وعاد العيد...
وعاد العيد يا أماه عادا
ونار الحزن تتقد اتقادا
وعاد العيد يا أماه لكن
جنان الفرح قد صارت رمادا
فؤادي للجراح غدا مقاما
وما لي غير ساحته بعادا
ملبٍ بالشجون بدون كَلٍ
ودمع الطرف من أدلى وشادا
يظن الشامتون بأن ليلي
قصير والشجون له امتدادا
ولو فقهوا الذي جهلوه دهرا
لطافوا حول كعبته جهادا
تعز لم تعد بالحب تهمي
سحائبها فقد صارت جمادا
أباحوا القتل والتعذيب فيها
وعاثوا في مرابعها فسادا
دماء الأبرياء غدت حلالا
لمن فقدوا الهداية والرشادا
فكيف تعج بالافراح روح
غدت بالحزن تلتحف السوادا
وكيف يبش بالبسمات ثغر
وقد أضحى لدمعتها جوادا
دموعك يا ابنة الامجاد حتف
لمن عشقوا سهولك والوهادا
نعم أهواك يا فرحي وحزني
فحبك أنت من ملك الفؤادا
أعاد العيد يا أماه حقا
ومازال الشجون لنا حصادا
إلى رب العباد أبث حزني
فما لي غير حضرته منادى
عبدالباري خالد الشرعبي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق