قال الشاعر / الأحنف بن قيس
ألقيتَ بينَ جفونِ عيني فُرقةً ___فإلى متى أنا ساهرٌ يا راقِدُ
مجاراة بعنوان :
صديقُ المصلحة ___________________البحر : الكامل
لا تسمعَنَّ وقد أتاكَ مُباعِدُ ___ عمَّن غلاكَ وكانَ منهُ عوائدُ
أفلا حرصتَ على اللِّقاءِ ولم يكن ___ لكَ مِن لقاءٍ غيرُ ودٍّ عائدُ
هيَ أُلفةُ الأصحابِ تمضي بالَّذي ___ ألِفَ المودَّةَ والحسودُ يباعِدُ
ما ضرَّني بُعدٌ ولستُ بطامِعٍ ___ في وصلِ مَن يعلو وفيهم حاقدُ
يا صاحِ إنّ الحُبَّ ليسَ بطاعِمٍ ___ من كانَ في سَغَبٍ وباتَ يُكابدُ
والنَّفسُ لا ترضى المذلَّةَ إن دنا ___ متعجرفٌ فتصدُّهُ ... وتجاهِدُ
..................
وكما يشاءُ لكَ الهوى كُن وانطلق ___ لن يلحقَ المفروكُ بل سيعاندُ
ها قد قطعتَ من الأواصرِ جُلَّها ___ وتركتَ حِبَّاً لا يزالٌ يساندُ
والعقلُ ميزانُ الكرامِ ومن لهم ___ في كُلِّ دربٍ للصَّديقِ روافدُ
هلاَّ انتفعتَ بنصحِ شيخٍ وازنٍ ___ وحفظتَ أقوالاً لمن يتعاهدُ
لا بأسَ إن خسرت تجارةُ تاجرٍ ___ لكنَّ مَنْ خَسِرَ الصَّداقةَ شاردُ
لا لن تعودَ وقد أثرتَ حفيظةً ___ وكشاهدٍ مَنْ قد أتاكَ يواعِدُ
..................
من كانَ يُقصيهُ الكلامُ بباطلٍ ___ عمَّن أحبَّ فلا لخيرٍ قاصدُ
لا للضَّغائنِ والحياةُ قصيرةٌ ___ إنَّ التَّباعُدَ قد أراهُ يساعِدُ
هيَّا ارتحلْ إنِّي سئمتُ مراجعاً ___في كُلِّ ما يجري ومن يتوافدُ
ولسوفَ اعتزلُ المجالسَ عندكم ___ حتَّى أُلاقي غيركم يا جاحِدُ
صلَّى الإلهُ على النَّبيِّ وصحبِهِ ___ إذ كانَ وصلٌ يرتضيهُ القائدُ
صلَّوا عليهِ وآلِهِ وتنسَّموا ___ حُبَّاً لأصحابٍ يراهم ساجدُ
.................
الأَحد 28 ذو القعدة 1441 ه
19 يوليو 2020 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق