الخميس، 19 يوليو 2018

ندم // للمبدع // الشاعر.. ممدوح نظيم

نَدَمٌ
من أنتَ ياابنَ الفانيةْ؟*ياطَرْحَ نفسٍ واهيةْ
قد جئت من طينٍ وما*أُلْفيكَ إلا طاغيةْ
...
اتظنُ نفسَكَ قادرا*كالريحِ تعصفُ قاضيةْ
اليومَ تملكُ قوةً*وتظلُ نَفسُكُ ساهيةْ
سيكونُ موتُكَ بغتَةً*أنسيتَ يومَ الجاثيةْ؟
يوما تقولُ مُسَلِّما*لم يغنِ عنِّي ماليهْ
أسلمتَ نفْسَكَ للهَوَى*فاليومَ أمُّكَ هاويةْ
ستقولُ أنتَ بحسرةٍ*ياويْحَ نفسِي الجانيةْ
ماذا فعلتَ مُقَدَّما*لتنالَ حسنَ الباقيةْ؟
يامنْ ظلمتَ تَجَبُّرَا*أغوتْكَ نفسٌ عاصيةْ
فقضاءُ ربِّكَ عادلٌ*لم تخفَ عنهُ خافِيَةْ
أنسيتَ عَادَا قبلَنا*كانتْ قلوبا قاسيةْ
هلكُوا بريحٍ صَرْصَرٍ*فقضتْ عليهمْ عاتِيةْ
وثمودُ لما أنْ عصَوْا*قَدْ أُهْلِكُوا بالطَّاغِيةْ
فاربأ بنفسِكَ وانتبِهْ*إنَّ الحياةَ لغاويةْ
فغدا تسيرُ على العصا*إنَّ العظامَ لبالِيَةْ
ونسيتَ أنَّكَ مِنْ ثَرَى*أغرتْكَ نفسٌ لاهِيَةْ
يامَنْ تَجَبَّرَ إذ طَغَى*أينَ العروشُ العاليةْ؟
سَقَطَتْ جميعا كُلُّها*لمْ يبقَ منها باقيةْ
أينَ القصورُ ومَنْ بها*صَارَتْ صروحا خاويةْ
أين الملوكُ مصيرُهُمْ؟الكلُّ صارَ سواسيةْ
كلُّ الخلائقِ كُلُّهم*أضحتْ قطوفا دانيةْ
للموتِ يحصدُلم يذرْ*أهلَ القصورِ الراقيةْ
يانفسُ توبِي وارجْعِي*كم ْ كنتِ أنتِ العاصيةْ
سلطانُ ملكي لم يعدْ*بلْ أينَ مِنِّي نادِيَهْ؟
فأنا الضعيفُ بِذِلَّتِي*إنِّي أخافُ حسابيهْ
فالشيبُ لاحَ بلحيتي*ياليتَ نفسي ناهية
فالقدُّ مِنِّي ناحلٌ*وعظامُ جسمِي باليةْ
فالحملُ أثقلَ كاهلِي*والنفسُ صارتْ عاديةْ
هذي الذنوبُ فعلتُها* طاوعتُ دنيا عابيةْ
الموتُ أوشَكَ وقتُهُ*والنفسُ ظلَّتْ غافِيَهْ
فإذا الصحائفُ نُشِّرَتْ*عرضُوا عليَّ كتابِيَهْ
ماذا أقولُ إذا أنا*أُدْخِلتُ نارا حاميةْ؟ْ
هذا اللقاءُ أخافُهُ*لمْ يُغْنِ عنِّي ماليهْ
هذى الحياةُ مللتُها*فَهْي اللعوبُ الغانيةْ
لاحتْ إليَّ بحسنها*مثل الحسانِ الباهيةْ
كمْ كنتُ أخطبُ ودَّها*هذي الحياة السابيةْ
كم كنتُ أمرحُ لا أعِي*أنَّ الحقيقةَ آتيةْ
عشتُ الحياةَ كأنَّها*مرَّتْ عَلَيَّ كثانيةْ
الفعلُ كانَ خطيئتِي*ومَلَلْتُ مِنْهُ كفانِيَهْ
مولايَ جئتُكَ تائبا*فارحمْ عيونا باكيةْ
هلَّا قبلتَ بتوبَتِي؟رغم الذنوبِ الرابيةْ؟
(/*/*//* ///*//*#/*/*//* /*/*//*)
د.ممدوح نظيم .طملاي في ١٧/ ٧/
 
٢٠١٨

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق