يا منى عمري //م بقلم الشاعر // عارف عاصي

يَـامُـنَـى عُـمُـرِي
=========
هَلَّ الرَّبِـيعُ فَـأَيْـنَ الـوَرْدُ وَ الـزَّهَْـرُ
وَ أَيْـنَ أَحْـلامُـنَـا وَ العُـمْرُ يَـحْـتَـضِرُ

...

يَـا كَمْ تَـنَـادَتْ بِشَـوْقٍ حَال هَجْعَـتِنَـا
تَسـْتَـنْفِرُ الرُّوحَ هَلْ بِالرُّوحِ مَـنْـتَصَرُ

تِلْكُمْ مُنىً قَدْ تَـلاقَتْ تَشْتَـكِي وَصَبـاً
وَ هَـامَـتِ العُمْرَ؛ صَوْتُ الحَقِّ يَـنْحَدِرُ

دَاوَيْـتُ جُـرْحاً وَ مَـازَالَـتْ تَـلَوِّعُـنِـي
أُخْرَىَ تَـتَـالَتْ تـُنَاجِي الحُـلْمَ يَخْـتَمِرُ

طَافَتْ وَ خَـلَّتْ لِيَ الرُّؤْيَـا. تُسَامِرُنِي
مِـنَ الـجِـرَاحِ طـُيُوفٌ ظِـلُّـهَا القـَمـَرُ

وَاهـاً لِـلَـيْـلٍ يَطُوُفُ العُـمْـرُ لا أَمَلٌ
وَ العـُمْرُ فِي لَـيْـلِهِ يَخْـبـَوُ وَ يَسْتَـتِرُ

مَلَلْتُ شـَكْوَىَ الهَوَىَ إِذْ بَاتَ يَرْمُقُنِي
وَ ذِي أَفـَاقِي وَ قَدْ حَارَتْ بِهَا الصِّـوَرُ

يَاقَلْبُ يَا مـُنْـتَهَى الأَشْجَـانِ يَا وَلَـعـاً
يَا هَمْسَ شَوْقٍ وَ قَدْ أَوْدَى بِهِ الخـَفَرُ

هَـلْ مِنْ دَوَاءٍ لِـجُـرْحٍ بَـاتَ مُـرْتِـحِـلاً
مَـا عَـادَ مِـنْ سَـفَرٍ يَعْـنُوُ لَهُ السَّـفَرُ

يَا كَمْ أَنَادِي وَ صَوْتِي طَيَّ حُـنْجَـرَتِي
لَمْ يَـبْرَحِ الصَّوْتُ سَمْعاً لِﻷُلَى أَسَرُوا

تَاهَـتْ دُرُوبٌ وَ خُـطْوِي حَائِـرٍ خَطِـلٌ
كَمْ يَـزْرَعُ الدَّرْبَ خُـطْواً زَادَهُ العَـثَـرُ

نَـاجَـيْتُ طَيْفاً سَرَىَ وَ الطَّيْفُ رَدَّدَنِي
مِـثْـلَ الصَّدَىَ المُنْتَشِي لِـﻵَهِ يَبْـتَـكِرُ

مَدَدتُّ كَـفِّي لأَقْـطِـفَ زَهَرَ رَوْضَتِهَـا
فَـعَادَ وَ الشَّوْقُ خَلْفَ الزَّهْرِ يَنْـتَـحِـرُ

وَ كـَمْ تَـرَاءَتْ مَعَ الأَيَّـامِ تَـسْـحَـرُنِي
أَهِيمُ خَـلْفَ المُـنَى أَسْعَى وَ أَسـْتَعِرُ

وَاهاً مُـنَىَ الرُّوحِ يَـا سِحْراً يُرَاوِدُنِي
وَ القَلْبُ فِي عِشْقِهَا المَأْزُومِ يَنْشَطِرُ

كَمْ مُـنْـيَةٍ ذُقْتُ شَهْداً مِنَ مَـلاحَـتِـهَا
وَ عَـادَ طـَعـْمُ المُـنَىَ بِـالمُـرِّ ِيـَأْتَـزِرُ

أُرَدِّدُ اللَّـحْـنَ تِـلْوَ اللَّـحْنِ فِي شـَغَفٍ
وَ أَرْقُـبُ الـيَوْمَ مِثْـلَ الأَمْسِ أَنْـتَـظِرُ

طَالَ اصْطِبَارٌ وَ مَلَّ الصَّبْرُ مِنْ عِلَُـلِي
وَ زَادَ وَهْـمِي مَـعَ الأَيَّـامِ يَـنْـتَـشِـرُ

أَلَـيْـتُ لا اَشـْـتَـرِي بِـالـوُدِّ أُمْـنِـيَـةً
وَ بِـتُّ أَرْعَىَ الهَـوَى لَـمْ أبْـقِ لا أَذَرُ

حـَتَّى مَتَى يَا مُنَىً لِلرُّوحِ تَـسْتَـبِقَي
فَـتـُلْهِـبُ القَـلْبَ أَنَّـاتٌ هِي الظَّـفَـرُ

حَسـْنَـاءُ يَـا زَهْرَةَ الدُّنْـيَا وَ بَهْـجَـتـَهَا
أُلْقِي السَّـلامَ وَدَاعاً هَـدَّنِي الخَـطَـرُ

سَلامُ مَنْ يَـرْتَجِي وَصْـلاً عَـلَىَ أَمَـلٍ
لا يَـنْـتـَهِي شـَوْقـُهُ مَـاجَـاءَ مَزْدَجَـرُ

رُدِّي سَلامِي وَعُودِي يَا مُـنَى عُمَرِي
أَنَـا المُعَـنَّى وَ قَلْبِي العَـوْدَ يَـنـْتَظِرُ
=========
عارف عاصي