السبت، 26 مايو 2018

ذكرى /// للمبدعة /// الاديبة فادية حسون

قبل ثلاثة أعوام وفي يوم زفاف ابنتي يارا.....
.
.
حان الوقت ياريحانة القلب ..حان الوقت أن تغادريني بثوب زفافك الأبيض ... آن الأوان لأتلمس مكانك الفارغ ..وأشم ما تبقى من ملابسك في بيتي وأداعب زجاجات عطرك المتبقي
..على إيقاع زفتك عزفت روحي ألحان الذبول ...تخيلت بيتي الذي فرغ لتوه من إثنين من أفراده اللذين غادراه بالثوب الأبيض ....لكن شتان يا حبيبتي بين ثوب زفافك وكفن أبيك .. غصبا عني يا ابنتي يذهب فكري إلى هناك ..إلى طيف أبيك الممدد تحت التراب ..حيث أتخيله معانقا إياك معتزا .....
وأتخيلك تتأبطين ذراعه بكل فخر وتتبخترين كملكة ..كان يحلم بهذا اليوم كثيرا ..كنت أفتقده بين أعمامك وأحثه في سري على المجيئ ليأخذ صورة تذكارية معك ...لكن ...قدر الله وما شاء فعل ..أما الآن ياحبيبتي وقد زففت بهذا اليوم إلى منزل خير الرجال .. سأكرر لك قول تلك الأعرابية وأقول : يا ابنتي كوني له أرضا يكن لك سماء ..وكوني له أمة يكن لك عبدا ..كوني سيدة داره ومستودع أسراره ..احفظي غيابه وأحببي أحبابه ..ساعديه على البر بأهله ..كوني عونا له على نوائب الدهر أطيعيه بما يرضي الله ...
حان الوقت يا حبيبتي لتبرهني له أنك سليلة الأخيار ..وأنك ما تعلمت في بيت أبيك سوى البر والإحسان ومكارم الأخلاق ..سيري على بركة الله يا ابنتي وعين الله ترعاك ..وقلبي يرافقك بدعواته ..هنيئا لك يا بضعة الروح ..هنيئا يا أول من وجهت لي كلمة "ماما" ..وأعظم دعواتي لله عز وجل أن تصبحي ....ماما ..
فادية حسون
 
 ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق