الاثنين، 18 مارس 2019

سِــرْنـا مَـعـاً // بقلم المبدع // الشاعر عبد اللطيف جرجنازي

سِــرْنـا مَـعـاً...
مَـرَّتِ الـسّـتــونَ فـي هَــمٍ و غَــمِّ
قَـد ْفُـطِـمْـت ُاليوم َعنْ ثَـدْيٍ لأمِّـي
...
لَـمْ أزَلْ جَـوْعـان َ مُـذْ ضَـم َّالـثَّـرى
صَــدْرَ ريٍ لِـلْعِـطــاشِ الـيُــتَّــمِ
كـانَ شَــهْـدا ًفـي فُـؤادي طـَيْـفُــهُ
و دواء ً فـاقَ طـيـبَ الـبَـلْـســـَمِ
كُـلَّـمـا زُرْت ُ و نـاديْـتُ الـنّــدا
جـاوبَـتْـنـي بِـأريـجِ الـمَـبْـســـمِ
ألْـقَـمَـتْـنـي رضْـعَـةً مِـن ْثَـدْيِـهــا
ثُــمَّ قـالَـتْ يـا رفـيــقَ الأنْـجُـمِ
أَ وَمـا شِـخْـتَ ؟و عَـيْـبٌ أنْ تُـرى
مِـثْـلَ طِـفْـلٍ فـي رَضـاعِ الـمُـعْـدَمِ
تِـلْـكَ أيَّــامٌ و شــاخَـتْ .شَــأْنُـهــا
و أنــا الـطّـفْـلُ الـذي لَـمْ يَـحْـلُـمِ
كَـيْـفَ أنْسى مَـنْ أنـارتْ ظُـلْـمَـتي
كيف أنْـسى مَـنْ دِمـاهـا في دَمـي
كَـيْـفَ أنْـسـاهـا وقَـدْ سِـرْنـا مَـعـاً
كَـيْـفَ أنْـسى كَـفَّـها في مِـعْصَمي
كَـيْـفَ أنْـسـى أنَّـنـي الـحِّـبُّ الـذي
عَـلَّـمَـتْـه ُمِـن ْمَـعـانـي الـمُـعْـجَـمِ
كُـنْـتُ مِـنْـهــا خَـفْـقَ قَـلْـبٍ حـالِـمٍ
نَـذَرَتْــهُ لِـلـشَّــد يــدِ الـمُـبْــرَمِ
كُـنْـتُ ذيَّـاكَ الّـفـتى مُـسْـتَـلْـهِـمـاً
مـابَـدا مِـنْ قَـلْــب ِ أم ٍمُـفْـعَــمِ
و تَـراءَتْ ثُـمَّ قَـالَـتْ خـافِـقـي
و بِـصَـوْتٍ فـيــهِ ذِكْـرى مَـقْـدمـي
كُـنْـتَ نِـبْـراســاً و تـاجــاً نــادِراً
كُـنْـتَ لِـلأجْـيـال ِ نِـعْـمَ الـمَـعْـلَـمِ
مـارأتْ إلاّيَ سَـــرْواً شــــامِـخــا
هِـيَ أمّـي و رِضـاهــا مَـغْـنَـمـي
قَـبْـرُهــا ذَيَّـاكَ مَـهـوى خـافِـقــي
فَـزِيـــارات ٌ بِـلا هَــمٍ و غَــمِّ
عبد اللطيف محمد جرجنازي
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق