قراءة أدبية في قصيدة الشاعرة /فاتنة فارس
بقلم الأستاذة /هدى مصلح النواجحة
بكم يزدادُ فخري وامتناني
إلى العلياء ِيا فخر البيان ِ
إلى العلياء ِيا فخر البيان ِ
بكم تزهو أماسينا الخوالي
وتزهرُ في مرابعنا الأماني
وتزهرُ في مرابعنا الأماني
حضوراً أو غياباً في عيوني
تناغيكم شجونٌ في كياني
تناغيكم شجونٌ في كياني
أسافرُ في ليالي البعد ِ طيفاً
أزورُ عيونكم وأنا مكاني
أزورُ عيونكم وأنا مكاني
أنا في الحب ِ عمري بعضَ يوم ٍ
على الغيمات ِدونتُ الأغاني
على الغيمات ِدونتُ الأغاني
ومن شفتيكً تنثال الأقاحي
تذيبُ القلبَ شدواً يا أناني
تذيبُ القلبَ شدواً يا أناني
حبيبي يا ضياءً في جفوني
ويا عمري ونبضي بل جناني
ويا عمري ونبضي بل جناني
على الأطلال ِقد ذبلت سنوني
سكبتُ الشوقَ عقداً أرجواني
سكبتُ الشوقَ عقداً أرجواني
قواف ٍعن عذاب ِالقلب ِباحت
على الأوراق ِيرسمها بناني
على الأوراق ِيرسمها بناني
وكم من عاشق ٍأودى صريعاً
بألحاظ ِالعذارى والغواني
بألحاظ ِالعذارى والغواني
فيا ليت الزمانُ يعودُ وصلاً
ونتلو سورة َ السبع المثاني
ونتلو سورة َ السبع المثاني
هذه القصيدة بدون عنوان؛ لذا علينا أن نرتع في قراءتنا, ونستحضر ما تريده الشاعرة . وما قدمته لنا كمتلقين . فهي لم تقيدنا بل جعلت باب الاجتهاد مفتوحاً أمامنا .
القصيدة من إحدى عشرة بيتاً شعرياً نونية مشبعة بالكسر أو ما يماثلها حرف الياء. . بدأت بالمخاطبة الموجهة للجمع المذكر الكامل الشامل , والذي يعني كلا الجنسين, فالخطاب عام يحوي في طياته الإبهام المقصود ؛ فهي لم تشر للمخاطب صراحة ً؛ فخطابها مبطن ٌ إلى هذه اللحظة , وقد نسبت توجيه الخطاب إلى نفسها بازدياد فخرها وامتنانها , لكنها في آخر البيت الأول تكشف عن المخاطب مجاهرة ً فهم فخر البيان وهم جماعة محددة وتطلب منهم أن يجدوا للعلياء المفتوحة الأفق دون تحديد , وأي علياء تعني فقد اعتمدت العمومية .
الشاعرة مشاركة في الأمسيات وتنسبها لنفسها فهل قصدت علو المكانة أم هناك من يشاركها هذه الأمسيات؟ ولماذا نسبتها لناء المتكلمين المضافة فهي ذات أهمية ومكانة ودور رفيع في هذه الأمسيات التي تمثل فترة زمنية وتنقضي , فهي خوالي. والشاعرة تملح الأمسيات رغم انقضائها بالزهو , كما تضيف صورة جديدة في البيت الثاني ألا وهو تواجدهم يزهر في مرابعها الأماني وهنا استعارتان مكنيتان جميلتان ( بكم تزهو أماسينا الخوالي ...وتزهر في مرابعنا الأماني ) , وتبرز الشاعرة شدة تعلقها بمن قصدتهم , وهم فخر البيان ,وعلى الحالية كما تقول : حضوراً أم غياباً عن عيونها فهم في كيانها , ويجمل خطابها الطباق ويؤكده في (حضوراً أم غياباً عن عيوني ) فقد شخصت الشجون بالأم التي تهدهد صغيرها وجعلت مقر الهدهدة كيانها. ما شاء الله تصوير جميل ولقطات متوالدة . انظر الصورة ( تناغيكم شجونٌ في كياني ) .
وفي البيت الرابع صورة سارت عبر فضاء القصيدة فهي التي تسافر في ليالي البعد كما لو كانت طيفاً . حقاً صورة جميلة. وتؤكد بحدثها الذي استنتجناه من المعني كيف أنها تزورهم وتتفقدهم حال سرحان خاطرها وهي لم تغادر مكانها فهم في وجدانها ومخيلتها دائماً . (أسافر في ليالي البعد طيفاً أزور عيونكم وأنا مكاني ) ,وقد وظفت المجاز الجميل فالزيارة للشخص لا للعيون .
والشاعرة أحبت أن تخبرنا أنها حديثة الغرام ولكنها سمت في غرامها فكتبت أغانيها على الغيوم , فقد أتقنت صدق الحب وفنه –رغم حداثة عهدها به .
والآن تباشر الشاعرة بخطابها الذي كشفت فيه أنها تقصد الحبيب الذي تعنيه الذي من شفتيه تتكاثر الورود المتفتحة وتذيب قلبها لكن الحبيب أناني . إذا توصيف يدخل باعترافها على الحبيب فهي معطاءة أكثر منه تقول ( ومن شفتيك تنثال الأقاحي .. تذيب القلب شذواً يا أناني ).
وهنا تصارحنا بخطابها للحبيب فهو ضياء في جفونها وعمرها ونبضها بل جنانها وكل ما هو جميل في حياتها , وهو متمكن بدرجة كبيرة منها . لأنها تخاطبه بالنداء الحقيقي الصريح بعد أن كانت متخفية , فتقول :
(حبيبي يا ضياءً في جفوني ويا عمري ونبضي بل جناني ) لماذا أضربت شاعرتنا عن كل الألفاظ المعطوفة لأنها وصلت إلى حالة التشبع والإضراب عن المعنويات إلى كل ما هو ملموس من جمال وسعادة في الحياة فالحبيب يشعر بقمة السعادة في كل شيء مع الحبيب مهما كانت قيمته .
ما بال الشاعرة تدنينا من جمال صحبتها لحبيبها ثم تقفز بنا إلى الأطلال حيث ذبلت سنونها وسكبت الشوق كالعقد الأرجواني ,واللون الأرجواني جميل فيه حياة لكنها تسكب شوقها .صورتان أيضاً جميلتان واقتران بالحركة بين المعنوي والمادي فهي تسكب الأشواق والسكب للماء أو ما شابه من سوائل لا للأشواق التي سكبتها عقداً وله لون بهي تشبيه بليغ تمعن قول الشاعرة (سكبت الشوق عقداً أرجواني) .
توضيح أكثر تفصيلاً لهذه الأشواق فهي قواف ٍللشعر وبوح مؤلم عن عذابات الشاعرة لحق بها من قسوة الحبيب وهجره كتبتها على الأوراق أشعاراً , والشعر شعور وخيال يحيله الشاعر إلى سياق لفظي موزون بذبذبات القلب , وهنا استعاضت بالرسم أو النقش بدلاً من الكتابة لترتقي بالصورة وتدخل لنا مثلاً كما لو كانت تمنح الحبيب عذراً لتغيبه عنها فتقول : (وكم من عاشق ٍ أودي صريعاً ... بألحاظ العذارى والغواني )فربما الحبيب قد تلهى بغيرها عن قصد أو غير قصد فكلمة العذارى فيها الصدفة وعدم التعمد , ولكن الغواني هن من يبحثن عن الرجال لإيقاعهم في حبائلهم. وأخيراً تصل إلى قرارٍ فيه من الأسى والألم لم تستطع إخفاءه فتقول عطفاً على بيتها السابق بالفاء العاطفة والمرتبة للزمن بحسرة الموجوع, وتتمني لو يعود زمن وصلها مع الحبيب ليتلوان قسماً وعهداً ألا يفترقا وذلك بتلاوة أول وأعظم سورة في القرآن الكريم وهي سورة الفاتحة أو السبع المثاني لننظر ماذا قالت الشاعرة : ( فيا ليت الزمان يعود وصلاً ونتلو .. سورة السبع المثاني ) .وهي تعيد قولاً مشابهاً ألا ليت الشباب يعود يوماً لكنه لا يعود .
هذه إضاءة على مضمون القصيدة للشاعرة فاتنة فارس لكنني سأتناول الضمائر الواردة في النص لبيان أثرها الجمالي والمعنوي في القصيدة ومدى توفيق الشاعرة في توظيفها .
ظهرت الضمائر على سطح القصيدة ثلاث وعشرون مرة في حالات وأشكال مختلفة , منها المتصلة ومنها المنفصلة ومنها ما جاءت في حالة الرفع ومنها ما جاء في حالة النصب أو الجر, كما جاءت الضمائر مفردة وتثنية وجمع ولكل حالة دورها وتأثيرها على المعنى والجمال في القصيدة .
- ضمير الرفع المنفصل (أنا ) وردت مرتان في المرة الأولى ( وأنا مكاني) معطوفاً لبيان حال الشاعرة ؛ فقد زارت عيونهم في الخيال لتفيد الحالية والتوكيد على أنها دائمة التعلق بمن تحب . وفي المرة الثانية (أنا في الحب )فقد جاء الضمير في حالة الابتداء ليقوي موقفها ويعززه .
- وقد ورد ضمير المتكلم المفرد المتصل في محل رفع الفاعل للتعبير عن الحدث الذي أهمها تنفيذه في (سكبتُ ) كما ورد ضمير الفاعل مستتراً ومقدراً في أسافرُ , أزورُ )
- وقد ورد ضمير المتكلم المفرد متصلاً اثنتا عشرة مرة في حالة المضاف إليه لأن الشاعرة كانت محور المعاناة وبيت القصيد وقد عنيت بإظهار حالتها مع الحبيب ومكانته من قلبها وشدة تعلقها به وأنه يخصها دون غيرها . وهذه المواضع الذي ورد الضمير فيها (فخري ةامتناني , في كياني , عن عيوني ,عمري , حبيبي , في جفوني , يا عمري ونبضي , بل جناني .سنوني ,
بناني )
وقد ورد ضمير المتكلم الجمع في حالة الفاعل ليدلل على التشاركية في (نتلو) .
كما ورد ضمير الجمع المخاطب مرتان في حالة الجر (بكم يزدادُ , بكم تزهو) لتدلل على توكيد موضوعها وتجعل منه مدخلاً لافتاً ومثيراً للمستمع أو المتلقي. وقد قدمته على الفعل والفاعل لتملحة القصيدة وللتزيين الشعري . أما في (تناغيكم)
فقد جاء الضمير المخاطب المتصل في حالة المفعول به فقد مارست الشاعرة كل صنوف الحب على الحبيب لتظهر لنا شدة التعلق به . وأما ما جاء من الضمائر الأخرى فقد كانت تتحرك في فضاء القصيدة لتعاضد فكرة الشاعرة التي أرادت أن توصلها للحبيب أولاً وللمتلقي ثانياً , والقصيدة ذات موضوع إنساني وتجربة ذاتية أعان الله الشاعرة ووصلها بمن تهوى وتحب .
وقد وفقت الشاعرة حينما كتبت القصيدة على البحر الوافر الذي يذكرني ببيت الشعر (غرامي في الأحبة وفرته وشاة ٌ في الأزقة ِراكزونَ ) مفاعلتن مفاعلتن فعولن .
في ختام قراءتي أقول أن قصيدة الشاعرة من القصائد سهلة الألفاظ جميلة الوقع على نفس المتلقي . وأشكر الشاعرة على ما متعتنا به من حلاوة الشعر في قصيدة حداثية رغم قدم موضوعها . متمنية لها كل التوفيق والسعادة .
بقلم الأستاذة /هدى مصلح النواجحةالقصيدة من إحدى عشرة بيتاً شعرياً نونية مشبعة بالكسر أو ما يماثلها حرف الياء. . بدأت بالمخاطبة الموجهة للجمع المذكر الكامل الشامل , والذي يعني كلا الجنسين, فالخطاب عام يحوي في طياته الإبهام المقصود ؛ فهي لم تشر للمخاطب صراحة ً؛ فخطابها مبطن ٌ إلى هذه اللحظة , وقد نسبت توجيه الخطاب إلى نفسها بازدياد فخرها وامتنانها , لكنها في آخر البيت الأول تكشف عن المخاطب مجاهرة ً فهم فخر البيان وهم جماعة محددة وتطلب منهم أن يجدوا للعلياء المفتوحة الأفق دون تحديد , وأي علياء تعني فقد اعتمدت العمومية .
الشاعرة مشاركة في الأمسيات وتنسبها لنفسها فهل قصدت علو المكانة أم هناك من يشاركها هذه الأمسيات؟ ولماذا نسبتها لناء المتكلمين المضافة فهي ذات أهمية ومكانة ودور رفيع في هذه الأمسيات التي تمثل فترة زمنية وتنقضي , فهي خوالي. والشاعرة تملح الأمسيات رغم انقضائها بالزهو , كما تضيف صورة جديدة في البيت الثاني ألا وهو تواجدهم يزهر في مرابعها الأماني وهنا استعارتان مكنيتان جميلتان ( بكم تزهو أماسينا الخوالي ...وتزهر في مرابعنا الأماني ) , وتبرز الشاعرة شدة تعلقها بمن قصدتهم , وهم فخر البيان ,وعلى الحالية كما تقول : حضوراً أم غياباً عن عيونها فهم في كيانها , ويجمل خطابها الطباق ويؤكده في (حضوراً أم غياباً عن عيوني ) فقد شخصت الشجون بالأم التي تهدهد صغيرها وجعلت مقر الهدهدة كيانها. ما شاء الله تصوير جميل ولقطات متوالدة . انظر الصورة ( تناغيكم شجونٌ في كياني ) .
وفي البيت الرابع صورة سارت عبر فضاء القصيدة فهي التي تسافر في ليالي البعد كما لو كانت طيفاً . حقاً صورة جميلة. وتؤكد بحدثها الذي استنتجناه من المعني كيف أنها تزورهم وتتفقدهم حال سرحان خاطرها وهي لم تغادر مكانها فهم في وجدانها ومخيلتها دائماً . (أسافر في ليالي البعد طيفاً أزور عيونكم وأنا مكاني ) ,وقد وظفت المجاز الجميل فالزيارة للشخص لا للعيون .
والشاعرة أحبت أن تخبرنا أنها حديثة الغرام ولكنها سمت في غرامها فكتبت أغانيها على الغيوم , فقد أتقنت صدق الحب وفنه –رغم حداثة عهدها به .
والآن تباشر الشاعرة بخطابها الذي كشفت فيه أنها تقصد الحبيب الذي تعنيه الذي من شفتيه تتكاثر الورود المتفتحة وتذيب قلبها لكن الحبيب أناني . إذا توصيف يدخل باعترافها على الحبيب فهي معطاءة أكثر منه تقول ( ومن شفتيك تنثال الأقاحي .. تذيب القلب شذواً يا أناني ).
وهنا تصارحنا بخطابها للحبيب فهو ضياء في جفونها وعمرها ونبضها بل جنانها وكل ما هو جميل في حياتها , وهو متمكن بدرجة كبيرة منها . لأنها تخاطبه بالنداء الحقيقي الصريح بعد أن كانت متخفية , فتقول :
(حبيبي يا ضياءً في جفوني ويا عمري ونبضي بل جناني ) لماذا أضربت شاعرتنا عن كل الألفاظ المعطوفة لأنها وصلت إلى حالة التشبع والإضراب عن المعنويات إلى كل ما هو ملموس من جمال وسعادة في الحياة فالحبيب يشعر بقمة السعادة في كل شيء مع الحبيب مهما كانت قيمته .
ما بال الشاعرة تدنينا من جمال صحبتها لحبيبها ثم تقفز بنا إلى الأطلال حيث ذبلت سنونها وسكبت الشوق كالعقد الأرجواني ,واللون الأرجواني جميل فيه حياة لكنها تسكب شوقها .صورتان أيضاً جميلتان واقتران بالحركة بين المعنوي والمادي فهي تسكب الأشواق والسكب للماء أو ما شابه من سوائل لا للأشواق التي سكبتها عقداً وله لون بهي تشبيه بليغ تمعن قول الشاعرة (سكبت الشوق عقداً أرجواني) .
توضيح أكثر تفصيلاً لهذه الأشواق فهي قواف ٍللشعر وبوح مؤلم عن عذابات الشاعرة لحق بها من قسوة الحبيب وهجره كتبتها على الأوراق أشعاراً , والشعر شعور وخيال يحيله الشاعر إلى سياق لفظي موزون بذبذبات القلب , وهنا استعاضت بالرسم أو النقش بدلاً من الكتابة لترتقي بالصورة وتدخل لنا مثلاً كما لو كانت تمنح الحبيب عذراً لتغيبه عنها فتقول : (وكم من عاشق ٍ أودي صريعاً ... بألحاظ العذارى والغواني )فربما الحبيب قد تلهى بغيرها عن قصد أو غير قصد فكلمة العذارى فيها الصدفة وعدم التعمد , ولكن الغواني هن من يبحثن عن الرجال لإيقاعهم في حبائلهم. وأخيراً تصل إلى قرارٍ فيه من الأسى والألم لم تستطع إخفاءه فتقول عطفاً على بيتها السابق بالفاء العاطفة والمرتبة للزمن بحسرة الموجوع, وتتمني لو يعود زمن وصلها مع الحبيب ليتلوان قسماً وعهداً ألا يفترقا وذلك بتلاوة أول وأعظم سورة في القرآن الكريم وهي سورة الفاتحة أو السبع المثاني لننظر ماذا قالت الشاعرة : ( فيا ليت الزمان يعود وصلاً ونتلو .. سورة السبع المثاني ) .وهي تعيد قولاً مشابهاً ألا ليت الشباب يعود يوماً لكنه لا يعود .
هذه إضاءة على مضمون القصيدة للشاعرة فاتنة فارس لكنني سأتناول الضمائر الواردة في النص لبيان أثرها الجمالي والمعنوي في القصيدة ومدى توفيق الشاعرة في توظيفها .
ظهرت الضمائر على سطح القصيدة ثلاث وعشرون مرة في حالات وأشكال مختلفة , منها المتصلة ومنها المنفصلة ومنها ما جاءت في حالة الرفع ومنها ما جاء في حالة النصب أو الجر, كما جاءت الضمائر مفردة وتثنية وجمع ولكل حالة دورها وتأثيرها على المعنى والجمال في القصيدة .
- ضمير الرفع المنفصل (أنا ) وردت مرتان في المرة الأولى ( وأنا مكاني) معطوفاً لبيان حال الشاعرة ؛ فقد زارت عيونهم في الخيال لتفيد الحالية والتوكيد على أنها دائمة التعلق بمن تحب . وفي المرة الثانية (أنا في الحب )فقد جاء الضمير في حالة الابتداء ليقوي موقفها ويعززه .
- وقد ورد ضمير المتكلم المفرد المتصل في محل رفع الفاعل للتعبير عن الحدث الذي أهمها تنفيذه في (سكبتُ ) كما ورد ضمير الفاعل مستتراً ومقدراً في أسافرُ , أزورُ )
- وقد ورد ضمير المتكلم المفرد متصلاً اثنتا عشرة مرة في حالة المضاف إليه لأن الشاعرة كانت محور المعاناة وبيت القصيد وقد عنيت بإظهار حالتها مع الحبيب ومكانته من قلبها وشدة تعلقها به وأنه يخصها دون غيرها . وهذه المواضع الذي ورد الضمير فيها (فخري ةامتناني , في كياني , عن عيوني ,عمري , حبيبي , في جفوني , يا عمري ونبضي , بل جناني .سنوني ,
بناني )
وقد ورد ضمير المتكلم الجمع في حالة الفاعل ليدلل على التشاركية في (نتلو) .
كما ورد ضمير الجمع المخاطب مرتان في حالة الجر (بكم يزدادُ , بكم تزهو) لتدلل على توكيد موضوعها وتجعل منه مدخلاً لافتاً ومثيراً للمستمع أو المتلقي. وقد قدمته على الفعل والفاعل لتملحة القصيدة وللتزيين الشعري . أما في (تناغيكم)
فقد جاء الضمير المخاطب المتصل في حالة المفعول به فقد مارست الشاعرة كل صنوف الحب على الحبيب لتظهر لنا شدة التعلق به . وأما ما جاء من الضمائر الأخرى فقد كانت تتحرك في فضاء القصيدة لتعاضد فكرة الشاعرة التي أرادت أن توصلها للحبيب أولاً وللمتلقي ثانياً , والقصيدة ذات موضوع إنساني وتجربة ذاتية أعان الله الشاعرة ووصلها بمن تهوى وتحب .
وقد وفقت الشاعرة حينما كتبت القصيدة على البحر الوافر الذي يذكرني ببيت الشعر (غرامي في الأحبة وفرته وشاة ٌ في الأزقة ِراكزونَ ) مفاعلتن مفاعلتن فعولن .
في ختام قراءتي أقول أن قصيدة الشاعرة من القصائد سهلة الألفاظ جميلة الوقع على نفس المتلقي . وأشكر الشاعرة على ما متعتنا به من حلاوة الشعر في قصيدة حداثية رغم قدم موضوعها . متمنية لها كل التوفيق والسعادة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق