على نهج الشمقمقية
صنعة الشعر
صنعة الشعر
الشعر ُبالإخوانِ دوما ًيرتقي
ويحتفي بالود ّفانظم واصدق ِ
ويحتفي بالود ّفانظم واصدق ِ
...
وكن خفيفَ الظل ّمثلَ ريشة ٍ
واكتب عن الإحساسِ وجدا ًواعشق
واكتب عن الإحساسِ وجدا ًواعشق
ولا تكن كمن يبيعُ حطباً
وحطبُ في بيته لم يُحرقِ
وحطبُ في بيته لم يُحرقِ
هاتِ القوافي غضةً مثلَ ندى
ورقَّصِ الحرفَ كما الفرزدقِ
ورقَّصِ الحرفَ كما الفرزدقِ
والرجزُ بحر ٌرائعٌ ذو شمخةٍ
فاصعد لهُ كما الفحولِ وارتق
فاصعد لهُ كما الفحولِ وارتق
وهاتَ ما لديكَ من جواهرٍ
وارجز معي بهمّةٍ وحلّقِ
وارجز معي بهمّةٍ وحلّقِ
واكتب بياناً خالداً ذا لغةٍ
وزيّن الشعرَ بحسنِ المنطقِ
وزيّن الشعرَ بحسنِ المنطقِ
وأفضلُ الشعرِ الذي إن قلتهُ
لم تلقَ ذا فهمٍ ولم يصفّق
لم تلقَ ذا فهمٍ ولم يصفّق
كأنهُ دن ّوفي أحشائهِ
شهدٌ شهي ٌمن جناهُ تستقي
شهدٌ شهي ٌمن جناهُ تستقي
فاشرب لذيذَ الشعر ِمن صهبائهِ
مثلَ شرابٍ طيبٍ معتّقِ
مثلَ شرابٍ طيبٍ معتّقِ
واغرف ولا تبخل على ذي صحبةٍ
ولا تكن محيَّراً ذا قلقِ
ولا تكن محيَّراً ذا قلقِ
وإن وجدتَ الزادَ غير َحاضرٍ
فإنهُ موفّرٌ في طبقي
فإنهُ موفّرٌ في طبقي
فخذ وضف مما لديكَ إنهُ
ثوبٌ مُكمّلٌ ولم يُخرّقِ
ثوبٌ مُكمّلٌ ولم يُخرّقِ
وإن وجدتَ صفرةً في حرفهِ
فلونهُ الزاهي بدا في ورقي
فلونهُ الزاهي بدا في ورقي
ولستُ من يبدي بذا تكبراً
فالرفقُ كانَ دائماً من خلقي
فالرفقُ كانَ دائماً من خلقي
لكنني في صنعتي محترفٌ
ولا تراني سائراً في الزلق
ولا تراني سائراً في الزلق
فخذ بنصحي عند كلّ مهمه ٍ
من الأمورِ لا تزغ في الطرق ِ
من الأمورِ لا تزغ في الطرق ِ
وإن أردتَ أن تكونَ شاعراً
فاقرأ كتابَ اللهِ عند الغسقِ
فاقرأ كتابَ اللهِ عند الغسقِ
واحفظ من الآيات ِفي تأملٍ
ورتّلِ القرآنَ قبل الشفقِ
ورتّلِ القرآنَ قبل الشفقِ
واقرأ من الأشعارِ مثلَ طالبٍ
تأتِ لكَ الألفاظ ُمثلَ الفلقِ
تأتِ لكَ الألفاظ ُمثلَ الفلقِ
من امرئِ القيسِ ومن عنترةٍ
تسر بكلِّ مسلكٍ في ألقِ
تسر بكلِّ مسلكٍ في ألقِ
ومن زهيرٍ وابن كلثومِ الذي
ذُلَّ الأميرِ آنفاً لم يطقِ
ذُلَّ الأميرِ آنفاً لم يطقِ
وأقرأ ولا تَملَّ من زيادةٍ
و احرص على كلِّ كلامٍ لبقِ
و احرص على كلِّ كلامٍ لبقِ
واكتب وعد لما كتبتَ آنفاً
وهذهِ نصيحةٌ في عنقي
وهذهِ نصيحةٌ في عنقي
وإن وجدتَ ساعةً رائقةً
فخذ بها مستشعراً وأفقِ
فخذ بها مستشعراً وأفقِ
فالشعرُ يأتي مرةً كزائرٍ
فاحفل بهِ من زائر ٍودقّقِ
فاحفل بهِ من زائر ٍودقّقِ
والليلُ خيرُ مركب ٍتقودُهُ
فلذ بهِ ولا تنؤ من أرق ِ
فلذ بهِ ولا تنؤ من أرق ِ
وكن وحيداً مطرقا ًلساعةٍ
فالصفو ُيأتي دائما ًمن فرق ِ
فالصفو ُيأتي دائما ًمن فرق ِ
فاختر كلاماً طيباً ذا نغمةٍ
مثلَ حصانٍ راكضٍ في سبق ِ
مثلَ حصانٍ راكضٍ في سبق ِ
ولا تكن مستعجلاً في غفلة ٍ
ولا تسر كسالكٍ في نفقِ
ولا تسر كسالكٍ في نفقِ
وابعد عن الغريبِ لا تحفل بهِ
وجفوةَ الألفاظ ِحاذر واتقِ
وجفوةَ الألفاظ ِحاذر واتقِ
وزيّنِ الكلام َو افصل بعضَهُ
وامشِ برفقٍ مثلَ مشيِ الأينقِ
وامشِ برفقٍ مثلَ مشيِ الأينقِ
وإن أتيتَ حكمة ًفاصدع بها
وإن وجدتَ فجوةً فرتّقِ
وإن وجدتَ فجوةً فرتّقِ
وإن تغزلتَ فكن مستعطفاً
واجعل هواكَ مثلَ نورِ الحدقِ
واجعل هواكَ مثلَ نورِ الحدقِ
وابعد عن الملوكِ لا تذهب لهم
ولاتكن مُستصغَرا ًكاللقلقِ
ولاتكن مُستصغَرا ًكاللقلقِ
أنتَ كنجمٍ في السماءِ ساطعٍ
فكن كنورٍ مشرقِ في الأفقِ
فكن كنورٍ مشرقِ في الأفقِ
وكن كريماً في الورى ذا همةٍ
ولا تطب نفسك َللتملقِ
ولا تطب نفسك َللتملقِ
هيناً محبّاً صادقا ًومخلصاً
واحذر من الجدالِ والتشدقِ
واحذر من الجدالِ والتشدقِ
فهذهِ صفاتُ كلِّ سيدٍ
وشاعر ٍمخضرم ٍمفلّقِ
وشاعر ٍمخضرم ٍمفلّقِ
فالزم طريقَ من مشى بنورِها
واحذر سلوكَ من سما بالخرقِ
واحذر سلوكَ من سما بالخرقِ
واحفر بألفاظِ البيانِ دُرّةً
واكتب بأسلوبٍ ثريّ مغدق ِ
واكتب بأسلوبٍ ثريّ مغدق ِ
ولا تحِد عما بدأتَ ساهياً
وجُز على الأفكار ِثمّ نمّقِ
وجُز على الأفكار ِثمّ نمّقِ
ولا تكن مبتدعاً بفكرةٍ
ولا تسر كفاجر ٍمهرطق ِ
ولا تسر كفاجر ٍمهرطق ِ
وعش على القصيد ِمثل طائر ٍ
وطر على الأغصان ِثم زقزقِ
وطر على الأغصان ِثم زقزقِ
واحذر من النقادِ عندَ هفوة ٍ
وابعد عن الشرورِ دوماً وانتق ِ
وابعد عن الشرورِ دوماً وانتق ِ
ولا تخاصم شاعرا ًذا صولة ٍ
وكن أليفاً كالحصانِ الأبلق.ِ
وكن أليفاً كالحصانِ الأبلق.ِ
واحضر جماعاتِ القريضِ إنهم
كغصنِ غار ٍعبقٍ مموسق ِ
كغصنِ غار ٍعبقٍ مموسق ِ
وهذه أرجوزتي زينتُها
كحقلِ خيرٍ مثمرٍ و مورقِ
كحقلِ خيرٍ مثمرٍ و مورقِ
دخلت فيها كل درب شائك
واجتزتُ فهماً كلّ شِعب ٍضيق ِ
واجتزتُ فهماً كلّ شِعب ٍضيق ِ
واللهَ ارجو أن يديم َنفعهَا
وبالعظيمِ دائما ً تعلقي
وبالعظيمِ دائما ً تعلقي
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق