الأربعاء، 6 يونيو 2018

ليلة القدر // للمبدع // الشاعر ..مصطفى كردي

ليلة القدر
تجلّى كأنّ الحشرَ يأتي مع النّشرِ
وما ذاكَ إلا الحُسنُ في ليلةِ القدرِ
...
تبدّى لصَبٍّ في جمالٍ كأنّهُ
عروسٌ فأفنى القلبَ في ليلةِ الطُّهرِ
ولو سمحت في العشقِ دومًا لأشغلت
عن الطّفلِ أهلًا واستماتوا إلى القبرِ
ولكن تجيءُ القومَ صَونًا لأهلِها
فما كلُّ صَبٍّ يستطيعُ مع الهجرِ
صفاءٌ كأنّ اللّطفَ روحٌ من السَّما
تعشّقَ قلبًا فاستراحَ من الكدرِ
ونورٌ كأنّ الشمسَ ترمي بسهمِها
فؤادًا فعادَ الفِكرُ يدري ولا يدري
حياةٌ بماءِ القربِ بحرٌ من الهنا
وعيشٌ بمحضِ الفضلِ في ساحةِ السِّرِّ
إذا صامَ أهلُ الحُبِّ قاموا بليلِها
فذا موعدُ العشّاقِ يحلو مع السُّكرِ
يناجي حديثُ الحِبِّ نفسًا فيختفي
من النّفسِ ما تشكو وترضى مع الشُّكرِ
فيغبطُهم إن شاهدَ النّاسُ ذُلَّهم
ولولا شعاعُ الحُبِّ مالوا الى الكِبرِ
نفوسٌ تَصَفَّت في هواها وأُنسِها
بمشهدِ بدرٍ جَلَّ وصفًا عن البدرِ
فيا ليلةً للسّعدِ تعلو بقدرِها
وتُهدي عبادَ اللهِ قدرًا من القدرِ
ففي ليلة القدر العظيمة أُنزِلت
بدائعُ آياتٍ وفيضٌ من البِشرِ
ملائكُ رحمنٍ تُسَلِّمُ عندها
سلامٌ عليهم بالدِّوامِ إلى الفجرِ
فمن كان يرجو في نعيمٍ يؤمُّها
بشَهرِ الهدايا والغنيمةُ في الأجرِ
مصطفى محمد كردي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق