الجمعة، 22 مارس 2019

للهِ أمرُكَ مِنْ مُصَلٍّ تُجْرحُ // بقلم المبدع // الشاعر د.عمرو صلاح

حادث نيوزيلاندا الأليم
كتبت هذه الأبيات توثيقا وترحما على هؤلاء الابرار
للهِ أمرُكَ مِنْ مُصَلٍّ تُجْرحُ
في كلِّ أرضٍ للهوانِ وتُذبحُ
...
تغدو إلي ربٍّ رحيمٍ عابدا
وَتَروحُ في طلبِ النجاةِ وتَطمحُ
تدعوه لو يمحو ذنوبا تعتلي
هامَ الرؤوسِ وما خَفاهُ ويَصفحُ
تصفو اذا قدماك صُفَّت للصلا
ةِ وتَرقَينَّ الأرضَ حين تُسبِّحُ
قلبٌ تعلّقَ بالمساجدِ نبضُهُ
لإناءُ برٍّ بالنقاوةِ يَنضحُ
أتُراهُ يُبغَضُ من فؤادٍ زاهدٍ
حقًّا وخُلْقُ الزهدِ دوما يُمدحُ ؟!
تركَ الدُّنا حينَ النداءِ لأهلها
ويبيتُ في ذكرِ الإهِ ويُصبِحُ
مدّ الأيادي بالسلامِ مُصافِحا
أتُراهُ يُقتلُ ذو الصفاءِ الأسمحُ ؟!
مابرَّ قاتلُه سلامةَ صدرهِ
حتى كساهُ الموتَ غلا يَفرحُ
أدعو ألا قُبِّحتَ من مُتعجرِفٍ
أيّان كنت تُذمُّ ذمّا يُنْدَحُ
جئتَ الكريهةَ تنتشي متلثِّما
بثيابِ ماضٍ بائسٍ وتُلوِّحُ
هل تدَّعي أنَّ المسيحَ دعا إلي
هِ خَسئتَ قد دنَّستَ دينا يُصلِحُ
عيسى الى الحُسنَى دَعَا مُتَودَّدا
وعَنِ المحبةِ نهجهُ لا يَبرحُ
ومُحمدٌ أخلاقهُ قرآنهُ
حلمٌ وعفوٌ عادلٌ لا يُقدَحُ
إلّا تَعُدْ أدراجَ حقٍّ يا لئي
مُ فسوف تُكفَأُ في جهنَّمَ تُلفحُ
تلكمْ عدالةُ ربِّنا ميزانُها
نفسٌ بنفسٍ والعوادي أَترحُ
أَحَسبتَ أنَّكَ في الورى بِمَكانةٍ
كلّا فأنت بغيضُهم والأقبحُ
لَعَنتكَ أرواحٌ وأرحامٌ وأنْ
هارٌ وأغصانٌ وطيرٌ يَصدَحُ
لو هدِّمت لله كعبَتُه فذا
ك لديه أهونُ من دماءٍ تُسفحُ
منَّا الشهيدُ قد ارتقى لسعادةٍ
فيها الجنانُ رغيدةٌ وتُروِّحُ
إنَّ الشهيدَ لرزقهِ مُتطلِّعٌ
حيٌّ ونعتُهُ بالرَّدَى لا يَصلُحُ
ليسَ المواتُ لمثلهِ لكنَّما
منْ عاشَ دهرا ثمَّ قبرا يُطرحُ
قد ساءني صمتٌ لكارثةٍ جرتْ
مِنْ عَالَمٍ هُوَ أبكمٌ لا يُفصِحُ
يتذمَّر الأيامَ حين كلابُه
تُدمَى وإني صادقٌ لا أَمزحُ
ومتي تهاوت أنفسٌ فَمِزاجُه
صمتٌ،أَمِنْ داءِ العمى لا يَلمحُ ؟!
أتمايزت روحُ الخلائقِ عنده
كلبٌ له يعلو وإنسٌ يُقبَحُ ؟!
قد قبَّحَ اللهُ الدنايا كلَّها
ولها مصيرٌ بائِدٌ لا يُفلِحُ
ماراعني بهجا سوى امرأةٍ بدت
شُرطيةً لا للظُلامةِ تَسمحُ
لو صُوِّرت عُدَّت بألفٍ من رجا
لِ اليومِ قوتُها وكادت تربحُ
وَصَفت بدمعتِها ذُكاءَ فؤادِها
من حُرقةٍ للجمع ظلَّت تشرحُ
خطبت ألا إنِّي هنا لا تَفزَعُوا
والله يُخزِي الظالمينَ ويفضحُ
للهِ كمْ في خَلقِهِ دُررٌ جَلتْ
فَمَشيئةٌ مَنعَت وأُخرَى تَمنَحُ
 
 !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق