جزء من تخميسي للامية ابن الوردي
أيُّها المــــخلوقُ من مــاءٍ نزل
أنتَ في لطفٍ خفيٍّ لم يزل
...
لاتكنْ عن ذكرِهِ في مُنــعزل
اعتزل ذكر الاغاني والغزل وقل الفصل وجانب من هزل
جددِ العزمَ وقُمْ مُنتَصِبـَــا
طائعاً إياكَ تخشى النَصَبــا
فبغيرِ الفعلِ لن تَنـتَصِبــــــا
ودعِ الذكرى لأيامِ الصِـــــبا فلأيـــامِ الصبا نجـــمٌ أفـــلْ
واعتبرْ من فترةٍ أمْضَيْتَها
خادماً للنفسِ كمْ أرْضَيْتَها
سوفَ تَـلْـقَاها إذا خَضِّيْتَها
إنَّ أهنا عيشةٍ قضَّيتَها. ذهبتْ لذاتُها والإثمُ حل
قَنِّعِ النفسَ بصافيْ شُربِها
ثُــمَّ رَوّضْهَا ودُمْ في حَربِها
ولــباقيْ العمرِ كُـــنْ مُنتبِها
واتركِ الغادةَ لاتحفلْ بها تُمسِ في عزٍ وترفعْ وتُجل
غُضْ طرفَ العينِ إمَّا نَظَرَتْ
وصُنِ السمعَ إذا الأُذنُ صَغَتْ
فالمعاصيْ للمهاويْ أوجَبَتْ
والهُ عن آلةِ لهوٍ أطربت وعن الأمرد مرتج الكفل
حسنُهُ نارٌ فكمْ قد لَفـَـــحَا
مِنْ ضَعيفٍ غافلٍ ثمَ صَحَــا
وصفُهُ فيما يلي قد وضُحَا
إن تبدى تنكسف شمس الضحى وإذا ما ماس يزري بالأسل
مَنْ رأى ذاكَ الجمالَ الحَسَنَا
بفتونٍ لا يــــذوقُ الوسَـــــنَا
قالَ مَن في وصفِهِ قد أحْسَنَا
زاد إن قسناه بالبدر سنا أو عدلناه بغصن فاعتدل
ارفعِ الهمةَ واعملْ كــلَ ذي
حسنٍ واربأ عن القولِ البذي
وبخيرِ الخلقِ والصحبِ احتذِ
وافتكر في منتهى حسن الذي أنت تهواه تجد أمراً جلل
عُدْ إلى مولاكَ واعقُدْ توبةً
واسكبِ الدمعَ وقرّحْ مُقْـــلةً
لاتدعْ نفسكَ تهوى شهوةً
واهجر الخمرة إن كنت فتى كيف يسعى في جنون من عقل
إنَّها تحوي الردى والنِقَما
وتعاطيهَـــا يُزِيــلُ النِعــــَما
فاحفظِ الفرجَ وبطناً وفَما
واتق الله فتقوى الله ما جاورت قلب امرء الا وصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق