هِـيَ الجُـولانُ // بقلم المبدع // الشاعر عارف عاصي

هِـيَ الجُـولانُ
=======
هِـيَ الـجُـولانُ تَـنْـهـَرُنَـا جَـمِـيـعـاً
وَ تَــصْـرُخُ أَنْ أَفِــيـقُـوا مِـنْ رُقَــادِ

...

فَـلَـيْـسَتْ وَحْـدَهَـا تَحْـيَـا اِنْـتِـهـَابـاً
دِيَــار الـعُــرْبِ نَــهْــبٌ لِـلأَعَـادِي

مَـتَى يَا قَـوْمُ نَـصْـحُـو مِـنْ سُـبَـاتٍ
يَـعَـافُ القَـبْـرُ مَـرْقَـدَ ذي الـفَـسَادِ

وَ تَـصْـفَـعُــنَـا الـلَّـيَـالِــي إِذْ تَرَانَـا
هَــوَانـاً فِــي هَــوَانٍ بِـاضــطِّــرَادِ

مَـضَـتْ خَـمْسُـونَ وَ الجُـوُلانُ أَسْــرٌ
وَ صُـهْـيُــوُنٌ تَـمَـادَتْ فِـي الـعِـنَـادِ

وَ لَـمْ نُـطْـلِقْ عَـلَى الأَوْغَـادِ طَـلْـقـاً
وَ أَمَّـا الـشَّـعْـبَ نَـرْمِـي لِـلْـحَـصَادِ

سَـأَلْـتُ الـقَـلْبَ فَـانْـفـَجـَرَتْ دُمُـوعٌ
بِـلَــوْنِ الـدَّمِّ تَـجْـرِي فِـي الـمِــدَادِ

لِـتَـكْـتُــبَـنَـا عَـلَى الأَحْـدَاثِ صِـفْـراً
وَ تَــنْــثُــرُنَـا عَـلَـىَ طُـوُلِ الـبِــلادِ

لَـنَـا الـمِـلْـيَـارُ وَ الأَصْـفَـارُ تَــأْتِـي
شَـمَـالَ الـعَــدِّ مِـنْ قَـبْــلِ الأَحَــادِ

تِـرَامْـبُ يَـسُـوقُـنَـا سَـوْقـاً رَخِـيِصاً
وَ نَـحْـنِـي الـهَـامَ فِـي ذُلِّ اِقْـتِـيَـادِ

نُـبَــرِّرُ فِـعْــلَــةً شَـانَـتْ وَ خَـانَـتْ
فَــهَــلْ لِــلـذُّلِّ يَــوْمٌ لِــلـنَّــفَــادِ

خِـيَـانَــاتٌ تَــتَـالَــتْ تَـحْـتَــوِيــنَــا
وَ تَـصْـبَـغُـنَـا عَـلَـى لَـوْنِ الـسَّـوَادِ

وَ غَـــزَّةُ عِـــزَّةُ الأَعْــرَابِ فِــيــنَـا
بِــنُــورِ الــدِّيـنِ تَـحْـيَـا بِـالـجِـهَـادِ

و تُــقْــصَــفُ غَــزَّةٌ فِــي كُــلِّ آَنٍ
وَ مَـا بِـالـعُـرْبِ وَيْـحِـي مِـنْ زِنَــادِ

نُـحَـاصِـرُ عِـزَّهَـا مِـنْ كُــلِّ صَــوْبٍ
صُـمُـوُدُ الـقَـوْمِ يَـفْـضَـحُ كُـلِّ نَـادِي

حَـيَــاةُ الـقَـلْـبِ تَـسْـعَـىَ لاعْـتِـزَازٍ
وَ لا كَــانَــتْ حَـــيَــاةٌ لِـلْـجَــمَــادِ

فَـهَـلْ بِــتْـنَــا مَـعَ الأَحْـيَـاءِ نَـحـْيَـا
وَ مَـأْتَـمُــنَـا يُــنَــادِي بِــالْـحِــدَادِ

حَـيَـاةٌ كَـالْـمَـمَـاتِ فـَلَـيْـسَ فِـيـهـَا
لِــرُوحِ الــعِــزِّ بَــعْــثٌ بِـالْـمُــرَادِ

فَـهَـيَّـا شَـيِّـعُـوا الأَمْـوَاتِ فِــيــنَـا
فَـلَــمْ نَــرَ ذُلَّـنَــا مِـنْ عَـهْــدِ عَـادِ

وَ أَقْـصَى الحَقِّ يَـرْسُفُ تَـحْـتَ قِـرْدٍ
أَفِـيـقُـوا الـيَـوْمَ قِـبْـلَـتُـنَـا تَـنَـادِي

يُـجَــمِّــعُــنَـا عَـلَى الأَكْـوَانِ دِيــنٌ
وَ صَـوْتُ الـفُـرْقَـةِ الـشَّـوْهِـاءِ حَـادِ

هِـيَ الـجُـوُلانُ مِـلْءُ القَـلْبِ تَـحْـيَـا
فَــلا نَــامَــتْ عُــيُــونٌ لِــﻷَعَــادِي
أيَــا جُــولانُ بِـــالأَحْـــرَارِ دُومِــي
وَ دُوسِـي الـذُّلَّ فِي سُـوُدِ النَّـوادِي