الأربعاء، 30 مايو 2018

مثالب المبدع و الابداع عند العرب المعاصرين //للمبدع ...الاديب ..الناقد ///الشاعر د. بومدين جلالي

مثالب المبدع والإبداع عند العرب المعاصرين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
امتلأ الفضاءان الورقي والافتراضي بالكتابات التي تصنّف نفسها ضمن الإبداع الناطق باللسان العربي، فالأجناس الأدبية في عمومها حاضرة بكثافة في كل مطبعة وفي كل حيّز افتراضي، ومَن يطلقون على أنفسهم صفة الكتّاب المبدعين يتفاخرون ويتهاترون في كل منبر إعلامي أو شبه إعلامي بإنجازاتهم الأدبية المختلفة... لكنّ القراءة تكاد أن تكون منعدمة، وقاعات النشاطات الأدبية من الخليج إلى المحيط لا يتجاوز غالبا فيها عدد الحاضرين للنشاط عدد مقاعد الصف الأول، تماما كعدد الذين يسجلون إعجاباتهم بالنص الأدبي المنشور افتراضيا ... كتابات تُعدّ بعشرات الآلاف أو أكثر واهتمامات بها تنزل إلى عشرات الأنفار أو أقل في أمّة يقول عنها الإحصائيون إنها بلغت مئات الملايين وعدد خرّيجي جامعاتها بلغ عشرات الملايين ... صورة كاريكاتورية أو كارثية أو أي شيء من هذا القبيل، لكنها واقعية ولا مبالغة فيها ... وأسباب هذا العزوف أو التنّكر أو الرفض الصريح المباشر أو القطيعة بين الكاتب المنتج والمتلقي القارئ كثيرة وكثيرة جدا، وقد تناول المحللون بعضها في مساحات إعلامية متنوعة بإسهاب كبير أحيانا، والعنصر الذي قوبل بشيء من الصمت ولم يناقشه أحد - فيما أعلم - بوضوح لا غبار عليه هو ما وسمت به العنوان بعد اختيار مؤسس على متابعة طويلة الأمد لكتاباتنا الأدبية المصاحبة لأفول الألفية الثانية وبداية الألفية الثالثة.
في إطار انشغالاتي الجامعية واهتماماتي الأدبية؛ لقد طفت عددا من الأصقاع العربية انطلاقا من المغرب العربي الكبير ومرورا بوادي النيل ثم الشام وانتهاء بشبه جزيرة العرب، وأنا أستقصي وأشاهد وأستمع وأحاور وألاحظ، كما تابعت خلال سنوات عديدة بعض ما تعرضه الفضائيات وما ينشر إلكترونيا في كثير من الصفحات والمجموعات والمواقع والمجلات الأدبية العربية، وقبل هذا وذاك وبالتوازي معهما لقد قرأت عددا معقولا من الكتابات الأدبية العربية عموما والجزائرية خصوصا بوصفي مهتما بالإبداع وأستاذا مدرّسا ومشرفا ومناقشا وباحثا - ومحيطي الواقعي والافتراضي يعرف ذلك غاية المعرفة - ويبقى اهتمامي متواصلا برغم تقدّم سني وضعف بصري وتقلّص طاقتي ...والنتيجة التي وقفت عليها بعد هذا المسار الطويل هي أن السبب الرئيس في انكماش المقروئية في الزمن الأخير هو مثالب المبدعين وإبداعاتهم العربية المعاصرة، والدليل على ذلك هو أن قراء العربية اليوم يذهبون - إذا ما وجدوا من يوجههم - برغبة مثيرة للانتباه إلى كتابات أعلام تراثنا القديم كما يذهبون برغبة مماثلة إلى كتابات أعلام تراثنا الحديث وإلى الأعمال العالمية المترجمة باحترافية تجعل النص المترجَم كأنه عربيّ أصلا لكن تلك الرغبة تنعدم أو تكاد مع أول تجريب على النص الجديد ...
وهذه المثالب أو العيوب الكبيرة أو النقائص الخطيرة تتجلى واضحة أمام البصر والبصيرة من أي زاوية نظرت منها إلى النصّ الإبداعي في الزمن الأخير العاكس لحقيقة مبدعه كأي نص في التاريخ الأدبي الطويل... وهي مثالب كبيرة إلى درجة تدعو إلى إلغاء صفة الإبداع الأدبي عن هذه الكتابات وطرد منتجيها من فئة أهل الأدب العربي ... وهي خطيرة إلى درجة جعلت القارئ العادي باللغة العربية يعاف القراءة ويعلن صراحة بأنه لا يقرأ لأنه لا يجد لمن يقرأ وما يقرأ ... ومن بين ما جعلي أذكر هذا الإشكال القائم من دون أدنى حرج هو أني كلفت طلبتي بالاشتغال حين التطبيق على نصوص معاصرة متنوعة - وفق اختياراتهم لا وفق اختياراتي - وذلك خلال سنوات متتابعة، ومع نهاية كل سداسي كنت أسأل الطلبة عن مستقبل علاقاتهم بالنصوص التي درسوها وبما يضاهيها من نصوص معاصرة فيجيبون بما معناه إن الأدب الراقي يجمع بين الفائدة والمتعة وهذه النصوص لا فائدة فيها ولا متعة بل هي مصدر التحلل القيمي والمجتمعي والحضاري الذي يحيط بنا من كل جانب ومنجزوها مسؤولون عن ذلك، وبالتالي مستقبلها ومستقبلهم عدم ومستقبلنا إذا ما تشبثنا بها وبهم يسير إلى العدم ...
ومن أبرز مثالب كتابنا المتجلية في كتاباتهم العربية المعاصرة التي قمت بتفحصها ما يلي : -
01 - التأسيس على الفراغ والهامشي
لقد بتنا نعلم أن المدرسة العربية في عمومها وبجميع جنسياتها لم يصبح هدفها الأول هو صناعة العلماء والأدباء وكبار الفنيّين الذين يساهمون بمهارة عالية في بناء الفعل الحضاري المتطور وإنما وقفت طموحاتها الراهنة في الاحتفاظ بالشباب داخل المؤسسات التعليمية أكبر مدة ممكنة إضافة إلى توزيع شهادات شبه مغموزة بغية التوظيف العادي، وذلك بحثا عن السلم الاجتماعي واستباقا لأي تمرد على أنظمتها المثيرة للجدل بتصرفاتها اللامسؤولة. وعليه؛ لقد تراجع الأداء المعرفي ومهارات التكوين والبحث بشكل فظيع وحل محلها تثقيف الترقيع والجاهز والهامشي المسطح وما يجري هذا المجرى. وهذا ما يتراءى من غير جهد كبير في إنتاجنا المعرفي العام وفي نصوصنا الإبداعية بصورة خاصة. فعندما يقرأ المتلقي عملا من الأعمال المعنية لا يجد في ثناياه عمقا ثقافيا يستدعي التفكير ولا حسا جماليا يرضي الذوق ولا جديدا قد تحرّر من الرث المستهلك المقزّز ... وهكذا أصبح إبداعنا - الذي لا علاقة له بالإبداع - مهتزّا فنيا، فارغا من حيث الإحالات على معرفة عميقة بقضايا الحياة، هامشيا من حيث الطرح، تماما كحقيقة منتجيه.
02 - ارتباط الإبداع بالبلاطات
من حيث الارتباط بالسياسات العربية الراهنة ينقسم الإبداع العربي إلى ثلاثة أقسام، أولها يوالي السلطة - طمعا ونفاقا غالبا - وهو مؤسس على الصراخ والمدح، وثانيها معارض للسلطة - طمعا ونفاقا غالبا أيضا - وهو مؤسس على الصراخ والقدح، وثالثها لا هذا ولا ذاك وإنما هو هامشي تائه في المسطحات والغرائز، والصمت أمام الأحداث المفصلية هو توصيفه الرئيس... وهذه الأقسام برمتها تلتقي في خدمة البلاطات المغضوب عليها لأنها تقتسم أدوار الداعية الإشهارية لها، وامتصاص الغضب الشعبي عنها، ونشر اللامبالاة بين العامة بما يحدث من انكسارات متعددة في واقع الشعوب العربية ودولها.
03 - البحث عن مرضاة الآخر المختلف
ما إن يظهر المبدع العربي المعاصر قليلا على مستوى الإعلام المطعون في مهنيته ومصداقيته وانتمائه حتى يغدو همه الأساس واهتمامه الأول ليس هو تعميق أدائه الفني والالتحام بشعبه وثقافة انتمائه وإنما هو الهوس بمرضاة الآخر المختلف والمعادي للوجود العربي بصور قديمة وجديدة لتجليات العداء... فأهل مشارق الحيز الجغرافي العربي تستهويهم مرضاة الناطقين بالإنجليزية وأهل مغاربه تستهويهم مرضاة الناطقين بالفرنسية، لضرورة نادراً وبدون ضرورة غالباً، حتى وصل بهم الهوس أحيانا إلى أن مَن تُرجمتْ له بعض الصفحات الرديئة إلى إحدى اللغتين المشار إليهما قد أصبح مبدعا عالميا، وهو قاب قوسين أو أدنى من جائزة نوبل أو ما يضاهيها ... والأكثر مرارة وخطورة من ذلك هو أن بعض هؤلاء الكُتاب ناصب العداء جهارا نهارا للغة العربية إمّا بالدعوة إلى التخلي عنها تماما والكتابة بغيرها من اللغات أو بمزجها بهذه اللهجة الدارجة أو تلك أو باستبدالها بلهجة محلية بدعم واضح من اللوبيات الغربية التي لم تتخلّ أبدا ولو بمقدار ذرة عن نزعاتها الاستعمارية الكولونيالية القديمة بل طورتها بإخراجها من الطابع العسكري وإدخالها في الطابع الثقافي التعليمي انطلاقا من العمل على تهديم اللغة الرئيسة رمز الهُوية ووعاعها الذي لا بديل عنه ولا مستقبل بدونه ...وضمن هذا التوجه الهادف إلى إرضاء الآخر مهما كان الثمن ذهبت جمهرة من كتابنا إلى اعتناق الطرح العلماني المتطرف فتنكروا لكل قيم المجتمعات العربية وأخلاقياتها ودينها كما احتقروا تاريخها الجهادي النضالي الطويل بما فيه من رموز مختلفة واستهجنوا قضاياها المركزية مثل القضية الفلسطينية التي أصبح بعضهم ينظر لمقاومتها الشرعية على أنها إرهاب وينظر إلى جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنها حرب من أجل السلام ويدعو إلى التطبيع مع إسرائيل بصريح العبارة. وبالتوازي مع هذا الموقف المخزي الجريء؛ دخل عدد معتبر من كتابنا في صمت مطلق وكأن ما يحدث في فلسطين وفي غيرها من هذا البلد العربي أو ذاك لا يهمهم، لا من قريب ولا من بعيد ... وترتب على هذا ظهور قطيعة واضحة بين النخب - ومنهم أهل الإبداع - وبين المجتمعات العربية المجروحة في كرامتها والمهددة في وجودها
04 - سيطرة التيمات الثانوية والهامشية
مع الخروج من عصر والدخول في عصر آخر، وللعوامل المذكورة سلفا وغيرها؛ لقد فقد المبدع العربي انتماءه أو كاد أن يفقده فغابت تيماته التحررية والبطولية المعتزة بأمجادها العريقة والمدافعة عن حقها في الوجود المعاصر بحرية مجتمعية كاملة وسيادة لا غبار عليها، وحلّت محلها مَوْضَعة أخرى تتمسرح حول الأنا الشاذ والمستضعف أمام الآخر وتدور حول تمجيد السلوكات المدمرة للخصوصية المحلية ولإنسانية الإنسان معاً والمهددة للوجود الصحي الطبيعي مثل اللواط والسحاق والعهر والمخدرات والاغتراب الناتج عن التنكر للانتماء والتشبّه بالآخر الذي يبقى الآخر في مقابل الأنا مهما مارس هذا الأنا على ذاته وهويته من مسخ وفسخ ونسخ ...من هنا أصبح الأدب على المستوى الشعبي يوصف بقلة الأدب كما أصبحت الثقافة توصف بالسخافة ... والأمر الغريب حقا هو أن التيمات المذكورة أصبحت تتكرر في كل حدب وصوب بمنزع غرائزي عدواني يجعل الذي لا يعرف المجتمعات العربية يعتقد أن مشاكل العرب ستحل حلّا جذريا إذا ما أصبحت نساؤهم عاريات وشبابهم شاذّاً والدياثة ترافق كل رجل منهم ونُبشتْ قبور رموزهم وديست مقدساتهم وأزيلتْ خصوصيتهم وتنكروا لتاريخهم ولبعضهم وجعلوا أعداءهم إخوة أصدقاء لهم وتنازلوا عن ممتلكاتهم وسيادتهم لمرتزقة الغرب الطاغي وعملائهم بينما العكس المطلق هو الصحيح .
05 - رداءة الأداء الفني
ما يميّز النص الأدبي عن غيره من النصوص بأنواعها المختلفة هو أدبيته المؤسسة على جماليات الأداء اللغوي الصحيح وتماهيه مع طبيعة الجنس الذي تمت ضمن إطاره الكتابة الإبداعية، ولا حرج إن استعار جنس ما من جنس آخر بعض شعريته لضرورة فنية من الضرورات... ويبقى تطويع اللغة بجمالية منمازة عالية ومهارة معرفية راقية هو جوهر تشكيل النسيج التعبيري الأدبي حين تناوله لشعور ما أو فكرة ما أو حدث ما، تماما كما يحدث في الألوان مع فن الرسم وغير ذلك من الفنون مع موادها المرجعية ...من هنا كان الإبداع الأدبي كتابة ولكن لم يقل أحد إنّ كل كتابة إبداع باستثناء ما يحدث عند معظم حملة القلم العربي في هذا الزمن الأخير إذ فقدت في كتاباتهم مصطلحات مثل " رواية"، " شعر"، " مقالة أدبية "، " مسرحية " وغير ذلك معانيها كلها أو بعضها بسقوط الأدبية من نسيجها الفني وضعف أدائها اللغوي إلى جانب رداءة مضامينها التي أخرجتها من دائرة الفن للفن كما أخرجتها من دائرة الفن للحياة وحولتها إلى منشورات دعائية مقززة فارغة من أبسط ما ترتكز عليه جملة إشهارية موجهة للسواد بغية لفت انتباهه إلى منتوج ما ... ومن باب الاستئناس؛ أقترح على المهتمين والمهتمات مقطعا من قصيدة همزية طويلة في بحر المتقارب لشاعر سوداني يصف فيها هذا الوضع المزري بطريقة شبه فكاهية تتلاعب على تبديل الحروف ، قال : -
أيَا كـــاتباً ( طابَ ) فيـك الرّجاء ... و( طابتْ ) مساعيك والطّاءُ خاء
( بليـــغٌ ) كما قيـــل والغيْــن دالٌ ... ( خبيرٌ ) نعمْ أنْتَ والـــرّاءُ ثــاء
( عظيـمُ ) المبادئ والظـــاءُ قافٌ ... ( سليمُ ) العبـــــارة والميـمُ طاء
مدحْتَ ( الغواني ) والغيْـــنُ زايٌ ... ورُمْتَ ( الفضائلَ ) واللامُ حاء
وشدْتَ ( قصور ) الفضيلة عُمْراً ... فصارتْ بفضلك .. والصّادُ باء
كتبْتَ ( الرّوايةَ ) والـــــرّاءُ غَيْنٌ ... وكانَ ( الثّنـا ) منْك والثاءُ خاءُ
06 - تورط الحركة النقدية في ازدهار مثالب الإبداع
النقد الأدبي العربي في الزمن الأخير ليس نقدا في معظمه بالمعنى الذي ورد في تراث العرب ولا في الثقافة الغربية وإنما هو شيء لا يخلو ممّا يجسّده اختلال الحياة السياسية العربية الراهنة. فمرة تراه نشاطا مهنيا يجري وراء الشهادات من أجل التوظيف والترقية فيه والقليل من الشهرة - إذا أمكن - من دون زاد محترم غالبا، وهو غارق في مثلثاته ومربعاته وتأرخته المنحازة لهذ الجهة أو تلك بغير وجه حقّ. ومرة تراه خطابا إيديولوجيا رافعا راية العلمانية بشقيها اليساري أوالليبرالي وهدفه الأول هو تحطيم المقومات المجتمعية العربية كلها وعلى رأسها الدين الصحيح واللغة الفصحى. ومرة تراه تقعيدا للأنا المنتفخ ضمن طائفة أو عرق أو إقليم أو جهة من الجهات بهدف تثبيت هذه الأقلية أو تلك العصبة / العصابة وإلغاء الآخرين أو تهميشهم على الأقل. ومرة تراه يدور في فلك العلاقات الخاصة الملتفة حول مصلحة من المصالح أو شذوذ من الشذوذات. ونادرا - بل نادرا جدا - ما تراه يسعى إلى إبراز أدبية النص الإبداعي الراقي ومناقشة المضامين المساهمة في بناء فن أدبي عربي يؤسس لثقافة عربية تنشط من أجل غد صحّيّ تتقلص أورامه وتقل آلامه التي أنتجها زمن الرداءة والتكالب على وأد كل جميل وتشويه كل أصيل ... وهذا القسم الأخير لا يجد الصاغي المشهر له ولا المشجع المنصف، بخاصة لدى الرسمين والنافذين وعموم النخب الملوثة المسيطرة على أنفاس العباد والبلاد ... وهكذا أصبح النقد معْول هدم يشارك في التحطيم العام بالصورة ذاتها المطبقة في حقل الإبداع وغيره من الحقول - بقصد عند الرؤوس المنظرة المخططة وبدونه غالبا عند الأجيال الجديدة التابعة لهذه الموجة أو تلك بغير علم يذكر ولا حصانة قيمية - وهذا ضمن الدور المنوط للأطراف المهمشة في علاقتها بالمركز الغربي الملتف على العالم برمته، وضمن ما تهدف إليه العولمة المقولبة للأطراف المستضعفة في قالب هذا المركز المهيمن باستخدام الحروب الضرورية كلها من السياسية إلى العسكرية إلى الاقتصادية إلى الثقافية إلى غيرها لتنتصر بشكل أبدي نظرية نهاية التاريخ التي قال بها المفكرون الإستراتيجيون لهذا الغرب الطاغي بقوته، الظالم لغيره، الهادف إلى بقاء نظمه وخصوصياته دون سواها من النظم والخصوصيات.
وفي الختام؛ أقول بيقين : إن الاستثناء يبقى قائما في الإبداع والنقد والفكر وغير ذلك من أمور الحياة، ورغم قلته وضعفه في راهن هذا الزمن المرير إلا أنه بإمكانه أن يتحول من قلة إلى كثرة ومن ضعف إلى قوة إذا استطاع أن يستوعب تاريخنا النضالي الكبير - بالمفاهيم الوطنية والقومية والدينة والثقافة مجتمعة متآزرة، في كل المجالات وباللسان العربي - ويستلهمها ويستثمرها في حراك إحياء نهضوي جديد لا يلغي إلا مَن ألغى نفسه بانتمائه إلى الآخر المعادي لوجودنا والعامل على إزالته ... هنالك فقط ينتهي عصر الرداءة المهددة للوجود العربي ويبدأ عصر الجودة التي باتت مطلب الشعوب العربية كلها دون أن تعرف الطريق الصحيح المؤدي إليها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم : أ . د . بومدين جلالي - الجزائر
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق