هي الدنيا سعادتُها عذابٌ
وعيشتُـــها عنــاءٌ واغترابُ
تَدَنَتْ (فاسمُها دُنـــيا) وهذا
...
لِمَن جهلوا حقيقتَها جوابُ
ولو ساوتْ جناحاً من بعوضٍ
لَما فيها لذي كفرٍ شرابُ
فمدتُها كطيفٍ من خيالٍ
ومـــــا أيــــــــامُها إلا سحابُ
فإنَّ حلالَ ما فيها حسابٌ
وإنَّ حرامَـــها أيضاً عقابُ
وما دامــتْ لمخـــلوقٍ وإلا
لدامَ بها محمدُ والصحابُ
لقد كُتبَ الفناءُ لها قديماً
وأكـــــدَهُ المشــفعُ والكتابُ
هـــي الدنيا غرورٌ واغترارٌ
وأكــــــــدارٌ وهَـــــمٌ وأكــتأبُ
بـــــــلاءٌ وابتـــلاءٌ وامتحانٌ
وللإنسانِ فـــعلٌ واجتنابُ
وإنَّ ثـــمارَها مــِـمَــا زرعنَا
بــِـها إثـــمٌ كبيرٌ أو ثوابُ
فما كانتْ لنا إلا طريقاً
وللـــجناتِ أوللنارِ بـــــابُ
هي الدنيا تقولُ لساكِنيها
حذارِ أنْ يسيلَ لكم لِـعابُ
فكم ساعٍ بجـــدٍ واجتهادٍ
وليسَ لــهُ بها إلا العذابُ
وكم متكاسلٍ أضحى غنياً
وذا مالٍ وليس لهُ اكتسابُ
يعيشُ الجاهلونَ على قصورٍ
وأهلُ العلمِ مسكنُهم خرابُ
وكم من فاسقٍ فيها أمــيرٌ
وكم من صالحٍ فيها مُعابُ
ولم يُسمعْ لأهلِ الحقِ قولٌ
وقولُ المبطلين بها صوابُ
ولم يعبئْ لذي الأخلاقِ فيها
ولكنَّ الوضيعَ بها مــُـــهــــابُ
ولا يُصغى لذي رأيٍ سديدٍ
وذو سفهٍ لِما يُلقي مــُـجابُ
إلى السطانِ يسعى ذو نفاقٍ
وأهلُ الصدقِ بينَهمُ حجابُ
كبيرُ السنِ ليس لهُ احترامٌ
وتجفو في تعاملِــــهِ الشبابُ
غريبٌ أمـــرُها الدنيا ففيها
لِمَن يتأملُ العجبُ العجابُ
خصوصاً في زمانٍ صارَ فيهِ
خيارُ الناسِ تنبحُها الكلابُ
وشرُ الناسِ محمودٌ عظيمٌ
لهُ تحنو ومقدمِهِ الرقابُ
فهذا حالُـــها الدنيا لهذا
تولتها العقاربُ والذئابُ
أمين عواض /اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق