قصة من آلاف القصص التي حدثت خلال الحرب التي أسميناها ..قيامة الموصل ..
### في المدينه القديمه إشدت ضراوة القصف على الدور السكنية وازداد صدى الإنفجارات واعتلى الدخان يطاول عنان السماء ..وهذه المناطق حافلة بالسراديب فاحتمى المواطنين فيها بعد تجمع العوائل ذات الصلة والقرابه ..
وفي أحد الدور تجمع الإخوة والأخوات وأبناءهم ليحتموا من قصف الطائرات والمدفعية ..طال أمد المكوث في ظلمة كأنها ظلمة قبر ....لم يبق من الغذاء إلا القليل ليسد رمق الصغار ..وقليل من الماء ...
فإذا بالدار ترتج و...تنهار على رؤوسهم ..فقد كان نصيب الدار المتخمه بالزائرين ..ثلاث صواريخ حرقت الأخضر واليابس وتعالى الصراخ والعويل من عدد قليل من الأشخاص ..أما الباقين فقد رحلت أرواحهم الى بارئها ...ولم يبقى سوى أبن وطفلان من مجموع 35 من الساكنين ...لم يدري هذا الأب ماذا يفعل والجثث كلها تحت الأنقاض !!!...وبصورة هستيرية حمل الصغيرين وخرج في الظلام الدامس وبكل صعوبة من بين الانقاض ..الصغار يبكون ...
- أين أمي ياابي ..هيا لنأخذها معنا ...؟ومن خلال دموع الأب الغزيرة علموا بأنها من الراحلين للعلي القدير ...سار في طريق مظلم وتبادل الرصاص لم يتوقف ...وخلال مسيره ...سمع أحد أبناءه ينادي ..إليا ياابي فهرع اليه فإذا به مضرج بالدماء ..ومالبث أن لحق بركب الشهداء ..جلس الاب ينعى إبنه ويبكي بكاءا مرا تتفطر له القلوب ...كان الإبن الثاني نائما على كتف والده ....فرماه بجانب أخيه ....ليحفر قبرا يواري فيه جثمان إبنه الحبيب...استغرق ساعات ليكمل حفر القبر...
ووضع إبنه فيه ممزوجا بدموع تجري كالأنهار ....امتزجت بأديم الأرض وثيابه التي يعلوها التراب ..فحمل الإبن الثاني على كتفه وسار مودعا فلذة كبده الراقد تحت أديم الأرض ...سار مهرولا للنجاة بالطفل الوحيد الذي نجا ..ولكنه وفي حومانة الألم تبين بأن إبنه الذي يحمله لم يتنفس وأن ملابسه مضرجة بالدماء!!! ...ياللهول تبين بأن الطفل الذي قام بدفنه هو الطفل الحي !!!.،..وأن مايحمله هو الطفل الميت ..وبعد فوضع عشره على راسه واخذ بضرب نفسه ضربات متلاحقة ...هرع للقبر لإخراج إبنه الحي ...وبعد جهد جهيد أخرجت وقد انقطع آخر نفس له تحت في ظلمة القبر ...فأعاده ووضع معه الأخ الثاني ..وواراهم التراب يرافقهم عويله الذي ما انقطع ودموعه المسكوبه على التراب والثياب ...فقال ..
- أودعكم واترككم أمانة عند رب العزة ..وإنا لله وإنا اليه راجعون ...ثم سار هائما على وجهه لايدري الى أين سيأخذه الطريق ...
//ليلى ابراهيم الطائي// الموصل //
وفي أحد الدور تجمع الإخوة والأخوات وأبناءهم ليحتموا من قصف الطائرات والمدفعية ..طال أمد المكوث في ظلمة كأنها ظلمة قبر ....لم يبق من الغذاء إلا القليل ليسد رمق الصغار ..وقليل من الماء ...
فإذا بالدار ترتج و...تنهار على رؤوسهم ..فقد كان نصيب الدار المتخمه بالزائرين ..ثلاث صواريخ حرقت الأخضر واليابس وتعالى الصراخ والعويل من عدد قليل من الأشخاص ..أما الباقين فقد رحلت أرواحهم الى بارئها ...ولم يبقى سوى أبن وطفلان من مجموع 35 من الساكنين ...لم يدري هذا الأب ماذا يفعل والجثث كلها تحت الأنقاض !!!...وبصورة هستيرية حمل الصغيرين وخرج في الظلام الدامس وبكل صعوبة من بين الانقاض ..الصغار يبكون ...
- أين أمي ياابي ..هيا لنأخذها معنا ...؟ومن خلال دموع الأب الغزيرة علموا بأنها من الراحلين للعلي القدير ...سار في طريق مظلم وتبادل الرصاص لم يتوقف ...وخلال مسيره ...سمع أحد أبناءه ينادي ..إليا ياابي فهرع اليه فإذا به مضرج بالدماء ..ومالبث أن لحق بركب الشهداء ..جلس الاب ينعى إبنه ويبكي بكاءا مرا تتفطر له القلوب ...كان الإبن الثاني نائما على كتف والده ....فرماه بجانب أخيه ....ليحفر قبرا يواري فيه جثمان إبنه الحبيب...استغرق ساعات ليكمل حفر القبر...
ووضع إبنه فيه ممزوجا بدموع تجري كالأنهار ....امتزجت بأديم الأرض وثيابه التي يعلوها التراب ..فحمل الإبن الثاني على كتفه وسار مودعا فلذة كبده الراقد تحت أديم الأرض ...سار مهرولا للنجاة بالطفل الوحيد الذي نجا ..ولكنه وفي حومانة الألم تبين بأن إبنه الذي يحمله لم يتنفس وأن ملابسه مضرجة بالدماء!!! ...ياللهول تبين بأن الطفل الذي قام بدفنه هو الطفل الحي !!!.،..وأن مايحمله هو الطفل الميت ..وبعد فوضع عشره على راسه واخذ بضرب نفسه ضربات متلاحقة ...هرع للقبر لإخراج إبنه الحي ...وبعد جهد جهيد أخرجت وقد انقطع آخر نفس له تحت في ظلمة القبر ...فأعاده ووضع معه الأخ الثاني ..وواراهم التراب يرافقهم عويله الذي ما انقطع ودموعه المسكوبه على التراب والثياب ...فقال ..
- أودعكم واترككم أمانة عند رب العزة ..وإنا لله وإنا اليه راجعون ...ثم سار هائما على وجهه لايدري الى أين سيأخذه الطريق ...
//ليلى ابراهيم الطائي// الموصل //
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق