الأحد، 24 مارس 2019

معاناة وطن // بقلم المبدع // الشاعر عبد الباري الصوفي

معاناة وطن
من ذا يقَاتل في الارجاء يا وطني
أيَّامنا تشتكِي كم أخوة مَرَدُوا
...
فالقَاتِل المتَباهي يرتقي سُبُلا
نحو المعَالي ولا ذِكرَى لما وَعَدُوا
بل كيف نأتِي صَلاةً في مسَاجدنا
والكلّ يَطلبُنا لِلَّه فاحتشِدُوا
صارُوا فريقين تُدنِيهم مبادئهم
والشَّعبُ من ويلِهم يارَبّ قد طُرِدُوا
يبنُون أوكارَهم في عُمق ساحتنا
والعينُ تنظُرهم خوفا لما عَمَدُوا
ماذا أحَدِّث عن وضعِي أيَا وطنِي
الشّعبُ تحرقه نارٌ بما وقَدُوا
والحربُ تفتِكُ في أحلام أمَّتنا
والفاسِدُون جُيُوبٌ كم لها رَصَدُوا
الليلُ يسجِنُنا في عمق وُحشَته
والخوفُ يجعَلنا ننسَى الذِي وُلِدُوا
حتَّى الرَّبيع بَدا في حَال محنتِنا
يُلقِي بمحنته ضِعفًا لما عقَدُوا
أعوامَنا ترتَجِي منَّا لِندفِنها
كي لا يُسَطَّرُ فيها حُزن من فُقِدُوا
عاثُوا بأرضِكَ كُلّ القُبح ياوطنِي
قد دنَّسُوا طُهركَ المكنُون إذ نفَدُوا
لم يقبلُوا حَكَمًا من صُلب ملَّتنا
دومًا لقتْلِهِمُ بالدِّينِ يعْتَمِدُوا
من أينَ يأتُوا بما تَهوَى أدِلَّتهم
أن يُقتَلُ النَّاسُ عمدًا حين يَحتَشِدُوا
هل يُحكَمُ الشَّعبُ قهرًا في مسَاكنِهم
أم أنَّ دستُورَكمْ يقضِي لتَضطَهدُوا
يا أيُّها الجِيل لا تُلقُوا بأنفُسِكم
نحو المَهَالِك لِلاوطَان فاستنِدُوا
لا يَرتجِي مِنكمُ الأوبَاش في سَفهٍ
حتّى تكونُوا وَقُودًا حين يتَّقِدُوا
كونُوا بُنَاة العُلَى دومًا إذا هَدَمُوا
واستَمسِكُوا بِعُرى الأوطَان واتّحِدُوا
بقلم / عبدالباري الصوفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق