السبت، 25 مايو 2019

شتان بين مخلط ومعلم // بقلمد فواز عبد الرحمن البشير

شتان بين مخلط ومعلم
ما كلُّ من نظمَ القصيدَ يجيدُهُ
شتّانَ بينَ مُخلِّطٍ ومُعَلَّمِ
...
الشعرُ نبضٌ دافقٌ بسلاسةٍ
يجلوهُ صاحبُ حرفةٍ بترنمِ
كالسلسبيلِ إذا تدفّقَ روعةً
ينسابُ غيرَ مُخالَط ٍ بتبرّمِ
تهفو النفوسُ لبيتِ شعر ٍصادق ٍ
يأتي بغيرِ تكلفٍ وتلعثمِ
روحٌ من الأعلى تبثُّ شعاعهُ
وتنيرُ ليلَ طريقِ نحسٍ مظلمِ
لا تحسبِ الأشعارَ تأتي بغتة ً
لا صيدَ يُرجى دونَ بعضِ تعلمِ
كالنارِ يسري في العروقِ لهيبُها
ولظاهُ يبدو تحتَ جمرٍ مُضرَمِ
وإذا تغنّى بالجمالِ فإنّهُ
يُصلي القلوبَ بحسرةٍ وتألمِ
وإذا تعسّفَ بعضُهُ في أزمة ٍ
أودى بكلِّ خصومةٍ لجهنمِ
عندَ المديحِ يحبُّهُ كلُّ امرئٍ
ذي همةٍ متجاسرٍ ومُقدَّمِ
لكنهُ في الهجوِ يفضحُ خصلةً
خفيَت ويرفعُ سترَ أمرٍ مُقحَمِ
للشعرِ فعلٌ في النفوسِ كأنه ُ
سحرٌ يروحُ بعقلِ صبٍ مُلهمِ
ما صانهُ إلا صدوقٌ طاهرٌ
ومن ارتضاهُ لغايةٍ لم يسلم ِ
ومن اعتدى بالشعرِ خانَ حروفهُ
ومن اهتدى لجمالهِ لم يندمِ
يا شاعرَ الشعراءِ خفف وطأهُ
وارحم عذولكَ في القصائدِ تغنمِ
ودعِ الفضولَ فليسَ يقبلهُ الفتى
إلا ويسقطُ نادما ً في مغرمِ
هذا بياني صغتُهُ عن خبرةٍ
فأعد قراءتهُ إذا لم تفهم ِ
ما كلُّ من نظمَ القصيدَ يجيده ُ
شتّانَ بين مُخلطٍ ومُعلَّمِ
د فواز عبد الرحمن البشير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق