رَأدُ الـــــضُّــــحَــــى // بقلمك المبدع // الشاعر حسين احمد الحسين

......( رَأدُ الـــــضُّــــحَــــى )......

لَـبِـسَتْ مــنَ الـقـرآنِ رَأدَ ضُـحاهَا
فـتـبـسَّمتْ ورداً وفـــاحَ شــذاهَـا

...

سـكنَ الـفراتُ على صباحِ جبينِها
وسـرى بـها الـسَّاجورُ حـينَ رآهـا

أمـي الّـتي رضـعَ الـجَمالُ حليبَها
رشــفَ الـحـنانُ دمـوعَـها فـبكاها

سـمراءُ مـن ألـقِ الـتُّرابِ نَـصيفُها
سُـبـحـانَ مَـــنْ بِـحَـنـانِهِ سَــوَّاهـا

نَـسَجَتْ بِـلأْلاءِ الـدُّمُوعِ مفاصلي
فـغـسـلتُ أوجـاعـي بِـبَـردِ نَـداهـا

أغـفـو وتـصـحو كـالـغمامِ تُـظِلُّني
بِـرُمـوشِـهَـا وخَـمِـيـلِـها وصِـبـاهـا

مُــزَّمٍّــلَاً وردَ الــرَّبـيـعِ بِـحِـضْـنِـهَا
ووســـادَتــي وأسِــرَّتــي كَــفَّـاهـا

فعلى اليدِ اليُسْرى بَنَيتُ مساجداً
أُرجــوحــتـي أهــدابُــهـا كــفَّـاهـا

فـي صـدرِها غاباتُ مَهدِ طفولتي
وبـراحـتـيـها رَاحَــتِــي سُـكـنـاهـا

أنـمـو نـخـيلاً فــي جِـنَانِ جَـنَانِهَا
وطــنـاً تُـلـمـلمُ غـربـتـي رُحـمـاها

وهــززتُ قِـنوانَ الـحنانِ بِـأدمعي
فَـاسَّـاقـطَتْ رُطَـبـاً عَـلـيَّ يَـداهَـا

أُمّـي الّـتي تبكي السَّماءُ إذا بكتْ
أَمِــنَ الـغـمامِ تـكحَّلتْ عـيناها ؟؟

كـم أمـطرتْ فـرحاً بِـثَغرِ بَراعِمِي
فَـنَـبَتُّ أحـلامـاً بِــدَوحِ رُ بـاها ؟؟

أمّـي وتـزدحمُ الـلّغاتُ عـلى فمي
مِــنْ أيِّ قـاموسٍ أصـوغُ هـواها؟

مــن رحـمـةِ الـرّحـمنِ هَـلَّـتْ آيـةً
رَحِــمَـاً يُـفَـتِّـقُ صُـبْـحَـهُ مَــوْلاهَـا

يـاكـعبةَ الـحُـسْنِ الـمُـبِينِ دمـاؤنا
قـد أحـرَمَتْ بالشَّوقِ شطرَ سَنَاها

أمّـــي الـمـنـاديلُ الّــتـي خَـبَّـأتُـها
يـــومَ الـــودَاعِ بِـأدمُـعي مَـأواهـا

أمّـي الـقَنادِيلُ الّـتي رَحَـلَتْ معي
صُـبْحاً تَـنَفَّسَ فـي يَـدَيَّ ضُـحَاها

أمّـي الّتي في البابِ يَصحُو قَلبُها
شــوقـاً لِـتَـلْـثِمَ طَـلَّـتـي شَـفَـتاهَا

غـرَسَتْ على سَهَرِ النُّجومِ عيونَها
نَـشَرتْ عـلى وَجَـعِ الدُّروبِ رِداها

أمّـي الّتي طَبَخَتْ حِجارةَ عُمْرِها
عُــمْـراً لِأَحــيـا روضـــةً بِـرِضـاها

تَـسْتَلُّ مـن أهـدابِها فـرحي الّـذي
حَـمَـلَـتْـهُ وَهْــنَـاً نَــازِفَـاً جَـفْـنَـاهَا

أمّـي الّـتي نَـزَفَتْ بَـرِيقَ جِـراحِها
شـمـساً يُـعـانِقُ ظُـلـمَتِي مَـجراها

عَـصَرَتْ غَماماتِ الضُّلُوعِ سَحائِبَاً
لِـتَـبُـلَّ صَـحـرائـي بِـمُـزنِ سَـمَـاهَا

فَـسَجَدتُ مُـعتَكِفَاً بِـظِلِّ رُمُـوشِهَا
مِـحـرابُ قـلبي إنْ سَـجَا قَـدَمَاهَا
.......

حـسـين أحـمد الـحسين..سورية