الخميس، 9 مايو 2019

نصائح للشاعر و الناظم //لغتنا الجميلة // للشاعر خالد خبازة

لغتنا الجميلة
نصائح للشاعر و الناظم
في الحشو و الألفاظ الزائدة في الشعر
...
لفت نظري من خلال مطالعاتي لقصائد العديد من شعرائنا في الشبكة العنكبوتية .. أن كثيرا منهم .. مع احترامي للعديد منهم ممن يجيدون نظم القريض و يحكمون سبكه و تكثر لديهم البلاغة في النظم .. الا أن هناك العديد .. و هم كثر .. ممن لا تخلو قصائدهم و اشعارهم من الحشو الزائد الذي لا فائدة منه .. و لا طائل .. و كان بامكان الكثيرين منهم أن يتخلوا عنه و بسهولة ..
لذا .. فانني أدعو شعراءنا الأكارم .. و خاصة منهم من استجد في نظم الشعر و ابتدأ به .ز أن يراعوا فيي أشعارهم عدم التكلف و زيادة الألفاظ و العبارات التي لا لزوم لها في البيت الشعري .
لذلك
رأيت أن أشير لهم الى وجوب الابتعاد قدر الامنكان عن كل ما هو حشو زائد .. ضاربا لهم بأمثلة من التراث العربي ..
الحشو
أن تأتي بألفاظ زائدة لا فائدة فيها .. لو أنك استغنيت عنها .. لم يؤثر على المعنى و لا على النص .
كقول النابغة :
توهمت آيات لها فعرفتها لستة أعوام و ذا العام سابع
و كان الأجود أن يقول .. لسبعة أعوام .. فيستغني عن قوله .. لستة أعوام و عام سابع .
و منه :
نأت سلمى فعاودني ... صداع الرأس و الوصب
فالرأس .. حشو لا فائدة منها .. لأن الصداع لا يكون الا في الرأس .. و لا حاجة للشاعر بهذه اللفظة
و من ذلك أيضا قول الشاعر :
أبغي فتى لم تذر الشمس طالعة ... يوما من الدهر .. الا ضر أو نفعا
فقوله .. طالعة .. حشو و زائدة .. لأن لفظة ذرت و طلعت .. بمعنى واحد .
و منه قول الآخر :
فما برحت تومي اليه بعينها ... تحذره خوف الوشاة .. و تومض
فقوله : و تومض .. زيادة و حشو لا لزوم له .. لأن الايماض يكون بالعين .. و يكتمل المعنى بقوله تومي اليه .. و لا حاجة به الى الايماض .
و أحيانا يقوم الشاعر بتكرار الكلمة الواحدة في البيت الواحد بشكل يؤدي الى فساد البيت .. كقول البعض :
و لست بخابئ لغد طعاما ... حذار غد .. لكل غد طعام
كرر لفظة غد .. فأفسد
و منه للمتنبي :
أسْدٌ فرائسها الأسود يقودها ... أسد تصير له الأسود ثعالبا
و ليس أجمل من تعليق الصاحب بن عباد على البيت : العجب .. كيف خلص من هذه الأجمة ؟!
و كان الأصمعي يستبشع قول الشاعر :
لما النوى ، جد النوى ، قطع النوى ... كذاك النوى قطاعـــة لوصال
يقول الأصمعي : لو أن الله سلط على هذا البيت شاةً ، فأكلت نواه ، و أراحتنا منه .
و منه قول المتنبي أيضا :
عظمت فلما لم تعظم مهابة ... عظمت فكان العظم عظما على العظم
علق الصاحب بن عباد على البيت قائلا : يصلح أن يكون ناووسا في كبار المقابر لما فيه من العظام .
لكم تحياتي القلبية
....
خالد ع . خبازة
اللاذقية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق