الثلاثاء، 21 مايو 2019

نافذة على الشعراء العرب // الشاعر خالد خبازة

نافذة على الشعراء العرب
قيس بن الحدادية
قيس بن منقذ بن عمرو بن عبيد ، من بني سلول بن كعب ، من خزاعة . و الحدادية أمه و هي امرأة من محارب بن خصفة بن قيس ، من قبيلة منهم يقال لهم بنو حداد . ...
شاعر جاهلي . كان شجاعا فاتكا صعلوكا خليعا ، كثير الغارات . خلعته خزاعة في سوق عكاظ ، و أشهدت على نفسها بخلعها اياه ، فنسب الى أمه .
شعره من الطبقة الثانية في عصره ، و كان يهوى امرأة تدعى أم مالك بنت ذؤيب الخزاعي ، و قال فيها شعرا بديع الصنعة .
قتله بعض بني مزينة في غارة لهم سنة 10 قبل الهجرة الموافق 612 ميلادية .
كانت بطون من خزاعة خرجوا الى مصر و الشام لأنهم أجدبوا ، حتى اذا كانوا ببعض الطريق ، رأوا البوارق خلفهم ، و أدركهم من ذكر لهم كثرة الغيث و المطر و غزارته ، فرجع عمرو بن عبد مناة في ناس كثير الى أوطانهم ، و تقدم قبيصة بن ذؤيب ، و معه أم مالك بنت ذؤيب و اسمها نعم .
فقال قيس بن الحدادية هذه القصيدة الطويلة و الرائعة .. من الطويل و القافية من المتدارك :
أجدّكَ ان نعمٌ نأت أنت جازع ... قد اقتربت لـــــو أن ذلك نـــــــــافع
قد اقتربت لو أن في قرب دارها ... نــوالا .. و لكن كل من ضنّ مانع
و قد جاورتنا في شهور كثيرة ... فمـــا نوّلت .. و الله راء و سامــــع
فان تلقينْ نعمى هديتَ فحيّها ... و سل كيف ترعى بالمغيب الودائـــع
و ظني بها حفظٌ لغيبي و رعية ... لما استرعيت و الظن بالغيب واسع
و قلت لها في السر بيني و بينها ... على عجل أيان من سار راجــع
فقالت لقاء بعد حول و حجة ... و شحط النوى الا لذي الهدي قاطــع
و قد يلتقي بعد الشتات أولو النوى ..ويسترجع الحيَّ السحابُ اللوامع
رأيت لها نارا تشب و دونها ... طويل القَـــــرا من رأس ذروة فارع
فقلت لأصحابي اصطلوا النار انها ... قريب .. فقالوا بل مكانك نافع
فما نطفة بالطــــــود أو بضريّةٍ ... بقية سيــــــــــل أحرزتها الوقائع
يطيف بها حران صاد و لا يرى ... اليها سبيـــــــلا غير أن سيطالع
بأطيب من فيها اذا جئت طارقا من الليل و اخضلت عليك المضاجع
و حسبك من نــــــأي ثلاثة أشهر ... و من حزن أن زاد شوقك رابع
بكت من حيث بثُه و أشـــــــاعه ... و لا تتخالــــجْك الأمورُ النوازع
فلا يسمعنْ سري و سرك ثالث ... ألا كل سر جاوز الاثنين شائــــع
و كيف يشيع السر مني و دونه .حجاب و من دون الحجاب الأضالع
وحبٌ لهذا الربع يمضي أمامــه ... قليل القلى .. منه جليــل و رادع
و قد يحمد الله العزاء من الفتى ... و قد يجمع الأمر الشتيت الجوامـع
و ما راعني الا المنادي ألا اظعنوا ... و الا الرواغي غدوة و القعاقع
فجئت كأني مستضيـــف و سائل ... لأخبرها كل الـــذي أنا صانـــع
فقالت تزحزح ما بنـــا كبر حاجة ... اليك .. و لا منا لفقـــــرك راقع
فما زلت تحت السر حتى كأنني من الحر ذو طمرين في البحر كارع
فهزت الي الرأس مــــني تعجبا ... و عُضّض مما قد فعلت الأصابع
بكى من فراق الحي قيس بن منقذ ... و اذراء عيني مثله الدمع شائع
و اني لأنهي النفس عنها تجملا ... و قلبي اليها الدهرّ عطشان جائع
كأن فؤادي بين شقين من عصا ... حذار وقوع البين .. و البين واقع
فقلت لها يا نعم حلي محلنا ... فان الهــــوى يا نعم و العيش جامع
فقالت و عيناها تفيضان عبرة ... بأهليَ بيّنْ لي متى أن،ت راجع
فقلت لها تالله يدري مسافر ... اذا أضمرته الأرض ما الله صانــع
فشدت على فيها اللثامَ و أعرضت و أمعن بالكحل السحيق المدامع
و اني لعهد الود راع و انني .بوصلك ،ما لم يطوني الموت طامع
....
خالد ع . خبازة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق