الأحد، 24 مارس 2019

النُّورُ أَجَّجَ أَحْشائِي فَلَا السَّفَرُ // بقلم المبدع // الشاعر جلال بن روينة

النُّورُ أَجَّجَ أَحْشائِي فَلَا السَّفَرُ
أَخْفَى حَقيقَةَ أَسْقامِي وَ لَا السَّهَرُ
سَافرْتُ في لُجَجِ الأهْوَاءِ قَاطِبَةً
حَتَّى تَبَيَّنَ خَيْطُ الحَقِّ وَ الخَبَرُ
...
لَيْتَ الأَنَا سَحَقَتْ تَحْتَ اللَّظَى وَصَبًا
كَيْ لَا تَموتَ مِرَارًا دَاخلِي الصُّوَرُ
كَمْ غَيَّبَ الأَمَدُ الصُّحْبَانَ حِينَ دَنَوْا
مِنِّي وَ قَرَّبَ خُصْمَانًا وَ قَدْ مَكَرُوا
إِنِّي رَأيْتُ زمَانًا كُلّمَا بَهجَتْ
صُبْحًا صُرُوفهُ..يَغْشَى لَيْلَهُ الكَدَرُ
دَهْرٌ طَبَائعُهُ الأعْلى مُخَاتَلَةٌ
قُلْ كَيْفَ يَهْمدُ حُرٌّ سَادهُ الحَذَرُ
عَانَيْتُ منْهُ..أَنا غِرٌّ..فَأَدَّبَني
حَتَّى امَّحَى بَلَهِي وَ الشَّيْبُ يَسْتَعِرُ
كمْ سِرْتُ في غَسَقِ الظَّلْماءِ مُنْعزِلًا
وَ اللَّيْلُ يَسْترُ سَمْتًا بَثَّهُ القَمَرُ
وَ النَّفْسُ لَوْ مَكَثتْ في الفُلْكِ دائِمَةً
لَانْتاصَ ثَلْبُ غِلَاظ الذِّهْنِ وَ انْدَثَرُوا
إنَّ النُّفوسَ وَ إنْ طابَتْ مَجالِسُها
عِنْدَ التَّحَوّلِ، في أغْوارِها الشَّرَرُ
مِثْل الحُكومَةِ إنْ لانَتْ بَرامِجُها
بَعْد التَّموْقعِ، في أعْمالهَا الضَّرَرُ
أبْكي الفُراقَ وَ ما مِنْ زُمْرةٍ جُمِعَتْ
إلَّا وَ بُعْزِقَ أهْلوهَا وَ لَوْ نَطَرُوا
قُلْ أيْنَ "هِتْلَرُ".."نابُلْيُونُ" قَدْ كَنزَا
مُلْكًا فَهلْ مَكثَا وَ المَوْتُ مُقْتَدِرُ
ضاقَ الفَضاءُ بجيْشٍ عارمٍ لَهُما
حتَّى أَقامَا بِلَحْدٍ غَطَّهُ الحَجَرُ
كَمْ رُمْتُ قَطْعَ يَديْ منْ راحَ يُبْلِغنِي
أنَّ الأحِبَّةَ في لهْوٍ وَ ما ضَجَرُوا
فَالمَوْتُ لَوْ قصفَ الانْسانَ واحِدةٌ
خَيْرٌ مَن المَوْتِ مَرَّات إذا صَبَرُوا
وَ الحتْفُ عَهْدٌ وَ دارُ الهَزْلِ فانِيَةٌ
وَ النَّفْسُ تُأْجَرُ في مَا زَلَّفَ العُمُرُ
وَ المرْءُ يَغْفلُ وَ الآجالُ تَقْتربُ
مَنْ ذَا يُقيلُ شُعوبًا غَمَّها السَّمَرُ
لا يَجْرُؤُ الصَّبُّ أنْ يَطْوي فَضائِلهُ
لكِنْ بِضوْءِهِ حتَّى الحُجْبُ تَسْتَتِرُ
يَا ناجِيًا في الجوَى مِمَّا بُليتُ بهِ
رِسْلًا بِقلْبِ مُحِبٍّ رَقَّهُ القَصِرُ
سكْري وَ دونَ السَّكارَى دائمٌ أبَدًا
وَ الرَّاحُ يا أمَلي بَاقٍ وَ يَخْتَمِرُ
لَوْلَا الحَياءُ لَدَوَّى الهَمْسُ في طَرَبٍ
لَكنْ خَشيتُ إذَا قالُوا صَبَا الذَّكَرُ
جلال بن روينة
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق