الثلاثاء، 26 فبراير 2019

بطاله // بقلم الشاعر // سمير عويدات

بطالة
****
تساءلتُ حتى مَللتُ السؤالا ... بأين وكيف بهَمْزٍ توالى
عَنِ العيشِ لمَّا يحارُ التمني ... ويدركُ وَهْماً وإفكاً زُلالا
صغيرٌ على الغُصنِ بين الزهورِ ... وحولي العطورُ تبُثُّ الدَّلالا ...

أُذاكرُ دَرْسي وأُبْدِي نجاحي ... وما مَرَّ عامٌ يكفُّ النوالا
وها قد كبرتُ وقد شبَّ عزمي ... وجَرْسُ الحياةِ بقلبي تعالى
وجدتُ كمثلي شباباً كثيراً ... بعَدٍّ يُجلجلُ فاقَ الخيالا
وقد لاحَ شيئٌ مَهيبٌ لعَمْري ... سيدفِنُ رأساً تحُثُّ الرِّمالا
بطالةُ كَسْبٍ تعُمُّ الشبابَ ... وما مِن بديلٍ فشدُّوا الرِّحالا
إلى دارِ عُجْمٍ بَعيداً بَعيداً ... عَنِ الأهلِ تجمعُ ذُلَّاً ومالا
شهادةُ درسي كإكليلِ عارٍ ... بمِسمارِ حُزنٍ مِنَ الظُّلمِ مالا
على حائطٍ في مزارِ الضيوفِ ... لتُخبرَ عني ضلالاً ضلالا
لِمَ الأمسُ لا يستبيحُ الرُّجوعَ ؟ ... لِمَ الحُلْمُ ظلَّ مُحالاً مُحالا ؟
وسافرتُ حتى سئِمتُ السنينَ ... مِنَ العدِّ صِرْنَ وبالاً وبالا
فما عدتُ أهفو إلى غُرْبةٍ ... ولا أهلِ بيتٍ يَمُدُّ الظِّلالا
وحيدٌ كئيبٌ بلا عالمٍ ... كأني خُلِقتُ وذا الكوْنُ زالا !!
********************
بقلم سمير حسن عويدات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق