الأحد، 19 يوليو 2020

برد الغياب /بقلم الشاعرة حسيبة صنديد قنوني

** بَرْدُ الْغياب **
مالي أرى برْدَ الْغياب بمُهجتــــي؟
و يرُشّها ثلجُ الْكآبةِ ، ورْدتـــــــي
طال انْتظاري والْحـُـروفُ شجيّةٌ
فمتى سيُرفَعُ صمْتُهم عنْ لوْعتــي؟

إنْ كــــان في شوْقـــي إليْه تذلّـلٌ
فأنا الشّموخُ وفوْق رأْسي هامتي

إنْ جاء يرْمي بالْحِجارة أذْرُعــي
فأنا النّخيــــلُ إذا أجودُ بثمْرتـــي
أوْ صار ريحا كي يُبعثر مرْكَبــي
فأنا الْمحيطُ إذا علوْت بموْجتـــي
سأظلّ من خلْف النّوافذِ نــابضــا
قلْبا ينوءُ بحِملِكمْ في غُرْبتـــــــي
وأسائِلُ الدّهرَ الذي قدْ مرّ بــــي
عن حرْب آمالي وجَفْوةِ بسْمتــي
أتُراهُ يلهو بالْمشـــاعرِ ذابِـــــحًا
نبْضَ الحمام على خمائل دوْحتي؟

أتـُـــراهُ بايع في المزاد عهودنا ؟
باع الغرام ، وقد شراه بلهفتي

قدْ كنْتُ أحْسَب في جفاه هزيمةً
إنّ الهزيمةَ في رحيله غِنْوتــي

رحْ في دُروبك مُسْرعا لا تلتفتْ
إنّي سأكسِرُ من ورائك جرّتــي

لا أسْتقــي ماءَ الحياة بذِلّـــــــة
وأظلّ أفخرُ في الزّمان بعزّتـي

*حسيبة صنديد قنّوني (تونس)*


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق