نعي الوفاء /// الشاعر /// محمود صبحي

كتبتُ مُستكملًا (نعي الوفاء) أنعي وفاءً لم أجدْه في بعض الأغنياء وبعض الجيران وبعض الأبناء وكذا بعض الأصدقاء

***********************
أَرَى مُفْلِســًا يَسْتَطِيْبُ الوَفَاءَ… …… .....وفِيْهِ غِنَاهُ إذَا ما افْتَقَرْ
وذَاكَ ثَريٌّ يَكِيْلُ النُقٌودَ ..…… ...........ولكِنْ عَنيْدٌ كَصَمَّ الحَجَرْ

...

فَلا كلُّ مَنْ حَازَ مالًا وَفَى ..............ولا كُلُّ مَنْ نَالَ فَقْرًا غَدَرْ

************************
وجَارُ لِجَارٍ كَنِدٍّ لِنِدٍّ .....……… ........وعَرْكٌ وطِيْسٌ كَعَرْكِ البَقَرْ
حُقوقُ الجِوارِ لبَعْضِ العِبادِ .............تُراثٌ قَديمٌ حَوتْهُ السِّيَرْ

أمَا كانَ جِبْريْلُ يُوصِي الرسولَ ......بكُلِّ فَضيْلٍ يُدَاوي الفِطَر؟!ْ

*************************************
ونَجْلٌ لِنَجْلٍ كَتَيْسٍ لِتَيْسٍ …… ........وَكَيْدٌ كَجَمْرٍ يَسُوقُ النَظَرْ
أرَى مَنْ يَلومُ المَنَايا إذا .....................أطَالتْ بِعُمْرِ كَبيْرٍ عَمَرْ

يَخَافُ شَقَاءً بِصُنْعِ الضّنَى ..............ويَرْجُو تَليْدًا وَفِيْرَالدُّرَرْ
لَعَمْرُكَ إنَّ الفَتَى قَدْ طَغَى ..................وآثَرَ قَولَ الخَنَا والكُبَرْ

أيَنْسَى مَخَاضـــًا لأمٍّ شَقَتْ ...........وأفْنَتْ حَيَاةً لوَغْدٍ ضَجَرْ؟!
ويَنْسَى أبَـــًا شُغْلُهُ كالرَّحى .....ومِنْ أجْلِ مَالٍ شَقَى وانْعَصَرْ؟!

وكانَ بعَيْنَيْهِ عَرْضَ السَّمَاءِ …… .......وكَانَ قَصِيْدًا إذَا قَدْ فَخَرْ
بِضَرْسِ الليَالي نَما نَجْلهمْ ..................... وظَنَّا بأنَّ بِهِ مُدَّخَرْ

فَيَاليْتهَا مِنْ ضَنــًـى لَمْ تَلِدْ .............ويَاليْتَهُ كانَ يَشْكُو العَقَرْ
أمَا كَانَ دُوْنَ اللِبَانِ السُمُومُ؟! .......فكَانَ الكَرى في مَحلِّ السَهَرْ

**************************
وصَحْبٌ تُصَرّحُ حِقْدًا يَفُلُّ ..........دُروعَ الحديدِ ويَرْمِي الشَّررْ
يَلوذونَ بي مِنْ صَدَى فَاجَعٍ .....وبَطْشِ العَوادِى ، ولحْقِ الضَّرَرْ

إذَا ما انْجلَى فالصِحَابُ شَتَاتٌ .............فهَذا لَئيْمٌ ، وذاكَ نَكَرْ
تَرَاه عنودًا كبَعْضِ العِقابِ .............يُعَادِي الخِيارَ ، يَلومُ القَدَرْ

قلوبٌ عليْها المَرادِى تُفَتُّ .........تُجافِي الإخِاءُ ، وتَبْغِي الهَذَرْ
وآخرُ مِنْ كَيْدِهِ حاسِدٌ .......................يَعُدُّ عَلَيْكَ هواءَ الزُّفَر

يَروْمُكَ عادٍ تَسُوقُ الوَغَى ..…… ....ومِنْكَ الهلاكُ ، وفِيكَ الظَفَر
فأنْتَ فَريْسٌ لسِيْدِ الغضا .................. ونِضْوٌ تَبَدَّى لليْثٍ زأرْ

ويَبْدِلُ خِلًّا كَصَفْو المِياهِ ..................بآخَر جَبْسٍ كَلَونِ المَدَرْ
فَلا غَرْوَ إذ ما أحبَّ الذُبَابُ ..……… ....هَواءَ القُمامِ ونَشْقَ البَعَرْ
ويَهْجُرُ وَرْد الجِنانِ ، وفَوحَ ال … ... ــنَّسيمِ ، ويَتْرُك ُ رِيِّا الزَّهَر

سَتُبْقِي المَنُونُ رَبِيْبَ الدَّهاءِ ........عَديمَ الأمانِ ، بغِيْضَ الصُوَرْ
وتَحْتامُ خِلِّي ، وتَغْتالُ خِدْنِي .......... لأبْقَى وَحيْدًا ببحْرِ العِبِر

صَديْقٌ صَدوقٌ بِهذِي الحَياةِ .........كَبَعْضِ الطُلُولِ فَنَى وانْدَثَرْ