموع .فأنت التقيّ وأنت البطل
وفيكَ الرِّضا حين عمّ البلاء ...وزاد المصابُ لأمرٍ جلل
أرى كلّ خِلّ يصير عدواً ........ولكنْ نَقيُّ الفؤاد اعتدل
تُقارعنا نائباتُ الزمان .............وتُسـلِمُنا يأسَنا والزلل
وتقسو علينا الهمومُ تِباعاً ........وتـتركُنا عًرضةً للكَسَل
وقد فازَ من فرّ نَحوَ الإلهِ ....وأفلـح من للمَخازي اعتزل
لأنتم وعمري كرام الخصال.ومن كان في جَمعِكُم لا يمل
تشرفتُ في حُبِّكُم لحظةً ........فـكان السِّجالُ منارَ الأمل
بصرحٍ أبيٍّ ونورٍ زكيّ .وعـن روعة الشِّعرِ قف لا تسل
 وأختمُ قولي بذكر الحبيب ..... وكلّي خشوعٌ وكلّي وجَل
________________________________
---------------- ذاتُ الوِشاح ---------------------------ذاتْ الوِشاحِ تدلَّلي وتنعّمي........تيهي بموفور السعادة واحلُمي.
مهما ابتعدتِ عن الديار تذكري..أنّ الشراب ونبعَ مائك من دمي.
يا عنفوان الشّعر خطّي أحرفاً.....سيكون لي منها نصيبٌ فاعلمي.
لا تصمتي ، فالشعر أنوار الهدى ..........إني أراه بهيبة المتكلم....

نورٌ من الرحمن يعلو وجهَها.........أو شعلةٌ فاقت شعاعَ الأنجم
البدرُ راقَصَها وحاكى سحرها.......أرخى عليها لوعةً المُستسلم.
وبدت تُلملمُ شَعرها ببراعةً..........ليلٌ يلفّ على بياض المِعصم
وعلى جبينِ الماء يبدو ظلُّها......... فتثير أشجان الحبيبِ المغرم.
عزفت على وتر الحنين بحُرقةٍ..........لحناً يفوق براعَة المترنم.
فسمعتُ أطياراً تردِّد صوتَها......لاذَت بنغمة صوتها كي تحتمي.
دانيتُها خجلاً لأرسم لوحةً ..........قالت بصوتٍ خافتٍ لا ترسم.
أنا لوحةُ الإبداع في ملكوتها........ أنا زهرة تختال فوق البُرعُم.
حوريّةٌ لا تستكينُ لعابرٍ .........فاحمل متاعك حين ترحلُ واسلم.
لما ابتعدتُ نظرتُ خلفي خلسةً.....وكتمتُ آهاً كاد يخرجُ من فمي.
ما لي أرى تلك العيونَ كئيبةً.......بالدمع فاضت والجوى لم يبسم .
وعدٌ عليّ بأن أصون عُهودَها ........والوعدُ دَيْنٌ في حياةِ المُسلِم
.
__________________________
------------------------ تَزورُني.....صاحبتي ------------------
سهرتُ ليليَ لا كُنّا ولا كانوا .........وصَوتُ نائِحتي همُّ وأشجانُ
هذا العذابُ متاهاتٌ نَغُصُّ بها ...مـا كــان يُطفِؤُها صَمتٌ وإذعانُ
تنامُ أعينُ من للنَّاس قَد ظَلموا. وصـاحـبُ الحق موتورٌ و خَسران
الكيدُ يَنهَشُه والظلمُ يقهَرُه .......تُــــردّدُ الآهَ والأتــــــراحَ حيطانُ...

اني لعَمرُك ما دانيتُ زوبعةً ......... ولا تـَمكّنَ مِن جَنبَيَّ شيطان
ولا هَتكتُ سِتاراً عندَ مَؤتَمني .......ولا دَعاني لقولِ الزُّور خوّانُ
أُبادِلُ الخيرَ خَيراً وِفقَ مَقدِرَتي ..... وأمــنعُ الشَّرّ إنْ أذكاهُ أنسانُ
وأكتمُ السرّ والاسرارُ تُرهقني .........وكاتِمُ السِّر مقهورٌ وحَيران
يَضيقُ صَدري بأوهامٍ وأخيلةٍ ...وتمتَطي الرأسَ عند النوم أَحزان
ويُثقِلُ الهمَّ ما لاقيتُ من ألَمٍ ...........ويُسعِد القــلبَ أَذكارٌ وقُران
تزورُني بعدَ جَوف الليل صاحبتي...... كأنّـها وسَـوادُ الليلِ صنوان

-------------------------------------------------------------- يوم الأم ------------------------
الله في تنزيله حيّاها .................وبسُنَّة الهَديِ الكريمِ رواها
في سورة الإسراءِ خُصَّ بيانُها..... وبسورة الإحقافِ مِن ذِكراها
أوصى بها الرّحمن في تنزيلِهِ ......ومن الحفاوة والهدى أعطاها
هي أُمُّنا ،هي أُختُنا هي زوجةٌ ........هي خالةٌ ،هي عمَّةٌ زَكّاها ...

هي منيةٌ للروحِ حين تبسَّمَت........بعضُ الجمالُ بثغرها يغشاها
وإذا رأتكَ بمِحْنَةٍ فتألّمَت ............فاض الحنانُ لِما رأتْ عيناها
تُخفي المرارةَ والعذابَ بجوفِها .........حتى تَراها والوقارُ علاها
تعِبتْ وكلَّت والشقاءُ حليفُها .وترى الغُموضَ وما احتوى سيماها
وإذا سألتَ عن الطبيبِ وجَدتَها .....وإذا سألتَ عن الحبيب تراها
(الأم مدسةٌ إذا أعددتها)..............أعددتَ جيلاً في العلومِ تباها
الأم سرٌّ لستَ تعرفُ كُنهَهُ.................وبلاغةُ لا ينتهي معناها
داسَت على الأشواك غيرَ كليلةٍ .........وتشقَّقَت مما جَنيِها يُمناها
حمَلَتكَ طفلاً ناشئاً ومُدلَّلاً.................ورَوَتكَ من ألبانِها ثدياها
واليومَ حين بلَغتَ رُشدَكَ نا ضجاً....ألقت إليكَ مع الدُّعاءِ رِضاها
فاكسِب رِضاها كي تفوزَ بجنَّةٍ ......فبطاعةِ الرحمن تكسَب جاها
تلكَ الجنانُ تداسُ في أقدامِها...............فالزَمْ كتاباً خطَّهُ مولاها
واحفظ بيومِ الأُمِّ بعضَ وَفانِها ..........إيّاكَ إن طالَ المدى تنساها
وادعُ الإله بأن يُسامحَ ذَنبَها ..........واخفِض جناحَك حينما تَلقاها
واكسَب صلاةَ المصطفى وسلامَهُ........ فصلاتُه ربُّ السّما زَكّاها

---------------------------------------------------------------
----------------------------
------------------- الضاد تجمعنا --------------------------
الضاد تبكي ومن فينا يواسيها .........والعينُ تبكي دماءً مِن مآقيها
يا من نطقتم لسانَ الضاد من زمنٍ ..الضادُ تنزفُ مَن مِنكُم يداويها...

كادَ الأعادي لها والأهل تتبعهم .......بالمال رفداً وإغراءً و تشويها
خطوا مناهجنا مكراً ومظلمةً ..............أئمةُ الكفر إذلالاً وتمويها
عدى عليها زمانُ النتّ في لغةٍ........تُميِّعُ الجيلَ لا تخفي مَساعيها
بأحرفٍ كُتبت بالضاد تحسبُها .......وقد بدت لحروف الكفر تشبيها
يظن أن حروف الكفر تعجبُه ..........والضادُ زينتَه لو كان يحييها
والخطّ أصبح لو تدري مصائبَه ......مثل الدجاجة ممعوطٌ خوافيها
أما القواعد فالمفعولُ يرفعُه ..........ويرفع الحال والهمزاتِ يَنفيها
يا من نطقتم لسان الضاد فانتبهوا. ..الضاد دينٌ وعهدٌ فامسكوا فيها
الضاد سنَّتُنا والدين منهجُنا ...........وهي الحياةُ لنا دوماً سنُحييها
أين المعلمُ والأستاذُ قدوتنا .....في قاعة الدرس كي يُحيي مواضيها
أين الفقيهُ الذي بالفقه يرشدُنا ...........ولجنةُ البحث قانونٌ لتَحميها
ما للعروبةِ قد أمست مُشتتةً ...........تسابق الغرب قد شُلَّت أياديها
وإن قرأتَ حروفاً خطّها قلمٌ ........بصفحة الفيس لا تُجدي معانيها
أخطاؤُها جَمَعت نحواً وتهجئةً ..........تكاد في جملةٍ ثكلى تغطيها
وشاعرٌ كتبَ الأبياتَ يحسبُها .........شعرأً وليس لها للشعر تشبيها
يحطِّمُ الوزن والمعنى يجانِبهُ...........يهتز من نشوةٍ زادَتْهُ تشويها
هيا استفيقوا حُماة الضادِ من حُلُمٍ.........يكادُ في سَلَّة التاريخ يُلقيها
يا من نطقتم لسانَ الغَرب بينَكُمُ...........الضادُ تطلبكم هيا أجيبوها
الضاد تجمعُنا والدينُ رايتُنا ..............والله غايتنُا والذكرُ حاميها
وفي الكتاب تجلّت في مفاتنها ...........وفي البلاغة إفصاحٌ يُحلِّيها
الحسنُ شيمتُها والعمق سيدُها ..........وللمعاني رديفٌ من خوافيها

-------------------------------------------------------------
--------------------- عامٌ يمرّ وعامٌ يأتي -----------------------
بالخير والشرّ هذا العامُ قد ذهبا .............لا تستفيدُ عيونٌ دمعُها سُكِبا
يا من ندمتَ على ماضٍ لهوتَ به......... وجِئتَ ترفُل في الآثام مُنتحِبا
مافات مَرّ فلا تَحفَل بهِ أبداً ...............وجدّد العهدَ في الآتي إذا وَجَبا
واجعَل حياتَك في الأفراحِ عامرةً ....فالـعمرُ يمضي سريعاً مثلَما اقتربا ...

********************************************************
ما أنتَ إلّا سحابٌ مرّ في عجلٍ ........ الرّيحُ تذروهُ أو تمضي بِه حُقُباً
ما أنت إلّا شعاعُ الشمسِ تُرسِلُها .أو حوتُ موسى جرى في بحرِه سربا
أو كالسّرابِ تراءى عِندَ مورِدِه ..............للظامئين فلمّا أن دّنَوا هربا
********************************************************
لا تُذهِبِ النَّفسَ آهاتٍ تردّدُها ...........فكَم صحيحٍ لنوباتِ الأسى شَربا
وكَم عليلٍ يعيشُ الدّهرَ في دَعَةٍ ........ قد أوكلَ الأمر للأقدارِ واحتَسَبا
فَعش حياتَك جسراً كي تمرّ به .........على الصّراط اذا ما يومَها نُصِبا
*******************************************************
عامٌ يمرُّ كما مرّت سوابِقُه.............. والموتُ يأتي ولا نَدري لهُ سَببا
وللمَنايا نهاياتٌ محدّدةٌ ...............إذا انتَهى العُمرُ جاءت تسبقُ الشُّهُبا
فاعمَل لأُخراكَ واذكُر هولَ مَوقفِها ......والنارُ تعصِف لمّا سعّرت لَهبا
واذكر موازينَ قسطٍ حينما نُصبت .........أعمالُنا يومَها قد وُزِّعَت كُتُبا
******************************************************
العمرُ يومانِ والأعمالُ بينَهُما ..................إمّا إليكَ وإمّا ضِدّكَ انقَلَبا
فاكسَب رضا الله واطمَع في محَبَّتِه... .تَعِش عَزيزاً وَتكسَب بالرِّضا أَدبا

=====================================
ولا نرضى الدنيَّة إن ظُلمنا )
تُحاورُكَ المروءةُ و النقاءُ ....فكن كالسَّيف يصقلُه المَضاء
ولا تبك الدنايا فهي ذلٌّ.................فما لِحلاوة الدنيا بقاءُ
وكن للصالحينَ إمامَ نُصحٍ .......ورافق فتيةً بالحقِّ جاؤوا
وبلِّغ دعوةَ الإسلام جهراً..........ولا تخجل بها فهي النَّقاءُ...

أخي في الدين والإسلام قُمنا .......لشرع الله غايتُنا الرجاءُ
لِنحمي عِرضَنا من كلّ عيبٍ...ولا نعطِي الدنيّةَ من أساؤوا
لنا في كل زاويةٍ حضورٌ.............لنا في كلّ مَكرُمةٍ ثناءُ
تعالى ركبُنا عن كلّ ركبٍ ......تَهاوى تحت مَركبِنا الغثاءُ
بعزَّتنا نقود الرَّكبَ طوعاً ............وغايتُنا ومُنيَتُنا الوفاءُ
وأخلاقٌ لنا تسمو وتعلو ..............وأَنوارٌ بشُعلتِنا تضاءٌ
وأرواحٌ سَمت قممَ المعالي.......تُعانقُها السحائبُ والسماءُ
ونرفع مُصحفاً عند التَّصافي...وعند الحرب أسيافٌ مَضاءُ
ولا نرضى الدَّنية إن ظُلِمنا ......ولسنا القومَ يُتعِسُنا الشّقاء
ولسنا كالغُثاء علا مياهً.............يعافُ النّاسُ منّا والسّقاءُ
ونحفظ من حقوق الجار عهداً...وللأضيافِ شيمَتُنا السّخاءُ
ومن عاداتنا حبٌّ وصدقُ ........تساوى العدلُ فينا والوفاءُ
أتانا في مَرابِعنا عدوٌّ.............. تَعاظَمَ حينَما اشتدَّ البلاء
عدى كالكلب ينبح بين قومٍ ........يجمّعهم إذا صدح الغناء
وينهش من دمانا حين صرنا ....ضعافاً يستخفُّ بنا العداءُ
فمزّق شملَنا ببغاثِ طيرٍ...........وفرَّق جَمعَنا جهلٌ وداءُ
على أَرضٍ تَطيب بها المنايا ........وتمتدُّ المحَبَّةُ والإخاءُ

---------------------------------------------------------
 
 
 
 
 
 
 
 
 
--------------------- سحر العيون ------------------
يُذَكرني بنورِ الفجرِ لَحظي ...ويغمُرُني الحنانُ شذىً طريّا
فقلتُ لها وقد لاحت صَباحاً ........أيا بنتَ الأماجدِ فيك هيا
بشوقِ القلب قد أضنيتُ نفسي .وحبٌّ في الحشا أضحى نقِيّا
ونارٌ في فؤادي لا تُوارَى .......وعشقٌ ينبض الآهاتِ حيّا...

 
وقد أخفيتُ ذلك حين لاحَت... شُيوبٌ في المفارقِ و المُحيّا
فلا تنأيْنَ عني حينَ أدنو ..........ولا تقْسينَ فـي الدُّنيا عليّا
أُحبِك طائعاً رغم اصطباري..........وقـد أبدو به كلِفاً حَفِيَّاً
عيونُكِ مِن لواعِجها أثارت ..... دمـوعَ الحُزنِ مازَجَ مقلتيّا
ولحظُكِ ساحرٌ والخدّ وردٌ.....مـن الجلنارِ صرتُ بهِ وصِيّا
وثغرٌ كالحرير بهِ تجَلَّت..........من الآيات ما التَبَسَت عليّا
كَدُميةِ ساحرٍ زادت جَمالاً...........وصَحْفة فِضَّةِ تبدو جليّا
وشَعرٍ مثلَ شلّالٍ تَراخى..........على الأكتاف شيئاً ثم شيّا
وجيدٍ كالغزال يهزُّ طرفاً .............وسهمٍ مارقٍ بَعَثت إليّا
وعطرُ الندّ لمَّا فاح منها ...........يُشَنِّفُ لوعتي ويذوبُ فيّا
أطلّ برأسِهِ فَحماهُ غصنٌ............يقيه الشَّمسَ بَادَرَ ثمَّ حيا
جلسنا نَرمُق الأطيارَ صُبحاً ..........نُــداعِبُها ونَتبعُها سويّا
ونعزفُ من جمال الرّوضِ لحناً ...فكان مُوشّحاً عَذباً شجيّا
ونرسُمُ في دفاترنا وُروداً ..............نُلَوِّنُها و نلحظها مليّا
ولما أن جَنينا الشَّهدَ حلواً .............وكـان مَذاقُهُ عذباً نديّا
سألتُ الوردَ والأطيار عنها.......وعن أوصـافها فبكَت عليّا
أمجنونٌ أصابَكَ بعضُ مسٍّ.............فبتَّ متيماً صَباً شقيّاً
فلم نلمحْ سواكَ مذ التقينا..............لعلّ النومَ أثّر فيك شيا
خجلتُ وعدتُ مَوتوْراً لِنوْمي......فهذا الحُلمُ أظهَرَني غبيّاً
------------------------------------------------------
-------------( تساؤُلاتٌ أمامَ لوحةٍ غامضة )-------------
دَعيني أراكِ ولو في الخيال ..........وأتبعُ ظِلَّكِ فوقَ التِّلال
دَعيني أَهامسُ تلك الجفونَ ...... فَـما زال قُربيَ منكِ مُحال
دَعي مُقلتيّ تتوهُ حيارى ........تَزيـدُ معَ الوجدِ فيك اشتعال
وبتّ أردِّدُ فيكِ القصيدَ ......... ويَمدَحُ شعريَ َتلكَ الخِصال ...
وما قلتُ إلاَّ جميلَ الكلام ............هلِ الشَعرُ الا بيانٌ يقال
أساجِلَ أذكُرُ أوصافَها ......لأُطـلِقَ نبضَ الهوى في السجال
سألتُ المياهَ ورقراقَها .......... سألـتُ المَساربَ بين الجبال
سألتُ الحَصى حين لامَستُه .........أحقّاً أراهُ يُجيبُ السؤال
سألتُ المدينةَ في عيدها ....... وتلك الصَّبابا بها في احتفال
وتلكَ الينابيعَ في صُبحِها ...........تنـاثَرَ مِن مُقلتيها الزُّلال
لماذا تَزيدُ فتاتي جمالاً ..... وتصبح مثل الرُّؤى في الخيال
إذا ما مَررتُ بأحلامِها ......... وكنتُ لها لوحةً في الظلال
لماذا دموعُ الحيارى توارَت ... ولم تنحني رغم هول النبال
لماذا تباكت جموعُ الرجال .......ولكن لعمريَ أين الرجال؟
أرى دمعةَ الحُزن سالت مِراراً.على هاجرٍ حين عز الوصال
تداعَت مَعَ الحبِّ أهدابُها .........وصوتٌ ينادي بها ما يزال
هو الحب يَعزِفُ ألحانَه .......... مع البُعدِ حين تُشدُّ الرحال
مع الريحِ يَبعَثُ عذبَ النشيد ..........يُرَدِّدُه طائرٌ في اختيال
كَتمتُ الحديثَ لأني أبَيْتُ ....... بِأن لا أخوضَ بهذا المَجال
وهذا لعمريَ قهرٌ وظلمٌ ........... أشدّ على النّفس ممّا تَخال
وودعتُها حين دانيتُها .......... وأمسَكتُ من راحتَيْها الشِّمال
فقالت تريَّث ولا تبتَعِد .........ونادَت بصوتٍ شَجِيّ (تعال )
فديتُكَ ما عشتُ يا مُلهِمي ........ جميلَ السَّجايا كريمَ الفِعال
أُحَيِّيك ما لمَعَتْ نَجمةُ .......... وأشرَقَتِ الشمسُ بَعدَ الزوال

===================================
------------------- حكايةٌ على العالَم الأزرق ---------------عقلي وفكري في الهوى مُحتارُ ........والقلـبُ أيّاً مِنهُما يختارُ
ما عانَقَت شِعري بوادرُ خِفَّةٍ .......أو لامَسَت سَمعي لَها أخبارُ
في دوحةٍ أبَتِ الحُروفُ عَبيرَها ....عَزَفَت لَها عندَ النَّوى أوتارُ
تلك العواصفُ ما خَبت أرياحُها .....حَكَمَت قُبيلَ هُبوبِها الأقدارُ...

إن تظلِميني فالحياةُ حِكايَتي ...........أو تُنصِفيني فالمكانُ دِثارُ
أو تقتُلي صبري فَصبريَ ثابتٌ ....والصَّبرُ عِندي حِكمةٌ ووقارُ
أو تَمنَعي عني الزهورَ وعِطرَها ........فكأنُّه عنـد الشَّقاءِ غُبارُ
والياسمينُ بُنيَّتي لم يُبق لي ................إلّا جِـداراً مائِلاً ينهار
إن شِئتِ يا حوريتي أن تَرحَلي ......... فلْتعلَمي أنّ الحياةَ بَوارُ
هيا استَفيقي من سُباتٍ حالمٍ .............. الناس أقنِعةٌ لهُ وستارُ
إنّي أحَبكِ والشهيدُ الهُنا .............. الفيسُ نيرانٌ عَلت وشرارُ
إنّي أُحاذِرُ أن تَطالَك شوكةٌ .............أو أن ينالَ عَفافَكِ الغدّار
لَمّا رأَيتُك في الصروحِ كئيبَةً .....ضاقَت بِيَ الألحانُ والأشعارُ
ما أنتِ إلّا وردةٌ نبَتَت على ...........غُصنٍ طريٍّ فوقَه منشارُ
عَجباً أُنادي كلَّ حرٍّ صادقٍ ........ أو كلَّ ذي شرفٍ عليه يغارُ
تلك البناتُ وقد علمتَ أمانةٌ ........... ولهنّ عندَك مِنعَةٌ وجِوار
لا تخذُلَن وقَد وُهِبتَ أَمانةً ............ تُلقيكَ مِثلَ غُثائِها ألأنهـار
واحفظ رعاك اللهُ كلَّ عفيفَةٍ ......... مِثلَ الملاكِ تـحفُّها الأنوارُ
ما عاد هَمِّي أن أنالَ شهادة ً..أو أن أسيرَ على هوى من سـاروا
لكنّ إدراكَ الفَضائلِ شِرعَتي.......وعلى الفضيلَةِ والجَمالِ أَغارُ

**************************************************
 
في رثاء الشاعر المرحوم (محمد العصافرة رحمه الله )
***********************************************
قصدت موطنَكم والدمعُ ينهَمل ...لأكتبَ الشعرَ فيمن بيننا ارتَحلوا
من بيت كاحلَ لمّا مسّها ألمٌ........ ...حَتى تعثّر في أرجائها رجلُ...

نَظمَ القريض أتاه اللهُ عن شرَفٍ ........فصاغَهُ تحفةً ما شابَها خللُ
في حنكةِ الشيخ ما مالت منارَتُه ...... ولا ترنّح في عليائها الكَسلُ
ليثاً أراهُ مَهيباً حينما صدَحَت ........ منابرُ الشِّعر لما راحَ يرتَجل
ما خانَهُ الشعرُ أو كلَّت أنامِلُه ..... عند المحافلِ أو أَودَت به السبل
لكنّه القدرُ المحتومُ عاجَلَهُ .......... .. .. فمَا تأخّرَ لما جاءَهُ الأجل
مواكبُ الشِّعر ما زالت مُواسيةً... ومِن دموعِ بحور الشعر تَكتحل
لمّا عَرفنا حديثَ الموتِ أذهَلَنا .. واحمرّت العينُ والأهدابُ والمقلُ
وصارَ يُفزعُنا عندَ الأَسى صُورٌ ........كنّا بِرؤيتها من قبلُ نَحتفل
يا موكِب الموت رفقاً في أحبَّتِنا ..إنا نراهُم على الأكتافِ قد حُملوا
تُفرّقُ الحشدَ أشتاتاً وتُبعدُهُم ................ لكنَّنا لقضـاءِ الله نَحتمل
رثيتُهُ ساعةً ما كلّ نَابِضُها ............ ولا تباعَدَ عن دقّاتها الوجّلُ
في شاطئ الروح تَبكي أحرُفي حَزَناً ...وقد نَسجتُ رثاءً وقعهُ جلل
وأسألُ الله جناتٍ ومغفرةً ............. وحُسن خاتمةٍ يَدنو بها العمل
يا رب أَوسع له رَوضاً ومنزلةً... يا من برحمتك الأبرارُ ما خُذِلوا

-----------------------------------------------------------
------------------------- في موكب الوجد.-------------------------
كتبتُ لها في يوم ميلادها شِعرا .........لَعمري بأنّ المادحين لها أدرى
أيا زهرةَ العمر الذي راقه المُنى ...ومِثلي بما فيها ومِن سِحرِها أحرى
أجزتُ لها شِعراً تضاءلِ دونَها .......ومـا ذاك الا الشوقُ حررتُه حِبرا
تباركَ من يومٍ إذا مسّ فَضلُه .... جناها ، أفاضَ الحُبَّ من شَهدها نهرا...

فقلتُ لها تيهي ببَحر مشاعري ...... لتبقى ظلالُ الموجِ تدعو لها شهرا
سلكتُ بها درباً يُواري لواعِجي ........فدانَت حُـشودُ الحاسدين لها تترا
هي الدرَّةُ الهيفاءُ إن هيَ أقبَلت ... وحَبُّ الندى يُضفِي على لَونِها سحرا
وإن أدبَرَت خلتَ الجمالَ مُورّقاً ......... بثوبٍ أعارَ الياسمينُ لَه عِطرا
تألَّقت الأنوارُ منها إذا خَطَت ............ فقلتُ لَها كفِّي شُعاعَكِ يا سمرا
أرى نجمةً في موكب الوَجدِ تحتفي .. تحفُّ بها الأطيارُ من حولِها فجرا
ترفّ إذا هبَّ النسيم كأنّها .......... على شائكِ الأغصانِ تلتمسُ الزَّهرا
فقلتُ سلامَ الله رِفقاً وهيبةً ............... فمالَـت بوجهٍ حينَها خلتًه البدرا
وردّت سلامي والحياءُ يَزينُها ........ بهَمسٍ فكانَ البوحُ من ثَغرها سِرّا
ولاحَت بكفٍّ كالحرير مخضّبٍ ....... مِـنَ الطيب حِناءٌ يَتيه بِه المسرى
وغطَّت عيوناً كم تروقُ لِناظرٍ ....... تظلُّ سماءُ الكون من لونها حيرى
تضمُّ إذا هبَّ النسيمُ ثِيابَها .................. وتجعلُ آياتِ الحياءِ لها سترا

---------------------------------------------------------------------
...........................خيبة أمل......................................
يا منْ على دربِ الجراح تقودُني ......أينَ المفرُّ ومنكَ أنتَ المهربُ.
أدميتَ قلبي والدموعُ غزيرةٌ........وعلا الصُّراخُ وبات حَظِّي يندُبُ
فجلستُ أرتقبُ الرّجاءَ لعلَّني ............القاهُ يوماً حيثُ عزَّ المطلَبُ
وبنيتُ كوخاً أرتجيهِ لمِحنَتي ......................لكنَّه مُتصدّعٌ مُتَقَلِّبُ...

وأنِسْتُ بالجار الكريمِ مُعاتباً................فوجدتُهُ من خيبتي يتعَجَّبُ
ونثرتُ حزني كي أُخففَ مِحنتي .......فسمعتُ أنحائي تدينُ وتشجُبُ
وعدوتُ حيناً كي أزورَ قرابتي ......فوجدت من ناديتُ ظلّي يحجُبُ
ودعوتُ خِلّاني وصُحبَةُ حارتي.............لكنَّهم فرّوا ولم يستوعبوا
قالوا جميعاً أنتَ خلٌّ مُنهكٌ..............ولنا بغيركَ مَن يروقُ ويعذُبُ.
أيقنتُ بالله الأجلّ مكانةً..................فدعوتُ ربي وهو منّي أقرَبُ
إنْ ضقتَ يوماً أوْ وقعتَ بمِحنةٍ............فادعُ الإلهَ وأنتَ منهُ مقرَّبُ

****************************************************
 
 
---------------- أنـــــا مـــــن بـــــلاد الــقــدس ------------------
بـسـم الإلــه وبـالسماء تـعالى ..نَـدعُ الـحروفَ لـترسُمَ الأقـوالا
يـا مـن كَتبتَ الشعرَ في أوصافها ..من حُسنها كادت تكونُ مِثالاً
الله قــد رســَم الـعـيونَ وحُسنَها ..زادت بـها بـين الـجموع دَلالا
ريّـانـةُ الـخـدّين حـينَ تـورّدَت ..ولـَمى الـشِّفاهِ بـروعةٍ قَـد سـالا...

 
وعـلى الـجَبين أرى بـِخِصلة شَـعرِها .ذهباً تباهى روعةً وخِصالا
ومـن الـجَمال تـفيضُ مـن جَـنباتِها ..أنـغامُ وجـدٍ قد كَست أذيالا
فـوقـفتُ أرمـُـقُ مـشـيَها مُـتـعَجِّباً ..تـَطَـأُ الـثَّرى فتُـشابِهُ الـرٍّئبالا
شَمَخَت على الأتراب تَبغي رِفعةً ...وشموخُها زاد الجمالَ جمالا
أنـوارُهـا كـالضَّوء تـلمعُ فـي الـدُّجى..صارت بها بـينَ الـنُّجوم هـلالا
لـمّا رأيـتُ الـحسنَ زاد تـعلقي ...وازداد حُـبي والشجونُ توالى
فـسـألـتُها بالله هـــل إنـسـيـَّةٌ ...أم أنَّ طـيـفَـكَ مــا أراه خـيـالا
أم أنّ وجـهـَك مــن صـفائحِ فـضّةً .. صُـقِلت فـزادت مِـنعةً ونـوالا
ولـقد وقـفتُ إزاءَهـا وسـألتُها ..هـل تـسمحين أُريـد منكِ سؤالاً
قـالـت: تـَفـضّل بـالـسؤال ولا تـُطِل ..كـالظبي هـمّ بـخفّةٍ إجـفالًا
فـسـألتُها مـن أيـن ؟قـالت سـيِّدي ..أنـا مـن بـلادٍ أنـبَتَت أبـطالاً
أنـا مـن بـلاد الـقدس أحـفظُ سُمعتي .فانظُر يدايَ تعانقُ الأغلالا
أنــا ظـَبـيةٌ بـيـن الـظباءِ تـخالُها ....وعـلى الـيهودِ اذا أردتُ نـصالا
إن كـنتَ تـرغبُ في وصالي صادقاً ..هذا أَبي لا يبتغي الأموالا
لــكـنَّ مَـهـري عـِـزةٌ وكـرامـَةٌ ..أبــتِ الـشَّـهامةُ أن تــذلَّ رجــالاً
هـذي الأجـابَة سـيِّدي أعـرفتُها ..ان كـنتَ تـنوي أو تـُريدُ وِصَـالا
---------------------------------------------------------------
 
 
 
 

------------------------ عيون الشوق -------------------عيونُ الشوقِ تنطقُ للحبيب.............مضمخةٌ بألوان الطيوب...
رموشٌ كالسهام غزت فؤادي........يكلِّمُها الصباحَ مع الغروب
نظَرتُ بعينِها فرايتُ ظلّي .. كظلّ الزهر في الروض الخصيب
يعانقُ لونُها الشّهدَ المصفّى ............. مُخاجلةً فيأذنُ بالهروب
تغضّ الطرفَ إن نظرت حياءً .........فتمنَعُهُ البعيدَ مع القريب
تكلمُني العيونُ على حياءٍ ..............بهمسٍ مِن مفاتِنِها عجيب
هلالٌ حلّ حاجِبها رقيقٌ ......... كرمشِ العين في كاس الحليب
ودمعٌ كاللالئ سحّ منها .................كوى قلبي بألسنة اللهيب
هدى أمست تسامرُ أُمسياتي......... بسحر فاق صوت العندليب
فما لسهامها غاصت بروحي...........وجفنُ العين آذَنً بالنحيب
أرى شفتيَّ ترجِف من هواها ...وجسمي بات كالغصن الرطيب
فقلتً لها ألا رفقاً بقلبٍ ............سجينَ الشّرق ماسورَ الجنوب
وهزّي الجذع في رفقٍ ولينٍ ............فإنَّ اللين ارأف بالقلوب
دعوت الله في المحراب سراً ........ يثبّت مهجتي عند الكروب

================================


----------------- في بستان الرمّان --------------------
--------------------------------------------------------
بحور الشعر حين جَرَت بِكّفّي ..... أتيتُ معاتباً يا نفسُ كُفِّي
أشارت لي فتاةٌ مثلَ ريمٍ .... أجبتُ نداءها وغضضتُ طَرفي
هي العفراءُ قد سكنَت فؤادي .......أراها كالخيال تهزُّ طَيفي ...

وعِطر الوَرد خَضَّل مُقلَتَيها ..... وبسمةُ ثغرِها بالشّال تُخفي
مهفهفةٌ كما الملكاتِ تَبدو .............تجر إزارها تيهاً بلطف
ولمَا أن رأيتَ البدرَ ليلاً .. ....أنار الدربَ هِمتُ وزال خوفي
سعدتُ بقربكم يا بدرُ مهلاً .....لأنت اليومَ في البُستان ضيفي
(لها خالٌ على صفحات خدٍّ) .......سما بالخدِّ للأحزان يَشفي
وقد غطّت بشالٍ نصف شَعرٍ ..... ..تُناوِرُ من تَمَعّنها بنصفِ
وحاجبها كسيفٍ مال تيهاً ... يجاري حين يَضربُ ألف سيف
رمت قلبي بألحاظٍ كوتني .........فمالَ السهمُ منغرساً بِعِطفي
فبتّ أقلّب الآهاتِ شَوقا ً .......... ..كأنّ لقاءَها قد زاد نزفي
كأنّ ربيعَها جنّاتُ عدنٍ .........نَمت أزهارُها في عزِّ صيف
وبستانٌ من الرُّمان دوني ........يُطارحُ شِعرها حرفاً بحرف
فقلت لها وقد جلَسَت بِقربي... غريبٌ جائعُ في الأرض منفي
فهل للجائع المسكين زادٌ .......... وفاكهةٌ ولو من أيّ صنف
برمانٍ أتتني طاب لوناً .......... تَبَسَّمَ عن جُمانٍ فاقَ وصفي
يُضيءُ بِهِ اللآلئُ ليلَ حِقٍّ .... قد انتظمت بصفٍّ خلفَ صفٍّ
مسحتُ الطّرف في كفّي ليبدو....بريقَ الدُّرِّ حين رفعتُ كفي
ولمّا أن تناثَر زادَ حُسناً ........... أثارَ جَمالَهُ لَحني و عزفي
فَبِاتَ يُداعِبُ الأشعارَ نايي ....... . يحِّرِّكُ مُهجتي ويرُدُّ إلفي
وعدت وقد تركت القلب خلفي.وقد عصف الهوى واشتدَّ ضعفي
ولُذتُ بمورِد الإبداع أشدو ... عبيرَ الشّوق يُظهِرُ عُمقَ حرفي
وحسنُ الدارِ للأضياف يُلقي........ على هاناتهم أدباً وَيُضفي
سلامٌ للديار و أنت فيها .............. سلامُ الله عند البعد يكفي

------------------------------------------------

ديوان
  الشاعر عبد العزيز بشارات
حروف معطرة
منتدى هاملت للادب العربي المعاصر
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق